الاستثمارات تغزو طريق حلب دمشق

غزت الاستثمارات التجارية والصناعية الطريق الدولي الواصل بين حلب ودمشق على بعد 35 كيلو متراً من الأولى حيث حدودها الإدارية مع محافظة إدلب التي لم تشذ هي الأخرى عن الظاهرة التي باتت تستقطب بقوة أصحاب الفعاليات الاقتصادية.
وبعدما عدت المنطقة موئلاً مفضلاً للمشاريع السكنية، وخصوصاً الفلل السكنية على حدود قرية خان العسل ومونتكارلو وريف المهندسين الأول والثاني وحدائق الأندلس، راحت تجتذب أصحاب المنشآت التجارية والصناعية بسبب قربها من حلب التي يربطهم
بها طريق دولي ولكونها وجهة تقليدية لأصحاب الرساميل منذ القدم.
ويلفت انتباه المسافر إلى دمشق والقادم إلى حلب كثرة شركات السيارات التي تحتل ضفتي الطريق وكثير منها وكالات لشركات عالمية بأبنيتها الضخمة الحديثة التصميم حتى إن المنطقة هي الأكثر شهرة لطالبي السيارات الحديثة الطراز والتي تضم مواقع صيانة تلك السيارات.
وفضّل العديد من الصناعيين إشادة معاملهم على ضفتي الطريق أو بالقرب منهما حيث يسهل الوصول إليها ومعظمها معامل للنسيج توظف آلاف العمال. ومن المصانع ما يختص بالسيراميك وإنتاج القطر الصناعي والزيوت وغيرها من الصناعات التي تشتهر بها حلب إلى جانب بعض المعامل الحكومية مثل معمل الشاشات ومعمل السيرومات. وتحوي الطريق العديد من محطات الوقود والاستراحات الطرقية والمنشآت السياحية التي تعتبر مطرحاً سياحياً مهماً ووجهة مهمة للهاربين من حر المدينة وصخبها مثل «عالم السحر» الذي يضم حديقة حيوان ومطاعم ومدينة للألعاب الكهربائية و«بلو لاغون» وهو مدينة ألعاب مائية تضم الكثير من وسائل الترفيه المائية.
وتنوي شركات تطوير عقارية إقامة ضواح سكنية على مقربة من الطريق وعلى مسافة قريبة من المدينة بخيارات محدودة لأن المنطقة زراعية على طول ضفتي الطريق لكن بعض الجمعيات السكنية اشترى مساحات من الأراضي القاحلة من أجل ذلك قبل أن يصدر قرار من المكتب التنفيذي لمحافظة حلب بمنعها. ويلاحظ أن أصحاب الأراضي التي تقع على طريق حلب- دمشق ضمن الحدود الإدارية للمحافظة مهدوا أراضيهم المسورة ورصفوها بالبحص من أجل بيعها للتجار والصناعيين الراغبين بإقامة منشآت لهم في هذه البقع. ونقل شهود عيان أن بعض أصحاب تلك الأراضي قلعوا الأشجار المثمرة على غفلة من عيون الرقابة للبناء على أراضيهم من دون مساءلة.

خالد زنكلو

المصدر: الوطن السورية