المنتجات التركية تهدد الصناعة السورية
تصاعدت مخاوف الصناعيين السوريين من الدخول المكثف للبضائع التركية إلى السوق المحلية بعد إبرام البلدين اتفاقيات تؤسس للشراكة الإستراتيجية بينهما، مما يهدد بوأد الكثير من المشاريع الصغيرة ويشكل خطرا على صناعات عريقة وخاصة مجال النسيج.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو ملياري دولار، ويتوقع أن يقفز إلى نحو خمسة مليارات خلال سنوات قليلة نظرا لإبرامهما خمسين اتفاقية للتعاون وقعها الجانبان خلال زيارة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إلى دمشق في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقال الصناعي وعضو مجلس الشعب السوري عدنان دخاخني إن الاتفاقيات المبرمة تؤسس لشراكة إستراتيجية بين البلدين, لكن الأسواق السورية باتت تعاني من دخول المنتجات التركية بكثافة كبيرة مما أدى إلى ركود في تصريف المنتجات المحلية.
وأضاف دخاخني - وهو يملك منشآت لتصنيع المواد الغذائية- أن المأمول أن يجري تبادل سلعي متوازن خاصة وأن المنتج التركي يتمتع بامتيازات كبيرة مقابل السوري, وأوضح إن التكاليف على المنتج السوري عالية جدا مقابل ما يتمتع به التركي من تسهيلات ورعاية.
وضرب مثلا بأن قطعة البسكويت التركية تباع بالأسواق السورية بخمس ليرات، بينما تباع في التركية بأكثر من ذلك بكثير، مشيرا إلى قدرة الصناعات التركية على التأقلم مع مختلف الأسواق بفضل ظروف صناعية عالية المستوى في تركيا.
من جهته أيد الصناعي وعضو مجلس الشعب عن مدينة حلب إدوارد مكربنة تلك المخاوف, ورأى في تصريح أن الأمور على المدى القصير خطيرة على الصناعات الصغيرة, لكنها على المدى الطويل لها فوائدها.
وقال مكربنة -وهو يملك منشآت بصناعة التجميل - إن السوق السورية اليوم مفتوحة ولا يمكن الحديث عن الحمائية إطلاقا، وأكد أن سلعا تركية كثيرة دخلت السوق وباتت تشكل ظاهرة لافتة لكنها متوقعة.
وأضاف أنه لا مجال أمام الصناعيين إلا التكيف مع الأوضاع الصعبة، وبالتالي تحسين منتجهم نوعا وسعرا أو الإغلاق بحال لم يحققوا الربح.
بدوره أكد المحلل الاقتصادي فراس حداد أن الصناعة السورية باتت بمنافسة غير متكافئة مع صناعات تركية عملاقة لها حضورها الكبير بالأسواق العالمية.
وأكد أنه لا يمكن مقارنة إمكانيات نحو مائتي مدينة صناعية بتركيا وتشمل جميع الصناعات، مع الظروف الصناعية بسوريا مع وجود أربع مدن صناعية ناشئة.
وأشار حداد إلى أنه لا يمكن الحديث عن تكامل منشود في ظل هذه الظروف, محذرا من أن الأمور وفق المعطيات الحالية ستضيف عبئا جديدا إلى أعباء الصناعة السورية.
وفي هذا الإطار، دعا دخاخني الحكومة لإيجاد التوازن في تبادل المنتجات ومراعاة ظروف المنتجات السورية, مضيفا أن المنتج السوري مقبول بالسوق المحلي لكنه لا يستطيع الصمود أو الانتقال إلى السوق التركي بظل الظروف الحالية.
محمد الخضر
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد