بعد سنين طويلة من الانتظار..وصول الهاتف الثابت إلى الريف السوري
الهاتف الثابت ثم الهاتف الثابت ثم.... وحتى هذه اللحظة ومع الإلحاح الشديد على ضرورة توفيره للجميع بغض النظر عن بديهية أهميته، فقد أصبحت قضية هذا الهاتف المهمة الأساسية الملقاة على عاتق المؤسسة العامة للاتصالات السورية.
وبالتوازي مع هذا الاستغاثة الخدمية الإنسانية و«الحضارية» أعلنت المؤسسة ومازالت عن سير عمل العديد من المشروعات المبنية على عقود مع شركات أجنبية موردة للتجهيزات المخصصة لإنجاز هذا الغرض. ويبدو أن الأشغال التحديثية القائمة في بعض المقاسم الهاتفية لمدينة دمشق بالتوازي مع الإنجازات النهائية في مقاسم بعض المناطق بريف دمشق وباقي الريف السوري قد قطعت أشواطاً لا بأس بها حتى أصبحت تتوافر حالياً جميع المؤشرات التي تدل على أن الكثير من أهالي الريف السوري سيتمكنون في القريب العاجل من جني ثمار هذه الأشغال القائمة على قدم وساق ولكن بعد تأخر طويل في التنفيذ مع وجود بعض المبررات الملموسة أحياناً.
- وقال المهندس رغيد الرز معاون مدير المؤسسة العامة للاتصالات السورية لشؤون المحافظات: إن العمل يجري حالياً على توسيع مقاسم «سيمنز» في القطر حيث وصلت نسبة التنفيذ فيها إلى نحو 50%.
وحول السبب في التقدم في تنفيذ عقد «سيمنز» بالذات قال الرز إن هناك العديد من العقود التي تم العمل عليها وإنجاز الكثير من جوانبها كعقد «إريكسون» وعقد «سامسونغ» الذي يشتمل على توسيع مقاسم الريف السوري أيضاً، وأشار الرز إلى أن هذه الإنجازات تقع ضمن مشروع التوسع (500 ألف رقم) في الجزء الخاص من عقد «سيمنز».
وعن المراكز الهاتفية التي شملتها أعمال هذه المشروعات حتى هذه اللحظة، بين الرز إنجاز مركز هاتف الجلاء، ودمر، وباب شرقي، ومركزي هاتف في المزة إضافة إلى مركز هاتف كفر سوسة. أما في ريف دمشق فقد تم إنجاز كل من مركز هاتف النبك والناصرية والمشرفة ومعضمية القلمون ورأس المعرة كما تم أيضاً توسع دارات الربط بالنسبة لمقسم حرستا، إضافة إلى إنجاز التركيب تقريباً في كل من ضاحية حرستا وجرمانا وجديدة عرطوز. وأضاف إن العمل جار الآن في كل من خان الشيخ وببيلا وقطنا وعدرا ومن المتوقع الانتهاء من هذه الأعمال مع نهاية عام 2008 كحد أقصى.
وبالنسبة لمحافظة السويداء فقد بين الرز إنجاز معظم المقاسم الهاتفية لهذه المحافظة ومنها مقسم صلخد وشهبا والقريا ومركز هاتف السويداء، أما في حمص فقد تم إنجاز المقاسم في كل من شين ورام العنز والريان والناصرة والقوتلي والحواش والقصير وحسياء.
أما في محافظة اللاذقية فقد تم استكمال الأشغال في مقاسم كل من بيت ياشوط والحفة وصلنفة والدالية وكسب وقرفيص.... وفيما يتعلق بالأشغال في المنطقة الشرقية، أشار الرز إلى إنجاز المقاسم الهاتفية في كل من التبنة وموحسن والشميطية والبوكمال وجميعها في محافظة دير الزور. إضافة إلى مركز هاتف الثورة في محافظة الرقة الذي هو قيد التأسيس حالياً مؤكداً أنه في نهاية العام الجاري ستكون كل مقاسم «سيمنز» منتهية وموضوعة في الخدمة.
وأوضح الرز أن التوسع في المقاسم يوازيه توسع في الشبكات الأرضية أيضاً كالكابلات الرئيسية والفرعية التابعة من جهتها لشبكات رئيسية وفرعية أيضاً. وختم الرز حديثه بالإشارة إلى الانتهاء من مسألة الأعمدة الخشبية حيث تم الاتفاق مع إحدى الشركات مؤخراً ليتم توريدها من دولة سلوفينيا، وعزا الرز الوقت الطويل الذي استغرقته إجراءات توريد هذه الأعمدة إلى إخفاق الإعلان لمرات عديدة دون تفاصيل أكثر.
