دمشق تلغي زيارة الوفد اللبناني والمخابرات اللبنانية توقف 4عملاء جدد

14-04-2010

دمشق تلغي زيارة الوفد اللبناني والمخابرات اللبنانية توقف 4عملاء جدد

قررت القيادة السورية الغاء الاجتماع التحضيري لزيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي كان مقرراً اليوم في دمشق، وذلك بعد اعتراض الجانب السوري على تركيبة الوفد اللبناني واعتباره غير ملائم لبحث الملفات المطروحة، فيما تبين بعد التدقيق ان الوفد كان يضم بالفعل عددا من المستشارين والفنيين للتعويض عن غياب بعض المديرين العامين إما نتيجة انشغالاتهم وإما لشغور المنصب.
وإذا كان «سوء التفاهم» هذا سيؤدي الى تأخير إضافي في التحضير لزيارة الحريري التي ما زالت تتعثر، إلا انه من غير المتوقع ان يفضي الى إجهاضها، في ظل حرص رئس الحكومة والقيادة السورية على إعطاء العلاقة الفتية بينهما كل فرص النمو.
وأبلغت مصادر سورية مطلعة ان القيادة السورية قررت إلغاء زيارة الوفد اللبناني لانها شعرت بأن طريقة تكوينه تنطوي على نوع من الاستخفاف، لا سيما انه كان هناك تفاهم بان توفد الحكومة اللبنانية الى دمشق المديرين العامين للوزارات المعنية بالاتفاقات موضع البحث، حتى يكون هناك تناسب وتوازن مع الجانب السوري الذي كان سيتمثل بمديرين عامين جهزوا ملفاتهم جيدا، بما يتلاءم مع مسؤولية النقاش حول الاتفاقيات الثنائية وبما يفي هذا الموضوع الهام حقه ومتطلباته، لكن تبين من لائحة الاسماء المرسلة ان الموظفين المنتدبين هم دون المستوى المطلوب.
وعلى المستوى اللبناني، ظهر حرص على احتواء رد الفعل السوري ووضعه في الاطار التقني من دون تحميله ابعادا سياسية. وفي هذا السياق اوضح مستشار رئيس الحكومة اللبنانية السفير محمد شطح ان الوفد اللبناني الذي كان بصدد زيارة دمشق يضم ممثلين عن خمس وزارات، ثلاثة منهم هم من المستشارين والفنيين وليسوا مديرين عامين وذلك لاعتبارات تعود الى ظروف الوزارات المعنية التي من بينها وزارتا النقل والصناعة.
وأعرب شطح عن اعتقاده ان المشكلة الطارئة هي موضعية وتقنية، ولا تحمل خلفيات سياسية، متوقعا معالجتها خلال الايام القليلة المقبلة.
وقال وزير النقل اللبناني غازي العريضي ان وزارته تكاد تكون الوحيدة التي حافظت على التواصل مع وزارة النقل السورية في عز الازمة بين البلدين، من خلال الزيارات المتبادلة للجان المشتركة والتنسيق المستمر بين الجانبين حول الكثير من شؤون النقل، وبالتالي فان العلاقة بين الوزارتين هي على أفضل ما يرام، أما غياب المدير العام للوزارة عبد الحفيظ القيسي عن الوفد الذي كان بصدد زيارة سوريا، فيعود الى كوننا منشغلين اليوم بوضع الحجر الاساس لمعهد التدريب البحري في البترون بحضور رسمي ودولي وعربي حاشد، وبمشاركة رئيس منظمة الملاحة الدولية التي يشغل القيسي موقع نائب الرئيس فيها، الامر الذي جعل حضوره حفل الافتتاح ضروريا وحيويا. وأضاف: المسألة هي فقط مسألة عدم تناسب في التوقيت، ليس إلا.
وأبلغ وزير الصناعة ابراهام دده يان ان سبب عدم مشاركة المدير العام للصناعة في الوفد اللبناني عائد الى كونه سافر الى المغرب في زيارة عمل لن تنتهي قبل يومين، بتكليف من الوزير، ما استدعى تكليف احد مساعديه الانضمام الى الوفد، وهو شخص يملك معلومات وافية حول اتفاقية التعاون الصناعي الموقعة مع سوريا.
وقال وزير الداخلية زياد بارود انه انتدب الى عضوية الوفد اللبناني المدير العام للوزارة بالوكالة نقولا الهبر بسبب شغور موقع المدير الاصيل منذ عام 2005، لافتا الانتباه الى ان الموظف الذي انتدبه يشغل حاليا أعلى منصب إداري في وزارة الداخلية.
ضربات جديدة للعملاء
في هذه الأثناء، نجحت مخابرات الجيش اللبناني في توجيه ضربات جديدة الى شبكات التجسس لصالح اسرائيل، حيث أوقفت خلال الأيام القليلة الماضية أربعة أشخاص في مناطق عدة من محافظة الشمال، بشبهة التعامل مع العدو الإسرائيلي، واقتادتهم الى مقر وزارة الدفاع في اليرزة، وباشرت تحقيقاتها معهم بإشراف القضاء العسكري. 
حيث أوقفت مخابرات الجيش خلال الساعات الماضية المدعو (ي. أ.) في محلة جبل محسن في طرابلس، وهو من مواليد المسعودية في عكار ويبلغ من العمر 26 عاما ويتردد يوميا الى بيروت لبيع الصابون والعطارة التي يشتريها من محلات متخصصة في المدينة، وذلك بعد توافر معطيات عن اتصالات يجريها مع السفارة الإسرائيلية في تركيا، إضافة الى التواصل بواسطة «الفايس بوك» على شبكة الانترنت مع سيدة لبنانية موجودة في فلسطين المحتلة، كانت قد هربت من لبنان بعد الانسحاب الاسرائيلي عام 2000، وقد عثرت مخابرات الجيش معه على اكثر من جهاز كومبيوتر وعدد كبير من الأقراص المدمجة.
وسبق ذلك قيام مخابرات الجيش بتوقيف المدعو (ج. ن.) من بلدة شكا، بتهمة التعامل مع إسرائيل بعدما أمسكت بخيوط عن اتصالات يجريها مع العدو الاسرائيلي، إضافة الى توقيف شخص آخر يدعى (م. أ.) يبلغ من العمر حوالى 55 عاما، بتهمة الاتصال بالعدو الاسرائيلي، وهو من مدينة طرابلس ويقيم في أحد المشاريع السكنية في بلدة ضهر العين ـ قضاء الكورة، ويشكل أحد العناصر المهمة في قضية التعامل.
أما الشخص الرابع الذي أوقفته مديرية المخابرات بتهمة التعامل والاتصال بالعدو الاسرائيلي، فهو من بلدة ببنين عكار ويدعى (م. أ.)، وكان والده قد أوقف قبيل عام 2000 لدى الاسرائيليين بتهمة تهريب الأسلحة بحرا الى الفصائل الفلسطينية، وتم تحريره لاحقا في إحدى صفقات تبادل الأسرى التي جرت بين حزب الله وإسرائيل.
وأشارت المعلومات الى أن مخابرات الجيش تجري تحقيقات موسعة مع الموقوفين الأربعة للحصول على مزيد من المعطيات حول العلاقة التي تربطهم بالعدو الاسرائيلي وعن طبيعتها، وما هي المعلومات التي كانوا يقدمونها للاسرائيليين. 
وقالت مصادر أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الموقوفين الأربعة، غير مرتبطين مع بعضهم البعض، ولا يشكلون بالتالي شبكة تجسس واحدة، انما يشكل كل واحد منهم شبكة قائمة بذاتها، من دون استبعاد وجود اشخاص آخرين مرتبطين بهم.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...