الدول الست تبدي قلقها وتطلب تحديد موعد لدخول منشأة قم
المناورات الصاروخية التي اختتمتها ايران امس بإطلاق صاروخين بعيدي المدى يغطيان مختلف الاهداف في المنطقة، «ليست مرتبطة» ببرنامجها النووي، لكنها «تتطابق» مع «التهديدات الغربية» المنبثقة التي تصاعدت بعد الكشف عن منشاة نووية ثانية في قم، جددت طهران القول انها ليست سرية ولا تنتهك القوانين الدولية، بينما أكدت واشنطن انها سترخي بظلالها على محادثات الخميس في جنيف، مطالبة ايران بالسماح بالدخول الفوري إليها «من دون إعاقة»، وسط دعوة روسية للجانبين لـ «ضبط النفس».
وقال قائد القوات الجوية للحرس الثوري، العميد حسين سلامي، ان «الحرس الثوري اختبر بنجاح صاروخ قدر - 1 النسخة المعدلة من شهاب - 3، وصاروخ سجيل من طبقتين، يعملان بالوقود الصلب». ويبلغ مدى «قدر - 1» 1800 كلم، بينما يبلغ مدى «سجيل» 2000 كلم. وذكرت وكالة الأنباء الايرانية «فارس» انه «للمرة الاولى، اختبر
الحرس الثوري صاروخا من طبقتين يستخدم وقودا صلبا خلال تدريبات عسكرية»، بينما لفتت وكالة «مهر» الى أن هذه الصواريخ هي «من أكثر الصواريخ المصنعة داخليا تطورا».
وعقب انتهاء التجارب الصاروخية، التي شملت ايضا صاروخي «شهاب - 1» وشهاب - 2» ومداهما بين 300 و700 كلم، قال قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، انه «في مناورات الرسول الأعظم الدفاعية الصاروخية، أظهرنا قوتنا وجهوزيتنا للعالم». واضاف ان «قدرة ايران الدفاعية قوية جدا في الوقت الحاضر، والمعدات الدفاعية والدفاع الصاروخي الايراني قوية جدا.. حتى ان وزارة الدفاع الاميركية اعلنت انها لا تفكر بالهجوم على ايران».
وكان وزير الدفاع أحمد وحيدي، حذر اسرائيل في وقت سابق من شن أي هجوم على ايران، موضحا انه «إذا حدث ذلك، وهو ما لا نتوقعه بالطبع، فستكون نتيجته النهائية هي التعجيل بالأنفاس الاخيرة للنظام الصهيوني». ورأى ان «النظام الصهيوني... على حافة الدمار»، فيما قال رئيس منظمة الدفاع المدني المنبثقة عن الحرس الثوري، غلام رضا جليلي، ان عشرة ملايين متطوع من ميليشيا الباسيج «مستعدون للدفاع عن ايران ضد أي معتد».
وبينما شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقاوي، على ان «التدريب العسكري» الصاروخي «روتيني طبيعته الردع.. ولا توجد اي صلة له بالبرنامج النووي»، اكد سلامي ان رد ايران على التهديدات الخارجية سيكون «مدمرا.. بما يجعل الفاعلين يندمون على فعلتهم». واضاف «نحن مستعدون لمواجهة هذه التهديدات.. وهذه التدريبات متطابقة مع التهديدات القائمة». وتابع «كل الأهداف في المنطقة مهما كان موقعها ستكون داخل مدى صواريخنا».
وفي موازاة استعراض العضلات الصاروخي، أكدت طهران مجددا ان منشأة قم التي كشفت وجودها مؤخرا، «لا تنتهك اي قانون دولي. الدول الغربية تدلي بتعليقات غير واقعية». وأوضح قشقاوي ان الموقع الجديد «ليس سريا وهو موجود في منطقة فوردو» قرب مدينة قم في وسط البلاد. واعتبر ان «الادعاءات.. لا أساس لها.. ايران مستعدة لتوضيح كل جوانب المصنع النووي الجديد». وتابع ان «توجيه رسائل سرية من جانبنا الى الوكالة الدولية، لا يعني ان نشاطاتنا النووية سرية».
وتأتي هذه التطورات العسكرية والنووية قبل ايام من محادثات ايران مع ممثلي مجموعة الدول الست في جنيف بعد غد الخميس. وقد حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، الدول الغربية من مغبة «فشل» المفاوضات، بينما شدد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، على انه يجب ان تتوافر «ثلاثة عناصر من اجل المضي في المحادثات، وهي دراسة الماضي وعدم تكرار الاخطاء السابقة، والنية الحسنة والرؤية الاستراتيجية وليس التكتيكية، والإرادة الجدية من اجل تعاون طويل الأمد».
على الصعيد الدولي، دعت موسكو المجتمع الدولي إلى عدم الانفعال من تجارب الصواريخ الإيرانية الأخيرة، رغم انها أبدت «قلقها» منها. وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف «هذا الامر مثير للقلق بالطبع عندما تجري تجارب إطلاق الصواريخ على خلفية موقف يتسم بعدم حل البرنامج النووي الايراني.» وأضاف «أني لعلى اقتناع بأن الامر يتطلب ضبط النفس». كما قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية انه «يجب التحلي الآن بالهدوء، والامر الرئيسي هو إطلاق مفاوضات مثمرة مع إيران». وأضاف «إننا ننتظر نتائج لقاء جنيف، ونعول على ألا يحضر الإيرانيون فارغي الأيدي».
وفي واشنطن، قال البيت الابيض بعدما اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان أي موعد «لم يحدد بعد» لتفتيش منشأة قم، ان على ايران ان توافق خلال محادثات جنيف على «الدخول الفوري ومن دون إعاقة» الى المحطة النووية، واصفة تجارب الصواريخ الايرانية بأنها «ليست سوى اعمال استفزاز كلاسيكية تعكس الموقف الاستفزازي الذي تبنته ايران على الساحة الدولية منذ بضعة أعوام»، رغم انه «كان مخططا لها منذ وقت معين».
وكانت باريس دعت ايران الى «التوقف فورا» عن «نشاطاتها التي تزعزع الاستقرار». وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان إطلاق ايران صواريخ عمل «غير مقبول»، لكنه اكد ان الأولوية تبقى للمحادثات في جنيف. واعتبرت وزارة الخارجية الالمانية ان عملية إطلاق الصواريخ التي قامت بها ايران «تدعو للقلق» ولا «توحي بالثقة»، بينما رأى منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ان «كل ما يجري في هذا السياق مثير للقلق».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد