الغارديان" تكشف أدلة على ارتكاب الاحتلال جرائم حرب

25-03-2009

الغارديان" تكشف أدلة على ارتكاب الاحتلال جرائم حرب

ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أنها تمكنت من جمع أدلة عن ارتكاب “إسرائيل” جرائم حرب في غزة أثناء المحرقة، بما في ذلك استخدام الأطفال دروعاً بشرية.

وأوضحت في تقرير تصدر صفحتها الأولى أن القوات “الإسرائيلية” قامت باستهداف الطواقم الطبية والمستشفيات، كما أطلقت الطائرات من دون طيار النار على المدنيين. وحصلت الصحيفة على أفلام تم التقاطها بعد شهر من التحريات على نحو يدعم المطالبات بإجراء تحقيق شامل.

وقالت إن الأدلة بدأت تطفو بقوة على السطح خلال الأيام الأخيرة، وأضافت أن منظمتي العفو الدولية و”هيومان رايتس ووتش” دعتا الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق، عقب قيامهما بإجراء تحقيقات من جانبهما حولها، وذكرت بأن صحيفة “هآرتس” العبرية كانت قد نشرت قبل أيام عدة شهادات جنود “إسرائيليين” قالوا إن قناصاً أطلق النار على أم فلسطينية وطفليها الصغيرين، وان قائد وحدة أمر جنوده بقتل امرأة مسنة، وذلك من ضمن شهادات كثيرة في الاتجاه ذاته.

كما قالت إن أطباء من “هيومان رايتس ووتش” أكدوا تجاهل جنود الاحتلال إجراءات الحماية الخاصة لفرق الإغاثة الطبية.

وأشارت إلى أنها أذاعت ثلاثة أشرطة مصورة تتضمن براهين على أن “إسرائيل” استخدمت طائرات من دون طيار لإطلاق النار على مواقع مدنية، ما أدى إلى مقتل 48 فلسطينيا على الأقل.

وقالت إن هذا لا ينفي وجود قضية ضد “حماس”، إلا أنها أكدت أنه “لا يوجد تشابه أو توازٍ في الذنب هنا بين الحركة و”إسرائيل”.

وقالت إن مراسلها قابل 3 أخوة من عائلة العطار، استخدمتهم قوات الاحتلال دروعاً بشرية، ووصفوا كيف تم اقتيادهم من منزلهم والبنادق مصوبة نحوهم وطلب منهم أن يركعوا أمام الدبابات ليحولوا دون إطلاق “حماس” النار على الدبابات أو الجنود. كما أكدت أن نيران “الإسرائيليين” استهدفت الطواقم الطبية والمستشفيات. وتستنتج بالقول إن تحقيقا دوليا لا بد أن يفتح لتحميل هذا الجيش المسؤولية عما حدث.

في سياق متصل، قال جنرال “إسرائيلي” شارك في محرقة غزة إن جهود الضباط “الإسرائيليين” لحماية جنودهم من نيران الفلسطينيين ربما ساهمت في سقوط “قتلى” بين المدنيين من دون داع.

على الصعيد ذاته، قال محققون في الأمم المتحدة إن “إسرائيل” انتهكت حقوق الإنسان خلال غزوها لغزة، من بينها استهداف مدنيين واستخدام طفل درعاً بشرية. ووردت هذه الاستنتاجات في تقارير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي دعت أيضا إلى إنهاء عاجل للقيود “الإسرائيلية” على الإمدادات الإنسانية إلى غزة والى تحقيق دولي كامل في المحرقة.

وجاء في تقرير لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة للأطفال والصراع المسلح راديكا كوماراسوامي، “الأهداف المدنية خاصة المنازل وساكنيها كانت فيما يبدو الأكثر تضررا من الهجمات، لكن المدارس والمنشآت الطبية تضررت أيضا”.

وزارت القطاع أوائل فبراير/شباط، وساقت سلسلة طويلة من الوقائع لدعم استنتاجاتها، وقالت في إحداها إن الجنود “الإسرائيليين” قتلوا بالرصاص أبا بعدما أمروه بالخروج من منزله ثم فتحوا النار في الغرفة التي كانت تحتمي بها بقية أسرته فأصابوا الأم وثلاثة أخوة وقتلوا الرابع، وفي واقعة أخرى بتل الهوى جنوب غربي مدينة غزة اجبروا فتى في الحادية عشرة من عمره على السير أمامهم لعدة ساعات، درعاً بشرية يحميهم من نيران المقاومة.

ونددت “إسرائيل” بتقرير خبير للأمم المتحدة الذي طالب بتحقيق في المحرقة، وقال الناطق باسم رئيس الوزراء المنتهية ولايته أيهود أولمرت، مارك ريجيف “إنه (التقرير) مثال إضافي على الموقف الأحادي الجانب والمنحاز وغير العادل لمجلس حقوق الإنسان”، حسب تعبيره.

وكالعادة لحقت واشنطن ب”إسرائيل” واتهمت الخبير ب”الانحياز”، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية روبرت وود، “عبرنا مرارا عن قلقنا بشأن آراء المقرر الخاص حول هذا الموضوع”.

عمر حنين

المصدر: الخليج


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...