موسكو تركز على التعاون الاقتصادي مع دمشق
أكدت موسكو عزمها على تعزيز التعاون مع دمشق في مختلف المجالات، مع ايلاء اهتمام خاص لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري وتوسيع مشروع مشترك لإنشاء خط أنابيب مد الغاز الطبيعي في المنطقة، إضافة إلى تعزيز التعاون العسكري.
وقال مساعد الرئيس الروسي للشؤون السياسية سيرغي بريخودكو إن روسيا تولي اهتماماً كبيراً لتعزيز التعاون في المجالات المختلفة مع سورية. وكان بريخودكو يتحدث إلى الصحافيين أمس، قبل ساعات من توجه طائرة الرئيس ديمتري مدفيديف إلى دمشق في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس روسي إلى سورية. وأشار إلى أن «الحوار السياسي مع دمشق يتسم بطابع الثقة المتعمقة بين البلدين»، ملاحظاً أن مواقف دمشق وموسكو متقاربة حيال غالبية الملفات المطروحة للبحث.
وينوي الرئيس الروسي مناقشة ملف التسوية في الشرق الأوسط مع نظيره السوري بشار الأسد، علماً أن موسكو دعت أخيراً إلى استئناف المفاوضات السورية - الإسرائيلية غير المباشرة وأكدت دعمها الوساطة التركية في هذا المجال. ومن الموضوعات المطروحة على طاولة البحث خلال الزيارة الوضع في العراق وفي لبنان بالاضافة إلى برنامج ايران النووي.
وركز بريخودكو على أن موسكو تولي اهتماماً كبيراً للتعاون الاقتصادي مع دمشق، معتبراً أن محادثات الزعيمين ستمنح دفعة قوية لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري ولتنشيط عمل اللجنة الروسية - السورية المشتركة الخاصة بمسائل التعاون التجاري والعلمي التقني التي تنعقد في جولة عمل جديدة خريف العام الحالي.
وبحسب معطيات رسمية روسية، فإن حجم التبادل التجاري بين موسكو ودمشق ارتفع أربعة أضعاف بين العامين 2005 و2008 ليبلغ نحو بليوني دولار. ويرى خبراء روس أن الفضل يعود إلى تذليل عقبة الديون الروسية على سورية بعد زيارة الأسد لموسكو العام 2005. وعلى رغم أن العام الماضي شهد تراجعاً في ميزان التبادل التجاري بنسبة 30 في المئة بسبب الأزمة المالية، فإن بريخودكو أعرب عن قناعته بأن محادثات الرئيسين ستسفر عن تجاوز هذا الوضع وإعادة التبادل إلى مسار الصعود. وقال إن هذا الملف سيكون مطروحاً خلال المحادثات بهدف «دفع العجلة الاقتصادية في العلاقات».
ولفت إلى اهتمام موسكو بتطوير التعاون مع دمشق في مجال الطاقة. وقال إن شركة «ستروي نفط غاز» التي تعد من أكبر الشركات الروسية بدأت العام الماضي تنفيذ الجزء السوري من مشروع مد خط عربي لأنابيب نقل الغاز الطبيعي، وتعمل حالياً على مده من الحدود الاردنية إلى مدينة حمص السورية، مشيراً إلى أمل الكرملين في أن تثمر المناقشات توسيعاً للتعاون في مجال امدادات الطاقة بين البلدين. وتطرق إلى بند آخر على جدول أعمال الزيارة، مشيراً إلى عزم البلدين تعزيز التعاون في المجالات «الإنسانية الثقافية».
وعلى رغم أن المسؤول الروسي لم يتعرض بالتفصيل إلى المناقشات المنتظرة على صعيد ملف التعاون العسكري بين البلدين، فإن مصدراً في وزارة الدفاع أشار في وقت سابق إلى اهتمام دمشق بالحصول على طرازات حديثة من الأسلحة والمعدّات الروسية، بينها أنظمة صاروخية متطورة ومقاتلات حديثة. وركز على أن موسكو ستواصل على رغم الانتقادات الغربية «محادثاتها مع الشركاء لبيع أسلحة ومعدّات دفاعية».
لكن بريخودكو أوضح أنه لن يتم التوقيع على أي اتفاقيات تعاون عسكري بين الجهات السورية المختصة ومؤسسة «روس أوبورون إكسبورت» المسؤولة عن الصادرات العسكرية خلال الزيارة. وكان محللون في موسكو اعتبروا أن الحملة الأخيرة حول «قيام دمشق بتزويد حزب الله صواريخ روسية الصنع» هدفت في جزء منها إلى ممارسة ضغوط استباقية على موسكو لمنعها من توقيع صفقات سلاح جديدة مع دمشق.
وسيوقع الطرفان في نهاية المحادثات اليوم عدداً من اتفاقات التعاون في مجالات النقل الجوي وتكنولوجيا المعلومات وحماية البيئة والعلوم والتقنية والسياحة. ومن المقرر أن يوقع الطرفان أيضاً مذكرة تفاهم بين غرفة التجارة والصناعة الروسية ومجلس الأعمال الروسي - السوري واتحاد غرف التجارة السورية.
رائد جبر
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد