بعد الطين منازل من الرمال رغم أنف الحصار في غزة
يعكف مهندسون في قطاع غزة على إنجاز أول مبنى مصنوع من الرمل يمكن أن يصمد 35 عاماً، بعد أن استقوا الفكرة من دول مثل إيران وجنوب أفريقيا والمكسيك، على أمل أن يتمكنوا من مواجهة الحصار الإسرائيلي، الذي يمنع دخول مواد البناء إلى القطاع.
وفي مناطق متعددة من قطاع غزة يبني المهندسون بيوتاً صغيرة ومساجد وفق نظام القباب الهندسي.
وقال المهندس أحمد محمد الخالدي، المشرف على مواقع البناء بالرمل، إن ايران هي من ابتكر الفكرة، ثم طبقتها دول مثل جنوب أفريقيا والمكسيك والعراق. ثم انتقلت الفكرة إلى غزة، حيث كان هو وزميله المهندس حسن أبو كميل أول من طبقها في القطاع قبل ستة أشهر.
وفي أحد نوادي الخيول بالقرب من شاطئ البحر، عكف أربعة عمال على وضع الرمال في أكياس طويلة يتم قطعها طبقا لطول البناء لبناء مدرج، وكان العمل يبدو مرهقاً لكن العمال واصلوا ملء الأكياس بالرمال غير آبهين بأشعة الشمس الحارقة.
وشرح الخالدي إن البناء باستخدام الرمل يعتمد فقط على الرمل المخلوط بشيء من الطين وأكياس النايلون إلى جانب الأسلاك الشائكة. وبعد وضع الرمال في الأكياس، يبدأ العمل على تكديسها باستخدام مطارق حديدية خاصة لزيادة تماسك المداميك، التي توصل في ما بينها بأسلاك شائكة.
وأضاف الخالدي إن الجدران المصنوعة من الرمل يمكن أن تتم «قصارتها» باستخدام الأسمنت المخلوط ببعض المواد المعالجة، لتصبح قوية وتلتصق بأكياس النايلون.
ويقوم العمال على تشييد مسجد ومبنى من ثلاث طبقات، وإنشاءات بسيطة كمدرج في أحد نوادي الخيل في مدينة غزة. وتبلغ تكلفة استخدام الرمل في البناء نصف تكلفة إنشاء مبنى من الأسمنت المسلح، وتذهب غالبية التكلفة إلى العمال الذين يبذلون جهوداً كبيرة في تنفيذ الفكرة.
ويمكن للمنازل المبنية بالرمل الصمود لمدة 35 عاماً، وفق المهندسين، في حين يتراوح العمر الافتراضي للمنازل المبنية من الأسمنت المسلح بين 90 و100 عام.
المصدر: فلسطين اليوم
إضافة تعليق جديد