دراسة مقارنة بين الحدث السوري والمصري
الجمل: أجرى مركز دراسات مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، حواراً حول الشأن السوري، مع الخبير الأمريكي جوشوا لانديز، البروفيسر المشارك في جامعة أوكلاهوما، ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط التابع للجامعة، فما هي مفاصل الحوار الذي دار حول سوريا. وما هو مضمون ومحتوى الإدراك الجديد الذي تشكل على خلفية الأحداث السورية الأخيرة؟
* الحدث السوري: كيف تبدو ملامح المشهد؟
تحدث البروفيسر جوشوا لانديز قائلاً، بأن يوم 25 آذار (مارس) 2011م كان يوماً كبيراً في سوريا وسعى جوشوا لانديز إلى توصيف المعطيات ضمن النقاط الآتية:
• سعت المعارضة السورية إلى حث الجميع من أجل الذهاب إلى المساجد، ثم التجمع وبعد الصلاة الخروج في مظاهرات ومواكب جماهيرية تطالب بالتغيير والحرية.
• بقدر كبير لم تنجح هذه المواكب والمظاهرات في تحقيق الانتشار بما يشمل كل المدن والمناطق السورية.
• في حقيقة الأمر لم تحقق المظاهرات والمواكب انتشاراً يتجاوز حدود منطقة درعا الواقعة في جنوب سوريا المتاخم للحدود الأردنية ـ السورية.
• ظهرت بعض المظاهرات الصغيرة المعزولة في بعض المناطق السورية الأخرى.
• المواكب والمظاهرات التي حدثت في سوريا لم تكن بالحجم الذي يستطيع أن يشكل تهديداً على الأوضاع على غرار ما حدث في مصر.
هذا، وأضاف البروفيسر جوشوا لانديز قائلاً بأن المواكب والمظاهرات التي حدثت لم تحصل على الزخم وقوة الاندفاع. ولكن من الممكن جداً أن تتوقف عواصف التغيير الشرق أوسطية عند سوريا.
* الحدث في العاصمة السورية دمشق
أشار البروفيسر جوشوا لانديز باختصار شديد لظاهرة عدم وجود مظاهرات أو مواكب رئيسية في دمشق، قائلاً:
• شهدت دمشق بعض التجمعات الاحتجاجية الصغيرة. والتي لم تتجاوز المئات أو بضعة آلاف كحد أقصى.
• عدم استجابة سكان دمشق يعود إلى خصوصية النخبة السنية الدمشقية، والتي ترتبط بعلاقات وثيقة مع النظام، وبالتالي فقد وقفت هذه النخبة بمنأى عن المشاركة في التجمعات الاحتجاجية الأمر الذي أدى إلى إفشال امتداد واتساع نطاق الأحداث في دمشق.
* المعارضة السورية: ما هي وأين هي؟
سعى البروفيسر جوشوا لانديز لجهة الرد على السؤال: هل توجد معارضة منظورة في سوريا؟ بطريقة ساخرة، قائلاً، بأن هذا السؤال يساوي مليون دولار، وأضاف قائلاً، وبوضوح:
• بكافة الأوجه لا يوجد زعيم معارض يمكن القول بأن الشعب السوري يتطلع أو يطمح إليه.
• أصبح كل سوري يتساءل: ما هو البديل؟ ويكتشف أنه غير قادر على الإجابة.
هذا، وتجدر الإشارة إلى تأكيد البروفيسر جوشوا لانديز الذي قال فيه بأن التنوع النخبوي السياسي الموجود في سوريا، يتميز بالترابط الشديد، وبالتالي من الصعب جداً على أي معارضة سياسية أن تجد منفذاً للصعود وتقديم نفسها كبديل، خاصة وأن السنة ـ في دمشق والمدن الكبيرة ـ يمثلون النخبة الاقتصادية والأخلاقية والثقافية.
* المقارنة بين الحدث السوري والحدث المصري
عقد البروفيسر جوشوا لانديز مقارنة بين الحدث السوري، والحدث المصري، قال فيها، بأن الحدث المصري تضمن: قيام الملايين من المصريين بالتجمع في ميدان التحرير الموجود في قلب القاهرة، وخلال يوم واحد أو يومين، انتقلت عدوى الاحتجاجات والتجمعات إلى كافة المدن المصرية. ثم تغلغلت في المناطق الريفية الصغيرة، وأضاف قائلاً بأن قوات الأمن المصرية المنتشرة بكثافة لم تستطيع ليس احتواء الاحتجاجات وحسب وإنما تم احتواءها بواسطة المحتجين، وعلق قائلاً، بأن أي من هذه الوقائع لم يحدث مطلقاً في سوريا. وأضاف قائلاً بل وفي الأيام الأخيرة شاهدنا العديد من أئمة المساجد وهم يطالبون السوريين بالوحدة ودعم النظام، الأمر الذي لم يحدث مطلقاً في الحدث المصري.
هذا، وبالنسبة لمفاعيل أحداث درعا، أشار البروفيسر جوشوا لانديز إلى أن الدوافع الحقيقية لأحداث درعا تكمن في المعاناة والإعسار والفقر المصحوبة بارتفاع أسعار السلع.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد