الأسد: أوباما لم ينل ثقة سورية بعد
قال الرئيس بشار الأسد، إن ما يزعزع استقرار المنطقة هو التصرفات الإسرائيلية «وليس حزب الله ولا أي منظمة أخرى تدافع» عن نفسها، واعتبر انه عندما لا يكون هناك عدوان إسرائيلي، ولا احتلال، فإن «كل المشاكل ستجد حلا نهائيا»، مشيرا الى ان إيران دعمت قرار بلاده المضي في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، وأن دمشق مستعدة لاستئناف هذه المفاوضات.
وقال الأسد في مقابلة مع الصحافي شارلي روز على قناة «بي بي اس» الاميركية، ان «قصة السكود جيدة جداً من قبل الإسرائيليين، ولكننا قلنا لهم أين هو الدليل؟ فأنتم تراقبون الحدود بين سوريا ولبنان 24 ساعة يومياً ولا يمكنكم رصد صاروخ كبير كالسكود أو غيره؟ هذا أمر غير واقعي». وتابع «اذا كان لدى استخباراتكم او الاستخبارات الاسرائيلية أدلة فقدموها كي نناقشها، أما اذا كنتم فقط تعتقدون او سمعتم عن ذلك، فليس علي ان أضيع وقتي في ما تعتقدونه او لا تعتقدونه».
ورأى الأسد ان ما يزعزع استقرار المنطقة هو التصرفات الإسرائيلية «وليس حزب الله ولا أي منظمة أخرى تدافع» عن نفسها. وأشار إلى أن «حزب الله منظمة قوية وليست ضعيفة أبدا والكل يعلم ان لديهم صواريخ.. هذه حقيقة، ويجب على اسرائيل ان تعرف ان السلام وحده يحميها، وليس إطلاق هذه الدعاية وفبركة روايات خاطئة او مثيرة للجدل».
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أشاد الأسد، بـ«العلاقة المميزة والقوية»، مضيفا «قلنا للحريري في الاجتماع الاول انه يجب علينا ان نكون صرحاء، حتى لو كنت تعتقد اننا نقف وراء الاغتيال (الرئيس الشهيد رفيق الحريري)... لكننا لم نتحدث عن المسألة».
وذكر المحاور للأسد ان البعض يرون انه من المثير للدهشة ان حلفاءه إسلاميون رغم ان سوريا دولة علمانية، فأجاب «هذا أحد الأمور التي لا يفهمها الغرب، فإذا كنت أدعمك لا يعني انني معجب بك أو أوافق على ما تقوم به، بل أؤمن بقضيتك، نحن ندعم القضية الفلسطينية وحماس تعمل لهذه القضية، وحزب الله يعمل للقضية اللبنانية ونحن ندعم هذه القضية وليس حزب الله».
وذكر الرئيس ان التحدي الأكبر بالنسبة إليه الآن هو الحفاظ على علمانية المجتمع السوري «فنحن فخورون بغنى التنوع في سوريا، ولكن في النهاية نحن جزء من المنطقة ولا يمكن البقاء بعيدين عن النزاعات المحيطة، حتى وإن كان لبنان الطائفي في الغرب والعراق الطائفي في الشرق، فإذا لم يحل مسار السلام على حدودنا الجنوبية وسيطر إرهابيون في المنطقة، فستتأثر في يوم من الأيام، وستدفع الثمن».
وسئل إن كان سيعمل على إقناع حماس و«حزب الله» وإيران بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وإقامة علاقات مع حكومتها إذا أتيح له ذلك، فأجاب الأسد «إذا كنا في حالة سلام وإذا كنا متأكدين بأننا سنستعيد أرضنا وتأكدنا بأن إسرائيل ستعيش بشكل طبيعي مثل أي دولة اخرى في هذه المنطقة، ولن تقوم بأي جرائم أو اعتداء، فطبعاً سنفعل ذلك».
وتابع ان «حماس منظمة فلسطينية، والفلسطينيون لهم ارض محتلة ولهم الحق في ان تكون لهم دولتهم الخاصة بهم، انهم لا يملكون هذه الدولة، لهم الحق في ان يسترجعوا أرضهم بعد حرب 1967، وهذا شيء لم يحققوه بعد». وتابع أن «هذا ما ينطبق على حزب الله حيث ان الطائرات الاسرائيلية تنتهك المجال الجوي للبنان يوميا وكل بضع ساعات، وهكذا فإن لهم الحق في الدفاع عن أرضهم.. عندما لا يكون هناك عدوان إسرائيلي، وعندما لا يكون ثمة احتلال، فإن كل هذه المشاكل ستجد حلا نهائيا».
وذكر الاسد ان «إيران دعمت جهودنا لاستعادة أرضنا في العام 2008 عندما قمنا بمفاوضات غير مباشرة (مع إسرائيل) من خلال تركيا». وسئل إن كانت أميركا تسيء فهم إيران، فرد قائلا انها «تسيء فهم المنطقة، وهذا طبيعي لأن هذه ثقافة مختلفة لكن بعد 11 أيلول يجب أن يعلموا ما يحصل خلف المحيط، والأمر ليس ما تفكر أنت فيه بل ما نفكر نحن فيه».
ورداً على سؤال عما إذا كان يظن ان إسرائيل تريد السلام، قال الأسد «أظن ان الشعب الذي ينتخب حكومة متطرفة لا يريد السلام، لكن هذا لا يعني اننا سنتوقف عن العمل من أجل السلام». وأعرب عن رغبته في استئناف المحادثات بمساعدة تركية لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط، رغم انه لا يلاحظ استعداداً إسرائيلياً مماثلاً.
وقال الرئيس الأسد ان إيران لا تسعى لتطوير قنبلة نووية مستخدمة برنامج تخصيب اليورانيوم، مشدداً على ان فرض عقوبات جديدة على طهران قد يدفعها إلى التراجع عن الاتفاق الذي توصلت إليه مع تركيا والبرازيل بشأن تبادل الوقود النووي «ما يعني ان المشكلة ستزداد تعقيداً ولن يكون هناك أي حل». ورأى ان التركيز الدولي على إيران في غير محله لأن «إسرائيل بدأت هذه المشكلة وإسرائيل هي البلد الوحيد الذي يمتلك قنبلة نووية في هذه المنطقة وليس إيران».
واعترف الأسد بوجود تحسن في العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة رغم ان إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما تحتاج للقيام بالكثير حتى تكسب ثقة سوريا. وقال ان الاهتمام الأساسي لهذه الإدارة ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور جون كيري الذي زار دمشق في 22 أيار «هو كيفية استئناف مسار السلام».
وأضاف الرئيس الأسد إذا أرادت أميركا «أن تؤدي دور الحكم فلا يمكنها ذلك في ظل الاصطفاف مع الإسرائيليين، يجب أن تكون حكماً محايداً وأن تكسب ثقة مختلف اللاعبين، فإذا لم تكن لديك علاقة طيبة بسوريا كيف تعتمد عليك سوريا كحكم؟». وتابع «أنا مقتنع بأن الرئيس اوباما يريد القيام بشيء إيجابي، وأنا واثق من ان (الكونغرس) سيسمح له بالقيام بما يريده مع سوريا وفي غير المواضيع والمسائل».
المصدر: يو بي آي
إضافة تعليق جديد