احتلال العراق يمزق الروابط العائلية

21-07-2010

احتلال العراق يمزق الروابط العائلية

أنتج الغزو الأميركي للعراق في العام 2003 تمزقا غير مسبوق في الروابط العائلية، حيث يظهر تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» نشرت أمس بعضا مما يحصل داخل العائلات العراقية، التي انقسمت بين الولاء للوطن وتنظيمات «متشددة» والتعامل مع قوات الاحتلال.
ويقول الشاب عبدول احمد الذي قتل والده حميد في حزيران الماضي في سامراء «لم أقل له شيئا. ضغطت فقط على الزناد، وأطلقت ست أو سبع رصاصات عليه. الجميع كان يكرهه لأنه عمل لحساب الأميركيين»، واصفا قتل والده «بالعمل البطولي». اطفال يلهون بالماء امام منزلهم في الكرادة في بغداد امس حيث وصلت درجة الحرارة الى 43 درجة مئوية.
هي واحدة من القصص الكثيرة التي تلخص تمزق النسيج الاجتماعي الذي تعيشه العائلات العراقية اليوم نتيجة الاحتلال الأميركي المتواصل.
وتشير الصحيفة إلى انه عندما احتل الأميركيون العراق، خيّل لحميد أحمد، الرقيب السابق في القوات الجوية العراقية، الذي كان سجن في عهد الرئيس الراحل صدام حسين بسبب انتقاداته للحكومة، أن «حياة جديدة متحررة من أي طغيان تنتظره وعائلته. آمن أحمد بالولايات المتحدة. كان يجيد الإنكليزية، فحصل على وظيفة مترجم مع الجيش الأميركي. غير أن حلم أحمد، ما لبث أن تحول إلى مأساة حين أقدم ابنه الذي يبلغ من العمر 32 عاما، على قتله.
وتوضح الصحيفة أن «الصدام والنقاش الحاد داخل عائلة احمد اندلعا حول العلمانية مقابل التدين، وتنازلات المجتمع المدني في مواجهة التشدد، والنظر إلى الولايات المتحدة كمجتمع يحتذى به أو كقوة إمبريالية يجب مقاومتها».
وتشير إلى أن العائلة انقسمت بين الموالين لتنظيم «أنصار السنة» مثل عبدول وشقيقه وابن عمه، أو الانضمام إلى الاحتلال وميليشيات «الصحوة» التي تقاتل تنظيم القاعدة بالنيابة عن قوات الاحتلال. وتوضح أن هناك حالة «تمرد» داخل العائلة تدفعها إلى قتل كل من تعامل مع الاحتلال أو «الصحوة».
اندفاع الشباب للالتحاق بالتنظيمات المسلحة، عزاه شقيق الضحية، عبد الحكيم إلى طبيعتها. وقال «عندما جاء تنظيم القاعدة، كان من السهل إقناع الشباب لأنه حركة دينية، نجحت في إقناعهم بدخول الجنة إذا ما التحقوا بها».
ويضيف عبد الحكيم أن سجن الاحتلال لحميد لفترة وجيزة، بعد اقل من عام على خدمته في الجيش الأميركي قبل طرده، بتهمة تسريب أسرار عسكرية إلى «المتمردين»، لم يمنعه من مواصلة الإيمان بالولايات المتحدة «لدرجة أنه كان يضع الصليب ليس إيمانا به، بل لأنه اعتبره من أدوات الولايات المتحدة». وبعد 7 سنوات من العزلة قضاها داخل منزله، أمر «أنصار السنة» ابنه بقتل الأب.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...