الغرب يطالب بالافراج عن الجنديين الإسرائيليين ويتجاهل أسرى لبنان
اتفقت امس العواصم الغربية الكبرى على الدعوة لاطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين اللذين خطفهما مقاتلو حزب الله على الحدود مع اسرائيل، وعلى حث جميع الاطراف على ضبط النفس.
أول دعوة من هذا النوع صدرت عن الامم المتحدة التي طالبت، بلسان غير بيدرسون، الممثل الشخصي لكوفي أنان في جنوب لبنان الذي قال للصحافيين عقب لقائه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة: «أطالب حزب الله بإطلاق سراح الجنديين». وحث بيدرسون «جميع الاطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد». ومن روما أدان كوفي انان شخصيا أمس، و«من دون تحفظ»، الهجمات الاسرائيلية على لبنان ودعا الى «الافراج الفوري» عن الجنديين الاسرائيليين. وقال انان للصحافيين اثر لقائه رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي «نحن قلقون جدا لما يجري في جنوب لبنان وندين من دون اي تحفظ الهجمات، لكننا نطلب الافراج الفوري عن الجنديين الاسرائيليين». واضاف الامين العام للامم المتحدة «نحن في منطقة بالغة الخطورة ولا نرغب في تصعيد النزاع، لهذا السبب ندعو جميع الاطراف الى ضبط النفس».
ومن باريس دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس سورية «لاستخدام نفوذها في دعم الوصول لنتيجة ايجابية» في قضية خطف الجنديين الاسرائيليين. ودعت جميع الاطراف لضبط النفس بعد ان وصفت اسرائيل عملية اليوم بأنها عمل من اعمال الحرب من جانب دولة لبنان.
واضافت رايس في بيان صدر خلال زيارتها لفرنسا «ان ما قام به حزب الله يقوض الاستقرار الاقليمي ويتعارض مع مصلحة الشعبين الاسرائيلي واللبناني».
وبدوره دعا مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشرق الأوسط، ديفيد ولش، من القاهرة، الى الافراج عن الجنديين الاسرائيليين اللذين اسرهما حزب الله وقال للصحافيين، في ختام لقاء مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، «ندعو الى الافراج عن المخطوفين». واضاف «انه تصعيد خطير جدا ولا نرى كيف يمكن ان يساهم ذلك في تسوية الازمة في غزة والعودة الى طريق علاقة سلمية بين اسرائيل والفلسطينيين»، واعتبر ولش ان «هذا التصعيد يهدد على العكس كل الجهود المبذولة لتسوية الوضع».
ومن جانبها أدانت فرنسا التصعيد العسكري الذي جرى على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية صباح أمس وأعلنت أنها على اتصال دائم مع كل الفرقاء المعنيين ومع كل الباحثين عن إيجاد مخرج لهذه الأزمة.
واعرب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في بيان وزعه الناطق باسمه، جان باتيست ماتيي، أمس عن «قلقه الشديد» للتطورات الأخيرة على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية التي كانت موضع تباحث في اللقاء المنفرد بين دوست بلازي ونظيرته الأميركية كوندوليزا رايس بمناسبة وجودها في العاصمة الفرنسية للمشاركة في اجتماع حول الملف النووي الإيراني. وجاء في بيان الوزير الفرنسي تنديد بالتصعيد وتحميل مسؤولية التدهور ضمنا لحزب الله اللبناني، وقال دوست بلازي: «إنني أدين إطلاق الصواريخ هذا الصباح (أمس) على مدينة كريات شمونه، وأدين كذلك خطف جنديين إسرائيليين وأطالب بإطلاق سراحهما فورا ومن غير شروط».
وبموازاة هذه الإدانة، دعا الوزير الفرنسي كل الأطراف الى «ضبط النفس والى عدم الإنجرار الى دورة تصعيد العنف الذي يصيب المدنين بالدرجة الأولى».
ولم يشر بيان الوزير الى الخط الأزرق ولا الى الانتهاكات الإسرائيلية شبه المتواصلة له، ويأتي الموقف الفرنسي الداعي الى إطلاق الجنديين الإسرائيليين فورا متناغما مع الموقف الذي عبر عنه الاتحاد الأوروبي في تصريح للناطق باسم المفوضية الأوروبية أمس في بروكسل.
وفي لندن أدان كيم هاولز، الوزير المعني بشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية، الهجمات التي شُنت صباح أمس على شمال إسرائيل، وتحديدا ما وصفه بـ«عملية تسلل حزب الله والهجمات الصاروخية التي شنها» صباح أمس على شمال إسرائيل، وقال: «نشعر بالقلق بشكل خاص لسماع تقارير تشير إلى أن جنديين إسرائيليين ربما قد يكونان قد تعرضا للاختطاف أو القتل».
واعتبر الوزير البريطاني ان من شأن عمل حزب الله «تصعيد الوضع المتوتر أصلا بالمنطقة»، مضيفا إن زيادة تصعيد الوضع «ليست في صالح أحد»، وطالب جميع الأطراف باتخاذ إجراءات من شأنها الترويج للتوصل إلى تسوية عاجلة وسلمية للأزمة. ومن جهة ثانية قال: «نناشد بأن تكون أية إجراءات تتخذها إسرائيل موزونة ومتناسبة». وفي برلين دعت الحكومة الالمانية أمس إلى إطلاق سراح الجنود الاسرائيليين الثلاثة الذين خطفهم متشددون «بشكل فوري ومن دون قيد أو شرط»، وقال متحدث باسم الخارجية الالمانية إن وزير الخارجية الالماني فالتر شتاينماير اتصل بنظرائه في الشرق الأوسط في محاولة للتوسط من أجل الوصول إلى حل للازمة.
ولم يختلف موقف روسيا عن موقف الدول الغربية إذ أعلنت وزارة خارجيتها أمس ان موسكو تطلب «الإفراج الفوري» عن الجنديين الاسرائيليين اللذين خطفا في لبنان. وأعربت العاصمة الروسية عن «قلقها» الشديد لتصاعد العنف الذي «يهدد بالقضاء على الاستقرار الهش في لبنان».
المصدر: الشرق الأوسط
إضافة تعليق جديد