- وحول المشاكل والعقبات التي تعترض تنفيذ هذه المشروعات في مناطق ريف دمشق على وجه الخصوص قال المهندس أحمد القادري رئيس دائرة العلاقات في مديرية اتصالات ريف دمشق إن المشكلة الرئيسية تتمثل بالتوسع السكاني العشوائي اليومي الذي يعتبر العائق الأكبر في وجه تخديم هذه المناطق. وأوضح أن الإدارة المركزية تقدم الدعم لريف دمشق من حيث الشبكات وغيرها من الأمور المتعلقة بنسبة أكبر من نسبة دعمها للمحافظات الأخرى مجتمعة وهذا يدل على أن الاهتمام بهذه المنطقة يأتي بشكل مباشر.
وقال إنه مع نهاية العام الجاري سيتم إنهاء نحو 60% من مشاكل الشبكة في مناطق ريف دمشق مشيراً إلى إنجاز نحو 70% من شبكة جرمانا (رئيسي وفرعي) بالتوازي مع توسيع المقسم ليدخلا في الخدمة نهاية الشهر الجاري مع 12 ألف رقم هاتف، إضافة إلى مركز ببيلا الذي يضم مناطق عديدة منها بيت سحم وسيدي مقداد وعقربا واصفاً الأعمال التي تجري هناك بالجيدة جداً. وأشار القادري إلى موضوع توسع الشبكات في مركز صحنايا وداريا في العديد من المناطق التابعة لها.
- أكد القادري من جديد على الجهود الحثيثة للإدارة العامة بدعمها لريف دمشق وذلك عبر إيفاد ورشات لتوصيل الشبكات من محافظة القنيطرة لمؤازرة ريف دمشق، مبرراً ذلك بأن بعض المناطق في الريف لا تمتلك كوادر لتوصيل الشبكات وهذا ما يدفع الورشة المركزية إلى القدوم ووضع نفسها بشكل مباشر في خدمة المراكز المحتاجة إلى توصيل الشبكات بسرعة لكي يتم ضمان توصيلها بالتوازي مع توسع المقاسم.
وحول نطاق عمل الورشة المركزية حالياً قال القادري إنها تضم منطقة ببيلا وصولاً إلى معضمية الشام وقرى الأسد وصيدنايا والمنطقة الصناعية. وحول وحدات النفاذ الضوئي (OAN) التي يتم تركيبها قال إنها لمعالجة الاختناقات ريثما يتم تمديد الشبكة.
وبالعودة إلى قضية التوسع السكاني في ريف دمشق وما ينتج عنها من خلل في المشروعات والخطط المرسومة قال القادري إن الإحصائيات تشير إلى وجود أكثر من 7 ملايين نسمة في ريف دمشق وهي نسبة تمركز سكاني كبيرة بالنسبة لباقي مناطق القطر، وأوضح أن هذه الأرقام غير موجودة في مديريات السجل المدني (حيث لا تتجاوز المليون و250 ألف نسمة)، أي أن المخصصات لا تحتسب سوى لهذا الرقم بالذات في حين الأمر على أرض الواقع مختلف تماماً. وأشار القادري إلى أن وضع المخططات والعمل بناءً عليها غير مجد لأن التوسع في المخالفات السكنية يتم بشكل يومي ومستمر الأمر الذي يجعل من هذه المخططات والدراسات غير متناسبة مع ما هو مدروس مسبقاً.
- وحول مسألة الكوادر والموظفين العاملين في هذا المجال قال القادري إن هناك معاناة في مسألة التوظيف الموكلة إلى مكتب التشغيل والعمل الذي يفتقر لأسباب خارجة عن إرادته إلى توفير العاملين في مجالات عدة كالعاملين في «تلحيم الكابلات» الأمر الذي يضطر إلى الاستعانة بكوادر في مراكز معينة للعمل لمصلحة مراكز أخرى، وأشار إلى أنه تمت مؤخراً الموافقة على تعيين 40 عامل لحام كابلات لتغطية النقص الموجود. وأردف بالقول إن مشكلة الكابلات كان لها الدور الكبير في تأخير العمل داخل المؤسسة إلا أنه تم تجاوز هذه الصعوبة مؤخراً.
حسان هاشم
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد