شهود العصر على عروبة مصر
كان من أبرز التداعيات السابقة لاتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية, أنها لم تخرج مصر من المعركة وحسب, وإنما أتاحت الفرصة لغلاة القوميين الاجتماعيين المصريين إلى الذهاب بعيدا باتجاه المزيد من التطرف والشطط لجهة إعادة إنتاج المزاعم القائلة بأن هوية مصر هي الفرعونية, وليست العروبة, الأمر الذي اضطر العديد من المفكرين والباحثين لجهة الرد وإعادة التأكيد مجددا بهوية مصرية العربية, وفي هذا الاتجاه يأتي كتاب الأستاذ المحامي نزار عرابي, والذي تجاوز الأبعاد الوصفية والتحليلية النظرية المجردة, وسعى من أجل استخدام الأدلة الدامغة, التي تؤكد قطعية الحكم القائل بأن مصر لن تكون إلا عربية.
توصيف كتاب "شهود العصر على عروبة مصر":
يقع الكتاب في 320 صفحة من القطع الكبير, والناشر للكتاب هو دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر. أما مقدمة الكتاب, فكانت بقلم المؤلف الأستاذ المحامي نزار عرابي, وأوضح من خلالها الأسباب التي دفعته إلى السعي من أجل توضيح أهمية الدفاع عن عروبة مصر, وعلى وجه الخصوص مخاطر الافتراء على انتماء مصر العروبي قد تجاوزت نطاق الاستهلاك الإعلامي, وأصبح هناك مفكرا مصريا في مستوى وقامة أسامة أنور عكاشة, قد حجز لنفسه مكانا في قاطرة الساعين لنفي مصر عن هويتها العربية, والمؤسف أن أسامة أنور عكاشة "كما أوضح الكتاب" لم يكن وحده, بل كان معه في القاطرة آخرون, ذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي.
تتضمن بداية الكتاب, مقدمة الطبعة الأولى ومقدمة الطبعة الثانية بقلم الدكتور عبد الوهاب عزام, وما كان جديرا بالملاحظة أن الدكتور عبد الوهاب عزام قد تفادى التكرار, بحيث جاءت المقدمتان, ترصدان ليس القيمة المعرفية-الأبستمولوجية الخاصة بالمحتوى, وإنما القيمة المعرفية-الأبستمولوجية المتجددة للكتاب وما ورد فيه.
محتوى الكتاب:
اختار المؤلف كتابة 52 موضوعا, غطت كل الجوانب المتعلقة بوجهات النظر حول عروبة مصر, بما في ذلك, المشككين لعروبة مصر, وقد جعل هذا المنهج من الكتاب ليس مجرد عرض لوجهات النظر المختلفة, وإنما محاكمة حقيقية نزيهة, سعى من خلالها المؤلف بحسه القانوني الرفيع, إلى أن يجعل القارئ قادرا على الصعود درجة تلو الأخرى, وصولا إلى الحكم النهائي القائل بأن مصر لن تكون إلا عربية, و100%.
الأستاذ المحامي نزار عرابي, قدكم للمكتبة القانونية العربية العديد من المؤلفات الهامة: "نصوص واجتهادات" 1960-1962, دراسات قانونية 2006م, يوميات قضائية 2007م, مرافعات وأحكام 2008م, وإضافة لذلك, فقد أسهم المؤلف بشكل مميز في إثراء الحس القومي العربي الوحدوي من خلال أعماله: أسباب فشل الوحدة بين سورية ومصر 1962م, وماذا يجري في سورية ولماذا فشلت تجربة الوحدة.
الجمل
إضافة تعليق جديد