رسالة حماه: يجب أن نكون معهم في الخندق نفسه كلنا في الهم شرق
الجمل ـ حماه ـ باسل ديوب : لعل حماة هي أكثر المدن السورية الموردة للمجاهدين، والمتطوعين في تاريخ سورية فمن القاوقجي إلى نخلة الكلاس إلى أكرم الحوراني جيل يورث جيل قيم الوطنية ، والعروبة، والتطوع نصرة للشقيق.
من ثورة فلسطين الكبرى 1936 إلى نصرة العراق في العام 1941 إلى حرب الإنقاذ، وحتى نصرة العراق في الحرب الأخيرة عام 2003 ، حيث قدمت هذه المدينة عشرات الشهداء ، فقد كانت هذه المدينة الخزان الأكبر قياساً بالمدن الأخرى لعشاق "مغامرة" المقاومة وصنع المجد لهذه الأمة المنكوبة .
لكن الزائر لحماة يجب أن يكون محققاً محترفاً لينتزع الكلام من أفواه من لا يمكن أن تستوعب ذاكرتهم المثقلة بأشياء كثيرة مساحة الانفراج المتحققة في سورية في السنوات الأخيرة.
في ساحة المرابط كان الحاج محمد يتبادل مع جاره عبارات التأفف من انحطاط الواقع العربي حين قطعنا عليه استرساله في الكلام، وبعد أخذ ورد ونقاش و تطمينات عاد الرجل لإفراغ روحه المقهورة :" الله ينصر المقاومة التي تحمل شرف هذه الأمة . نحن نتابع وقلوبنا معهم وإيماننا كبير بهم ، لأنهم صادقون وشرفاء.. يجب أن نكون معهم في نفس الخندق، ونقاوم مثلهم من أجل أرضنا المحتلة ".
وعن الحكام العرب قال الحاج بعد أن تنهد بحرقة :" إنا لله وإنا إليه لراجعون هؤلاء حكام العار، فالجيوش النظامية عاجزة وسلاحها خردة ، أما المقاومة فهي الأمل، الله ينصرهم على إسرائيل وأمريكا ، الله ينصر العراق وفلسطين، الله يهدك يا إسرائيل ".
الحذر هو السمة المشتركة لكثير ممن قابلناهم ، لكن "سليمان رمضان" ويعمل كابتن في مطعم على ضفة نهر العاصي انخرط سريعاً في الحديث كمن كان ينتظره " نتأثر بشدة بما يجري، إسرائيل تستغل أو بالأحرى أخذت الضوء الأخضر من أمريكا بتواطؤ مع بعض الحكام العرب ، وبعض اللبنانيين ، وشرعت بتصفية المقاومة في فلسطين و لبنان الذي يحترق الآن فيما يستغل خصوم حزب الله المأساة ليغمزوا من قناته، وتحميله مسؤولية ما تقوم به اسرائيل، وهذا هو التواطؤ والغدر، البارحة استمعت إلى جنبلاط ، وكان كلامه أثقل علينا من كلام العدو. ويتوقع سليمان :" أن يدك حزب الله المدن الإسرائيلية فهو يملك صواريخ بعيدة المدى" يصمت سليمان قبل أن يتابع كلامه بـ " الكل في المنطقة مستهدف فلسطين والعراق ولبنان وسورية ، كلنا في الهم شرق" يستذكر سليمان الجرح العراقي لكنه يثق تماماً بوعي الشعب ويقول : "ما متنا شفنا اللي ماتوا.. شفنا العراق ، ويقول الشعب السوري شعب واعي، ولن يتمكن أحد من شق وحدته الوطنية، شعبنا يفهم بالسياسة جيداً ،ابحث عن العدو في كل فتنة ،أمريكا تريد تفتيتنا وإثارة الطائفية ، كلام الحكام العرب الذي يبث الطائفية لن يمر علينا، هم يكذبون بكل غباء، ومع ذلك إذا قبلنا أن حزب الله مرتبط بإيران، وبذلك يبررون سبب عدم وقوفهم معه ، ماذا عن الشعب الفلسطيني ؟؟
لكن نزار صباغ ، وهو ناشط سياسي يرى الأمور من زاوية أخرى لديه تحفظ على المقاومة لكنه يؤجل كل ذلك لما بعد توقف العدوان ، ويطالب بتفهم الأصوات الأخرى أيا كانت " المواجهة متوقعة بعد فترة الهدوء الطويلة السابقة ، ولكن نظراً لتسارع الأوضاع ، فالتنبؤ بالقادم صعب ،لا أملك معطيات عما يفكر فيه حزب الله ، وما مدى قوته لكن لا بد من الانتصار ليس بالشكل العسكري فقط بل سياسياً ووطنياً ، وحدة الشعب ، ووقوفه في صف واحد سلاح أهم من الصواريخ، هنالك أصوات سلبية مشككة يجب استيعابها، ومحاولة إيضاح الصورة لها، وتصحيح مفاهيمها الخاطئة بالشكل الذي يحقق الوحدة الوطنية السليمة ، يجب تركيز الجهود على ما يحقق المصلحة المشتركة لأبناء الوطن الواحد مهما تعددت آراؤهم واختلفت، في الشام ولبنان الوحدة الوطنية هي أقوى سلاح يمنع العدو من خرق الصفوف ، يجب التفكير المتكامل عسكريا واقتصادياً وسياسياً لتخرج الأمة كلها منتصرة، وليس الشام أو لبنان فقط "
أما صفوان قشاش كان جاهزاً لتفنيد كل طرح ينتقص من المقاومة حاولنا أن نستفزه بقولنا : هل يستحق تحرير الأسرى هذا التدمير للبنية التحتية وقتل الأبرياء ؟؟
أجاب بحدة : "وهل يستحق بالنسبة لإسرائيل أن تدمر البنية التحتية ، وتقتل الأبرياء من أجل جنديين عرض نصر الله فوراً التفاوض لإطلاقهم ؟؟؟ المقاومة على حق كفانا ذلاً ومهانة، الناس متعطشة لوقفة عز وشرف ومقاومة ، إسرائيل ليست بحاجة لأسر جنديين لكي تدمر لبنان ، هذا ظلم وتجني وافتراء على المقاومة ، أما بعض الحكام العرب ، فلم نتوقع منه غير ذلك، يجب الصبر ودعم المقاومة ماذا بقي لنا لنخسر أكثر ، أنا مع المقاومة دوماً "
حسام الذي يعمل في محطة نقل الركاب لا يتخيل أن هنالك سوري واحد ليس مع المقاومة ، وقد يكون اعتقاده هذا مبنياً على الفطرة السليمة
" كل الشعب مع المقاومة ما عدا بعض الحكام " ويتابع "هؤلاء ينطبق عليهم قول ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثقلتم إلى الأرض ، لبنان يدمر فهل هذا وقت النقاش حول صحة توقيت العملية !!"
ويتابع حسام " أضحكني قول أحد الحكام أن نصر الله لم يأخذ رأيهم قبل أسر الجنديين ، ولذلك هم ليسوا مع مغامراته طيب أوقفوا العدوان ، هذا الكلام يعني من حق إسرائيل أن تدمر لبنان ، وان المقاومة مخطئة" يتوتر حسام قليلاً ، ويشتم ثم يقول :"و سوى الروم خلف ظهرك روم ، الله ينصر المجاهدين في لبنان وفلسطين والعراق "
يقينيات "حسام" يرفضها أحد اليساريين "الرثين " الذي استحضر الأدبيات اللينينية بتوظيف ليبرالي جديد لرفض أن يجر أحد لبنان أو سورية إلى مواجهة هي لمصلحة الآخرين " حزب الله مسوؤل عن الدمار الحاصل وهو حزب طائفي سبق له أن رفض الانضمام للمقاومة الوطنية وعمل بمعزل عنها وضربها لمصلحة النظام السوري "
هذا الرفيق أمضى حياته الحزبية عضواً مستفيداً في أحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ، وحصل على مكاسب شخصية من هذه العضوية ، وبلغت الطرافة أو لنقل الكوميديا السوداء أشدها في تذكيره بموقف لينين من الحرب بين روسيا القيصرية ، وألمانيا ، حيث رفضها لينين ، وعدها حرب القيصر لا حرب الشعوب الروسية وعمل على إسقاط القيصرية رغم انشغالها بالحرب بمعنى انها لم يعتبرها حرب وطنية ، معتبراً أن هذا هو الموقف الماركسي الصميم في الحالة اللبنانية.
نتنهد و نتذكر قول زياد الرحباني
" غريب أمره هذا اليسار أنا ما شايف مثله من قبل أنتو شايفين ؟؟ "
الجمل
إضافة تعليق جديد