مبارك يلتقي قادة المنظمات اليهودية في واشنطن

18-08-2009

مبارك يلتقي قادة المنظمات اليهودية في واشنطن

يحمل الرئيس المصري حسني مبارك الى نظيره الاميركي باراك اوباما، خلال لقائهما في البيت الابيض اليوم الثلاثاء، «تفاؤلاً» مصرياً حيال عملية السلام في المنطقة، التي رأت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان «الأجواء الايجابية» تشجع على التقدم بها، وان ادارة اوباما لا تزال تعمل على بلورة رؤيتها تجاهها.
وقالت كلينتون عقب لقائها مبارك في العاصمة الاميركية، إن «الأجواء ايجابية وهناك فرصة جيدة للتحرك من اجل إعادة إطلاق عملية السلام وتحقيق تقدم في هذا الاتجاه». واضافت ان «الادارة الأميركية تعمل حالياً على بلورة رؤيتها للسلام وانه سيتم الإعلان عنها فور الانتهاء منها»، مشيرة الى انها لا تستطيع التحدث «بشأن أفكار اوباما والرؤية الأميركية في الوقت الحالي، لان هذا الموضوع سيعلنه الرئيس بنفسه في الوقت الذي يراه مناسباً».
من جهته، قال المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، إن اللقاء مع مبارك «تناول كافة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، خاصة ما يتصل بعملية السلام»، مشيراً الى انه لمس خلال اللقاء «مدى التفاؤل الذي يشعر به الرئيس مبارك والمسؤولون المصريون بشأن التحرك على مسار تحقيق السلام وجميع القضايا التي تم تناولها خلال الاجتماع» مع كلينتون.
وكان مبارك، الذي سيلتقي اليوم الثلاثاء اوباما ونائبه جو بايدن، استهل اجتماعاته الرسمية في واشنطن بلقاء مدير الاستخبارات القومية الأميركية الأميرال دنيس بلير. كما استقبل في مقر إقامته شخصيات سياسية، بينها وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول، ووزير الدفاع الأسبق ويليام كوهين، وعضو مجلس النواب الأسبق لي هاملتون. وشارك في اللقاء عدد من السفراء الأميركيين السابقين لدى مصر، هم ادوارد والكر ودانيال كيرتزر وروبرت بيليترو وفرانك ويزنر، وقد جرى البحث في قضايا إقليمية بينها لبنان.
واجتمع مبارك ايضاً بنحو 20 من زعماء المنظمات اليهودية الأميركية، بينهم رئيس منظمة «ايباك» دافيد فيكتور، ورئيس اللجنة اليهودية الأميركية ريتشارد سايدمان، ورئيس المؤتمر اليهودي الأميركي ريتشارد جوردون، ورئيس منتدى إسرائيل للسياسات لاري زيكلين. وقد وصف نائب رئيس المجلس اليهودي للشؤون العامة مارتن رافل، الزيارة بـ«الودية جداً»، مضيفاً أن المسؤولين اليهود طلبوا من مبارك طمأنة الإسرائيليين لجهة ان «العرب يفكرون جدياً بالسلام مع اسرائيل».
وبحسب من حضروا اللقاء، فإن الرئيس المصري أفرط في الثناء على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وبدا متفائلاً بشأن احتمالات التقدم بالعملية السياسية، وطالب بعدم الإلحاح على الدول العربية بتسريع خطوات التطبيع مع إسرائيل. ونقل التلفزيون الإسرائيلي عن أحد الحاضرين قوله، إن موقف الرئيس المصري من الحكومة الإسرائيلية الحالية كان «إيجابياً بشكل مفاجئ».
وتحدث الرئيس المصري مطولاً عن قضية الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليت. واعتبر، بينما كان وزير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان الذي يشرف على هذا الملف بجواره، أن الوضع الراهن في هذه القضية يشبه ما كان عليه في أواخر ولاية رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت.
ورأى مبارك أن نقطة الخلاف الأساسية في المفاوضات بشأن شاليت هي عدم طرد المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم إلى خارج مناطق سكناهم. وفيما تصر حماس على الإفراج عنهم في الضفة الغربية، تصر إسرائيل على الإفراج عنهم إلى قطاع غزة. ونقل الحاضرون عن الرئيس المصري تقديره بأنه إذا وافقت إسرائيل على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في مناطق سكنهم، فستنجز الصفقة.
وأبلغ الزعماء اليهود الرئيس المصري بأنهم يشاركونه نظرته نحو السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن ينبغي للعالم العربي أن يغلب الميل للتطبيع مع إسرائيل، وأن يجد ذلك تعبيراً له في رسالة مباشرة للحكومة الإسرائيلية. وقال بعضهم «لقد شكرنا الرئيس على جهوده من أجل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليت».
وحذر مبارك في هذا اللقاء من عواقب أي هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، فإن بعض الزعماء اليهود نقلوا عنه قوله إن «هناك شرخاً في القيادة الإيرانية وأن أفضل سبيل للتعامل معهم هو التريث. فالهجوم العسكري سيوحّد الإيرانيين خلف قيادتهم». ويذكر أن هذا ليس اللقاء الأول للرئيس المصري بزعماء الجالية اليهودية في واشنطن، فقد سبق له أن التقى بهم في زياراته السابقة، التي توقفت في العام 2004.
وفي مقابلة عشية توجهه الى الولايات المتحدة، اتهم مبارك في مقابلة مع الإعلامي الاميركي شارلي روز، ايران «بالتدخل» في مسائل عربية. وتوجه الى الايرانيين قائلاً «اذا كنتم تشتكون من التدخلات الخارجية في بلادكم، فلا تتدخلوا في دول عربية أخرى مثل لبنان، وفي منظمات مثل حماس». وشدد على ان القاهرة ترفض طلب ايران مد غزة بالمساعدات عبر معبر رفح «لأن هذا المعبر يفتح حالياً للحالات الإنسانية فقط».
وسئل مبارك عن «معرقلي» اتفاق القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، فأوضح «لا استطيع القول إن سوريا تعرقل الأمور.. الاتصالات مع ايران واضحة، ومع حزب الله في لبنان، ومع حماس في غزة». واضاف «قد تكون سمعت بالتظاهرات التي جرت في طهران مؤخراً والتي قيل فيها: لا غزة، لا لبنان، نحن فقط». وتابع «هذه المسألة تلخص ما يجري»، مجدداً اتهامه ايران بانها «تحاول السيطرة على بعض المسائل في المنطقة، لكنها لن تنجح، رغم أننا لا ننافسها».
ولدى سؤاله عن خططه للترشح للرئاسة مرة جديدة في العام 2011، قال مبارك انه لم يتخذ قراره بعد من المسألة، وانه لم يناقش مع ابنه جمال فكرة توريثه الحكم، مشيراً الى ان جمال «كان ضد فكرة الانضمام» الى الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم. كما رفض القول إنه لن يحل مجلس الشعب. وتطرق أيضاً الى جماعة الإخوان المسلمين، موضحاً «اعرف ان لديهم اتصالات مع حماس، ومع حزب الله، ومع منظمات اخرى، بينها جماعة الاخوان الدولية في جنيف وأماكن اخرى، لكننا لا نخشى ذلك».

المصدر: وكالات

إقرأ أيضاً:

زيارة مبارك المرتقبة إلى واشنطن والدور المصري في لعبة السلام القادمة
منظمات اللوبي الإسرائيلي تطالب نظام مبارك باحترام حقوق الإخوان المسلمين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...