تشايكوفسكي «عظيم» يستحق إحياء تراثه

05-01-2009

تشايكوفسكي «عظيم» يستحق إحياء تراثه

تقف منضدة مائلة في منزل خشبي ازرق يطل على أشجار البتولا (السندر) الفضية، في بلدة كلين، شمالي غربي موغرفة الاستقبال في متحف كلين، ويبدو بيانو تشايكوفسكيسكو، شاهداً على إحياء الاهتمام العالمي بأعمال مؤلف موسيقي روسي من القرن التاسع عشر، لم يحظَ في حينه بالتقدير الذي يستحقه.
على هذه المنضدة، وقبل نحو ١٠٠ عام، كتب بيتور تشايكوفسكي، الذي تعد معزوفته »كسارة البندق« من أكثر المقطوعات الموسيقية إلهاماً لمصمّمي رقصات الباليه، سيمفونيته السادسة والأخيرة: »المؤثرة«.
وقالت الباحثة المتخصصة في شؤون الموسيقى ناتاليا جوربونوفا، التي تدير المنزل الذي قضى فيه تشايكوفسكي آخر أيامه، وما أصبح حالياً متحفاً، زاره العام الماضي ٨٦ ألف زائر ويتوقع أن يزوره المزيد هذا العام، أن »موسيقى تشايكوفسكي تمرّ بعملية إحياء، حالياً. هو عظيم يستحق ذلك، لأن الجميع يحب موسيقاه، وهو أمر لن يتوقف«، مشيرةً إلى تزايد مستمر في أعداد »الأوروبيين والآسيويين« المهتمين بزيارة متحف كلين.
وإن كانت جوربونوفا قد وصفت العلاقة مع موسيقى تشايكوفسكي بـ»الحب«، فالزائرة ليودميلا سولتوكوفا، وهي مهندسة متقاعدة من بلدة فوتكينسك، مسقط رأس تشايكوفسكي، القريبة من جبال الأورال، تضعها في مكان، ربما أعمق، وقالت، وهي تنظر إلى بيانو تشايكوفسكي الذي يتوسط غرفة كبيرة يزينها عدد كبير من صور أقاربه »أنها تمس الروح.. لأنها ببساطة، مذهلة«.
وكل عام يأتي موسيقيون وموزعون مشهورون إلنصب تذكاري لتشايكوفسكي قدّمته الحكومة الروسية قبل نحو عامين لمتحف كلينى كلين ليعزفوا على البيانو في السابع من أيار، يوم ميلاد تشايكوفسكي، الذي عاش من ١٨٤٠ إلى .١٨٩٣
حملة إعادة إحياء إرث تشايكوفسكي لم تقتصر على جهود جوربونوفا، إذ عمدت العديد من المسارح الروسية إلى عرض أعماله: »يوجين اونجين« و»ملكة البستوني« وباليه »بحيرة البجع« و»كسارة البندق«، على نطاق واسع، خلال الأشهر الماضية، فيما أُطلق اسم المؤلف الراحل على مسرح ضخم في موسكو.
كما انضمت بعض العواصم الأوروبية إلى الحملة، حيث قدّم مسرح ستاتسوبر في برلين إنتاجاً جديداً »ليوجين اونجين« مع المؤلف الموسيقي دانيال بارينبوم، بينما سعى مهرجان »الكشف عن تشايكوفسكي« في مركز ساوثبانك في لندن إلى تبديد بعض الخرافات القديمة المتعلقة به، وخاصة تلك التي تتحدث عن أنه أقدم على الانتحار بعد ملاحقته بمزاعم شذوذ جنسي، عندما كان في الثالثة والخمسين من عمره.
إلا أن جوربونوفا نفت ذلك، مؤكدةً انه توفى جراء إصابته بالكوليرا، من دون أن تحفل في الرد على مزاعم شذوذه الجنسي.. فصوّر قريبه فلاديمير دافيدوف، الذي يقول كتاب سيرة المؤلف الموسيقي الروسي بأنه كان على علاقة معه، تملأ غرف متحف كلين.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...