لانهاية في الأفق لتراجع اليورو أمام الدولار
حتى يوم الثلاثاء، يبدو أن العملة الأوروبية "اليورو " لم تتماثل للشفاء، حيث واصلت انحدارها أمام الدولار الأمريكي، وسط انخفاض في نتائج أسواق المال العالمية جراء مخاوف بشأن العملة الأوروبية الموحدة.
فقد تلقى اليورو مؤخراً ضربة قوية جديدة فيما القلق يسود القارة الأوروبية بشأن ديون عدد من دولها، ما ترك المستثمرين في حال من الإرباك والتشويش وعدم الاستقرار، ويتواصل الضغط على أسواق المال العالمية التي انخفضت بقوة الثلاثاء، ودفع المستثمرين إلى التوجه مرة أخرى إلى العملة الخضراء.
وفقد اليورو بهذه الضربة 15 في المائة من قيمته أمام الدولار خلال شهر واحد، رغم خطة الاتحاد الأوروبية المالية المقدرة بأكثر من تريليون دولار لإنقاذ منطقة اليورو في التاسع من مايو/أيار الجاري، والمؤلفة من ثلاثة مكونات رئيسية.
ويتألف الجزء الرئيسي من الخطة الأوروبية من تأمين مبلغ 570 مليون دولار على شكل قروض حكومية، بهدف إلقاء مزيد من الثقل خلف، وخصوصاً من الاقتصادات القوية كألمانيا وفرنسا، خلف الدول المتضعضعة اقتصادياً، وهي اليونان والبرتغال وإسبانيا.
وفي البداية ارتفعت نتائج أسواق المال العالمية وارتفع اليوور وسط تفاؤل بشأن خطة الإنقاذ الأوروبية، غير أن الآمال تضاءلت بعد أسبوع واحد على الإعلان عن الخطة، لينخفض اليورو مجدداً ولكن إلى أدنى مستوى له أمام الدولار.
وجاء ابتعاد المستثمرين نتيجة للمشكلات طويلة الأجل التي تواجهها القارة الأوروبية، مع تواصل الأنباء المثيرة للقلق في أوروبا، منها على سبيل المثال، إعلان ألمانيا لخطط بمنع بيع الأسهم قصيرة الأجل لبعض البنوك الأوروبية والسندات الحكومية للدول "المأزومة" اقتصادياً.
ويرى المستثمرون مثل هذه الخطوة الألمانية باعتبارها مؤشراً على أن الدول "المأزومة" اقتصاديا مازالت تعاني ولم تنجح خطط الإنقاذ في إخراجها من أزمتها حتى الآن.
قال متخصصون في أسواق المال إن العملة الأوروبية الموحدة "يورو" لن تنتعش في وقت قريب، رغم المكاسب التي سجلتها أسعار صرفها الجمعة، على خلفية الإعلان عن خطط دعم اليونان وحزمة المساعدات الأوروبية التي ستقرها القارة لدعم الاقتصاديات الضعيفة فيها.
وبحسب المحللين، فإن اليورو، سيعاود الانخفاض حتى يتعادل مع الدولار بشكل كامل، قبل أن يعاود الارتفاع مجدداً.
وقال كريستوفر وود، كبير الباحثين في أسواق المال لدى مؤسسة "CLSA" الاستثمارية إن اليورو: "سيصبح عملة ذات أسس ضعيفة."
من جهته، قال مصرف "BNP باريبا" إن اليورو سيواصل الانخفاض حتى يتعادل مع الدولار، لأن محاولة معالجة أزمات أوروبا باستخدام السياسات المالية فشلت، لذلك سيتم اللجوء إلى الأدوات النقدية، ما سيرتب طباعة المزيد من العملة و"يتسبب بخفض قيمتها بشكل كبير."
على أن محللين يعتقدون أن اليورو لن يتعادل مع الدولار قبل عام 2011 أو حتى 2012.
وفي الأسواق، ارتفع الدولار أمام اليورو الثلاثاء بنسبة 0.2 في المائة، لتستقر العملة الأوروبية الموحدة عند 1.2345 دولاراً.
على أن اليورو سينخفض إلى 1.22 و1.215 لاحقاً بحسب المحللين، وهو المستوى التقني لليورو أمام الدولار، لكنهم يعتقدون أن تحطيم اليورو لهذا المستوى سيقود إلى تراجعه إلى 1.17 و1.18 دولاراً.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد