الأسد لميتشل: المفاوضات تتطلّب أساسـاً واضحاً وضمانات للتنفيذ
شدد الرئيس بشار الأسد أمام المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، في دمشق أمس، على أن استئناف محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل يحتاج إلى أسس واضحة وضمانات بالتنفيذ، موضحا أن ما تطالب به دمشق من تل أبيب هو عودة حقوقها المغتصبة وليست «تنازلات» من جانب اسرائيل، مكررا تأكيده التزام سوريا بخيار السلام كضمان لأمن المنطقة واستقرارها.
من جهته، أكد ميتشل، في دمشق، التزام الإدارة الأميركية بتحقيق السلام الشامل، معتبرا أن البديل أسوأ بكثير. وأشار، خلال حديثه عن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى أن الإدارة الأميركية مصممة على إنجاحها، موضحا أن العمل على مسار هذه العملية، لا يعني إهمالا للمسارات الأخرى.
والى بيروت، وصل، مساء أمس، ميتشل، وتوجه من المطار إلى عين التينة مباشرة، حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور سفيرة الولايات المتحدة الجديدة مورا كونيلي. وأطلع المسؤول الأميركي بري على نتائج المفاوضات المباشرة على المسار الفلسطيني الإسرائيلي ومحادثاته في دمشق. ومن المقرر أن يلتقي ميتشل، بعد ظهر اليوم، رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي سيجدد أمامه التمسك بثوابت موقف لبنان المعروفة وأساسها مرجعية مؤتمر مدريد الذي اشترك فيه لبنان على أساس ضمانات خطية والقرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام ولاسيما حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وتوقع مصدر دبلوماسي أميركي في بيروت، أن يدلي ميتشل من القصر الجمهوري ببيان مطول يكرر فيه الموقف الأميركي القائل بأن لا حل إقليميا على حساب لبنان.
وكان الأسد استقبل ميتشل لقرابة الساعة بحضور كل من وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة الرئاســية بثينة شعبان والقائم بأعمــال السفارة الأميركية في دمشــق تشارلز هنتر.
وذكر بيان رئاسي سوري أن الأسد اطلع من ميتشل «على جهود إدارة الرئيس باراك أوباما المتعلقة بعملية السلام في المنطقة، وآخر التطورات على صعيد المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية»، حيث جدد المبعوث الأميركي «التزام الإدارة الأميركية بالعمل على إحلال السلام الشامل في الشرق الأوسط»، مؤكدا «أهمية تحقيق تقدم على المسار السوري، بما يسهم في دعم المسارات الأخرى».
بدوره، جدد الأسد «تمسك سوريا بخيار السلام كونه السبيل الوحيد لضمان أمن الشرق الأوسط واستقراره»، مشددا على أن «السلام لا يمكن أن يكون راسخاً ودائماً ما لم يكن عادلاً يعيد الحقوق كاملة إلى أصحابها على أساس قرارات الشرعية الدولية». واعتبر أن «استئناف مفاوضات السلام يتطلب وضع أسس واضحة وضمانات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه»، مؤكداً أن «ما تطالب به سوريا من أجل تحقيق السلام ليس تنازلات تقدمها إسرائيل بل أرضا مغتصبة يجب أن تعود بالكامل لأصحابها الشرعيين».
كما جرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة، وأهمية استمرار الحوار الجاد والبناء من أجل تطوير هذه العلاقات، بما يعود بالمنفعة على البلدين والشعبين ويخدم أمن المنطقة واستقرارها.
وأعلن ميتشل، في بيان مقتضب بعد لقائه الأسد، أنه أطلع الجانب السوري «على آخر جهودنا لتأمين سلام شامل في الشرق الأوسط»، مشيرا الى أن «هذا لا زال يشكل هدفاً سامياً في السياسة الخارجية للرئيس أوباما. هدف وضعه لنفسه وللولايات المتحدة تقريباً فور أدائه القسم رئيساً».
وأضاف ميتشل «كما قال أوباما فالسلام الشامل في هذه المنطقة يتضمن اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين إسرائيل وسوريا، وبين إسرائيل ولبنان، والتطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل وجيرانها. لقد أخبرت الرئيس (الأسد) ووزير الخارجية أن لدينا كل الأمل في أن نحول السلام الشامل من الأمل إلى الواقع. ونحن ندرك جيداً التحديات والصعوبات. لكن مهما كانت المهمة صعبة فإن البديل لجميع المعنيين يبقى أسوأ بكثير. وهكذا فنحن جميعاً ليس لدينا خيــار، بل لديــنا التزام بأن نعمل من أجل مستقــبل أفضل وأكثر سلماً لكامل شـعوب المنطقة».
من جهة أخرى، نقلت وكالة «الأناضول» عن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قوله إن أنقرة «لن تدخــر جهــدا للتوصل إلى السلام بين ســوريا وإسرائيل»، مشيرا إلى انه كــان من المقرر أن يجتمع مع نتنياهو في أيار الماضي لبحث استــمرارية المحادثات غير المباشرة بين إســرائيل وسوريا، إلا أن العدوان على سفــينة «مرمرة» أدى إلى إلغاء الاجتماع وتوتر في العلاقات بين الجانبين.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد