واشنطن تستخدم القمة النووية لتضخيم خطر القاعدة وإيران

13-04-2010

واشنطن تستخدم القمة النووية لتضخيم خطر القاعدة وإيران

انطلقت اعمال القمة العالمية للأمن النووي في واشنطن امس، بلقاءات «وجها لوجه» بين الرآلية عسكرية قرب تظاهرة مناهضة للقمة النووية أمام مقر الاجتماعات في واشنطن أمس.ئيس الاميركي باراك اوباما وعدد من القادة والمسؤولين العرب والأجانب، على ان تبحث جلسات العمل الجماعية اليوم الثلاثاء في الآليات المشتركة الواجب تبنيها لحماية المواد النووية، وسط مطالبة عربية ودولية بانضمام اسرائيل، الغائبة الحاضرة عن القمة، الى معاهدة الحد من الانتشار النووي، وإخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة الذرية.
ويستضيف اوباما قادة 47 دولة في قمة تهدف الى ضمان حماية مخزونات اليورانيوم والبلوتونيوم. وهي اكبر قمة يترأسها رئيس اميركي خلال 65 عاما، وتحدث اوباما عن احتمال حصول تفجير نووي في عدد من مدن العالم. وقال ان «التهديد الأكبر لأمن الولايات المتحدة، سواء أكان على المدى القصير ام المتوسط والطويل، هو إمكانية امتلاك منظمة إرهابية سلاحا نوويا.. وتنظيم القاعدة يسعى لهذا الامر»، وهو احتمال استبعده بشدة خبراء ومسؤولون اميركيون.
وأطلق اوباما اعمال القمة خلال لقاءات ثنائية، جمعته برئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف، الذي تصنف بلاده كأحد اكبر مصدري اليورانيوم في العالم، ورئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، الذي أوقفت بلاده برنامجها النووي في تسعينيات القرن الماضي. كما أجرى محادثات مع رئيسي الوزراء الهندي مانموهان سينغ والباكستاني يوسف رضا جيلاني، قبل ان يتعهد بالتزام طويل الأمد في باكستان ضمن «معركتهما المشتركة ضد المتطرفين».
واجتمع اوباما ايضا بالملك الاردني عبد الله الثاني، الذي ألمح الى ضرورة التزام اسرائيل بشفافية برنامجها النووي، وترك مسافة من الاتجاه الاميركي في مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات على ايران. وجاء في بيان صادر عن السفارة الأردنية في واشنطن، ان الملك عبد الله الثاني واوباما تطرقا الى «الجهود لتحقيق سلام شامل في الشرق الاوسط بين اسرائيل والفلسطينيين، اسرائيل وكل الدول العربية».
وذكر البيان انه تم التطرق ايضا الى الملف النووي الايراني حيث شدد اوباما على «أهمية الجهود الدولية للضغط على ايران لضمان ان تمتثل بالتزاماتها الدولية، بما فيها فرض العقوبات»، بينما شدد الملك الاردني على «الحاجة الى حل القضية عن طريق الوسائل الدبلوماسية»، مشيرا الى ان «شفافية البرامج النووية يحب ان تطبق على كل الدول». كما أعاد التأكيد على موقف الاردن «الداعي الى شرق أوسط خال من كل اسلحة الدمار الشامل».
في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية المصرية احمد ابو الغيط على هامش اعمال القمة، ان بلاده لا تعتقد «ان فرض عقوبات جديدة على ايران هو الطريق الصحيح للتعامل معها». واضاف ان هناك حاجة «لوضع برنامج اسرائيل النووي تحت المراقبة الدولية، ولدفع اسرائيل للانضمام الى معاهدة الحد من الانتشار النووي».
والتقى الرئيس الاميركي بعد الملك الاردني، رئيس حكومة ماليزيا نجيب عبد الرزاق، حيث اتفق معه «على أهمية أن تلتزم إيران التزاما دقيقا بتعهداتها بموجب الاتفاقات الدولية الخاصة بحظر الانتشار النووي». كما اجتمع بالرئيس الصيني هو جينتاو، الذي ترفض بلاده حتى الآن الموافقة على فرض عقوبات جديدة ضد ايران في مجلس الامن الدولي. وكانت طهران وصفت امس القمة النووية في واشنطن بأنها تمثل «إهانة» للبشرية.
وقال مسؤول اميركي عقب محادثات اوباما ونظيره الصيني، إن الصين تشارك واشنطن القلق بشأن البرنامج النووي الايراني، وتوافق على إصدار توجيهات لمسؤولين لإعداد قرار يقضي بفرض عقوبات على طهران، بينما اكد متحدث صيني ان هو جينتاو شدد امام اوباما على الحاجة الى مواصلة الحوار والتفاوض بهدف معالجة قضية البرنامج النووي الايراني. وعاد الرئيس الاميركي وقال عقب المباحثات انه يتوقع اتخاذ إجراءات ملموسة بعد القمة، مما يسهم في توفير قدر اكبر من الامن في العالم.
من جهته، كان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، في مزاج مرح على عادته، يمازح الإعلاميين، مكثرا الكلام، في انتظار ضيوفه في «مرصد البحرية»، مفاخرا بالغزلان المنتشرة في المجمع وملعب الغولف وحوض السباحة. وعنوان الدعوة غداء عمل لبحث مسألة التزام ادارة اوباما بـ«عالم خال من اسلحة نووية»، حضرته شخصيات عديدة بينها رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي ووزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ووزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ورئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن وولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
- ويلتقي اوباما اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، حيث ذكر البيت الابيض ان تركيا «حليفة في الحلف الاطلسي وشريكة في عدد من القضايا الإقليمية والعالمية الامنية الحساسة»، ويتوقع ان يثير اردوغان ايضا قضية برنامج اسرائيل النووي والنزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وقد استبق اردوغان اللقاء بالقول في جامعة جورج مايسون في فيرجينيا، ان بلاده لا تريد ان تمتلك ايران او أي دولة اخرى السلاح النووي.
من جهته، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اسرائيل، التي تراجع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو عن المشاركة في القمة، بالانضمام الى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، كما أكد دعمه لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
وعلى هامش اللقاءات في واشنطن، اعلن البيت الابيض ان أوكرانيا ستتخلص من كل مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب بحلول العام 2012 وتحول منشآتها الخاصة بالبحوث النووية المدنية الى العمل باليورانيوم المنخفض التخصيب. كما اعلنت وزارة الخارجية الروسية أن روسيا والولايات المتحدة ستوقعان اليوم اتفاقا لخفض مخزونهما من البلوتونيوم المستخدم في صنع الاسلحة.

جو معكرون

المصدر: السفير

إقرأ أيضاً:

قمة واشنطن للأمن النووي
"مصداقية" مبادرة الأمن النووي الأميركية في مواجهة "إشكالية" وجود البرنامج النووي الإسرائيلي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...