قتله بعد أن استدان نقوده
كان عبد (من جنسية عربية) يستخدم نمير كسائق وسيارته العامة في تنقلاته، وقد طلب منه تأمين مبلغ مليون ومئة وخمسين ألف ليرة سورية له لمدة خمسة عشر يوماً، على أن يرهن لقاء هذا المبلغ منزلاً له في قدسيا ويعيد المبلغ بزيادة خمسين ألفاً كفائدة لأصحابه مدعياً أن شقيقه سيرسل له دولارات بقيمة المبلغ بعد مرور الخمسة عشريوماً..
وبالفعل اصطحبه كلاً من نمير وأمجد اللذين اتقفا مع عبد على ذلك، ومن ثم رافقاه بسيارة نمير إلى منزله الذي كان يستأجره في زملكا ليتعرفا عليه، ويتمكنا فيما بعد من العودة إليه ولدى عودتهما في عصر ذلك اليوم بصحبة سائق التكسي نمير إلى منزل عبد، بعد أن أمنا له المبلغ المطلوب، استفرد عبد أولاً بسائق التكسي نمير، الذي طلبه إلى المطبخ بعبارة (عن إذنكم لحظة) وهناك فاجأه بطعنات غادرة في بطنه وصدره فراح يركض أمامه ولحق عبد به إلى الصالون ليجده قد فتح الباب وخرج بينما عقدت الدهشة لساني مرافقيه (نجم وأمجد) وهما يشاهدانه خارجاً من المطبخ وهو يمسك بطنه الذي ينزف دماً، ويترنح وقد استغل عبد هذه اللحظة ليخرج بسكينه الكبيرة إليهما ويطعنهما كذلك بشكل عشوائي ذات اليمين وذات الشمال فتظاهر أحدهما بأنه قد مات في حين هرول الآخر إلى الشارع ليجد السائق نمير مرمياً في الأرض بلا حراك وبعدها باغت الجاني الآخر المتظاهر بالموت وفر كذلك إلى الشارع وجراحه تقطر دماً اصطحبه فلحق بهما الجاني بعد أن جمع المبلغ بيديه وراح يصيح على الناس بأن يمسكا بالهاربين زاعماً أنهم (حرامية) وقد أرادوا سلبه نقوده وقتله ليوهم الجميع بأنه كان في حالة دفاع مشروع عن النفس والمال..
وكان المصابون يطلبون من الناس إسعافهم وزيادة في التضليل والتمويه استوقف الجاني شاحنة صغيرة سوزوكي وقام بإسعاف سائق التكسي نمير بها بعد أن أودع المبلغ الملوث بدماء ضحاياه عند البقال، في حين أسعف نجم وأمجد نفسيهما بسيارة نمير العامة التي سبق أن أحضرهما مع المال بها...
وبعد مسافة قصيرة شاهد المسعف والمصابان السيارة السوزوكي تتوقف أمامهما، وقد ترجل منها سائقها والجاني عبد بسبب إصابة سائق الشاحنة بالدوار، حيث تم إخبار شرطة ركن الدين بالحادثة وتم إسعاف المصاب الذي كان موجوداً داخل الشاحنة (نمير) بمعرفة الشرطة حيث فارق الحياة بالمشفى في حين نجا المصابان الآخران (نجم وأمجد) من الموت بأعجوبة ليجدا أنفسهما موقوفين على ذمة التحقيق أمام ادعاء الجاني عبد الذي استغل فرصة انشغال الجميع بالإسعاف وتقدم إلى قسم شرطة عربين بادعاء ضد (الثلاثة) من ضحاياه (نمير وأمجد ونجم) أنهم أرادوا تصريف مبلغ 25 ألف دولار منه بليراتهم السورية، وبعد أن اتفقا على سعر الصرف وأعطياه مبلغ مليون ومئة وخمسين ألف ليرة سورية لقاء 25 ألف دولار أمريكي أخذوها منه، عادوا إليه بعيد خروجهم ليأخذوا منه المبلغ بحجة أن دولاراته مزورة وعندما طلب منهم إعادة دولاراته إليه أولاً قبل أن يستعيدوا منه المبلغ حاولوا أخذ المبلغ منه عنوة ماجعله يهجم عليهم ويضربهم بالسكين دفاعاً عن النفس والمال ، كما زعم أيضاً في ضبط شرطة عربين أنهم قد حاولوا كذلك سرقة المصاغ الذهبي الذي كان قد اشتراه لخطيبته من المنزل..هذا وبالتحقيق في تلك الحادثة تبين كذب ادعاء الجاني واعترافه في ضبط فرع الأمن الجنائي بريف دمشق بأنه قد اعتدى على المصابين الثلاثة (سائق التكسي المغدور نمير، ونجم وأمجد) عن سبق تخطيط لكي يستولي على المبلغ الذي أحضروه معهم ويشتري لخطيبته منزلاً وبأنه قد أوهم المغدور نمير ورفاقه بأنه يود تصريف دولارات بقيمة المبلغ الذي أحضروه معهم رغم أنه لم يكن يملك في البيت ولادولار واحد.. وبإحالة المقبوض عليه إلى القضاء أصدر السيد قاضي الإحالة الأول بريف دمشق قرار اتهام المدعى عليه عبد بجناية القتل تمهيداً لجناية السلب بالنسبة للمصاب الأول المغدور نمير وكذلك جناية الشروع التام بالقتل تمهيداً لجناية السلب بالنسبة للمصابين الآخرين (نجم وأمجد) ولدى مثول المتهم أمام محكمة الجنايات الأولى بريف دمشق أصدرت قرار تجريم المتهم عبد تولد 1966 الذي يعمل للمفارقة (مدرساً) بجناية قتل المغدور نمير تولد 1976 بدافع السلب والحكم عليه بالإعدام ..وكذلك تجريم المتهم المذكور بجناية الشروع التام بالقتل تسهيلاً لارتكاب جناية السلب الواقع على شخصي المدعيين أمجد ونجم ومعاقبته عن كل واحدة بالأشغال الشاقة المؤقتة مدة عشرين سنة مع دغم العقوبتين وتنفيذ الأشد وهي الاعدام..
وإلزام المتهم بدفع مليون ل.س تعويضاً عن مقتل سائق التكسي المغدور نمير..
وثلاثمئة ألف للمدعي نجم وخمس وخمسين ألف ليرة سورية للمدعي أمجد تعويضاً لهما عن الضرر الذي أصابهما لقاء طعن المتهم لهما في أماكن مختلفة من الجسم ماخلف عند كل منهما عجزا بنسبة معينة...وإعادة المبلغ المسلوب والمحتبس للمدعيين بعد اكتساب هذا القرار الدرجة القطعية ...
ملك خدام
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد