ما الذي يعيق الخطة الأمريكية – الإسرائيلية المشتركة لضرب إيران

13-08-2008

ما الذي يعيق الخطة الأمريكية – الإسرائيلية المشتركة لضرب إيران

الجمل: حتى الآن ما يزال مصير تنفيذ الضربة العسكرية الأمريكية – الإسرائيلية ضد إيران معلقاً بتحديد الإجابة القاطعة على العديد من الأسئلة الحائرة.
* ماذا تقول المعلومات الاستخبارية الميدانية الحديثة:
انتهت الأسبوع الماضي عملية "برايم ستون" والتي كانت عبارة عن مناورة بحرية أمريكية – فرنسية – بريطانية مشتركة تم إجرائها في المحيط الأطلنطي ويشير مضمون فرضية المناورة بوضوح إلى أنها تتعلق بالتدريب على تنفيذ الحصار البحري ضد إيران.
الحشد العسكري البحري الأمريكي – الفرنسي – البريطاني الذي شارك في مناورة "برايم ستون" تألف من:
• القطع البحرية الأمريكية: مجموعة سوبر كاريار القتالية البحرية.
• القطع البحرية: مجموعة حاملة القتال البحري الملكية.
• القطع البحرية الفرنسية: الغواصة النووية هنتركلار.
إضافة لذلك، شاركت العديد من قطع البحرية الأمريكية الإضافية التي قامت بتمثيل دور العدو في المناورة.
تقول التسريبات بأن قطع البحرية الأمريكية التي قامت بدور العدو الرئيسي في عملية "برايم ستون" أصبحت بعد انتهاء المناورات في طريقها الآن إلى مياه الخليج العربي وهذه القطع هي:
• الحاملة الأمريكية "ثيودور روزفلت" إضافةً إلى مجموعة الضربة القتالية المرافقة لها.
• الحاملة الأمريكية "رونالد ريغان" ومجموعة الضربة القتالية المرافقة لها.
وتقول التسريبات بأن الحاملة روزفلت هي التي لعبت دور القيادة في العملية المذكورة أما الحاملة ريغان فقد كانت موجودة على مقربة من السواحل اليابانية والكورية الشمالية وعلى ما يبدو بعد حدوث حالة الانفراج الراهن في أزمة الملف النووي الإيراني فقد قرر البنتاغون إرسالهما إلى المياه الإيرانية.
سوف تنضم الحاملة روزفلت ومجموعة الضربة القتالية التابعة لها والحاملة ريغان ومجموعتها القتالية كذلك عند وصولهما إلى المياه الإيرانية إلى القطع البحرية الأمريكية الموجودة في المنطقة وهي:
• الحاملة "إبراهام لنكولن" ومجموعة الضربة القتالية المرافقة لها.
• الحاملة "بيليليو" ومجموعة الضربة القتالية المرافقة لها.
وتقول المعلومات الاستخبارية بأن القطع البحرية الآتية في طريقها على ما يبدو ‘إلى مياه الخليج:
• الحاملة الأمريكية "أيوو جيما" ومجموعة الضربة القتالية المرافقة لها.
• الحاملة البريطانية الملكية "إرك رويال" ومجموعة الضربة القتالية المرافقة لها.
• القطع البحرية الفرنسية الآتية:
- الغواصة النووية الفرنسية هنتركيلا إميثايست.
- طائرات رافالي المقاتلة (محمولة على ظهر الحاملة الأمريكية روزفلت).
تشير التحليلات المتعلقة بالنوايا العسكرية لطبيعة الحشد الأمريكي – الأوروبي في المياه الإيرانية لجهة أن تقديرات تخمين الموقف الحالي هي باتجاه ترجيح فرضية أن المقصود هو عملية فرض حصار بحري واسع النطاق ضد إيران، وتشير التحليلات المتعلقة بالنوايا العسكرية إلى النقاط الآتية:
• إن الحصار البحري الأمريكي – الأوروبي ضد إيران يعتبر وفقاً لبنود القانون الدولي يندرج ضمن إطار أفعال الحرب.
• الحصار البحري الأمريكي – الأوروبي ضد إيران سيركز على استخدام وسائط القوة البحرية المدعومة بواسطة القوة الجوية والبرية.
• الهدف الجزئي النوعي للحصار البحري الأمريكي – الأوروبي هو حرمان إيران من الحصول على المنتجات النفطية المتمثلة بالبنزين والجازولين وغيرها.
وتشير التحليلات إلى أن تنفيذ الهدف الجزئي النوعي سيؤدي إلى هدف كلي كمي يتمثل في تقويض الاقتصاد الإيراني ويمكن تفسير العلاقة بين الهدف الجزئي والهدف الكلي على النحو الآتي:
• إن إيران بلد منتج ومصدر للنفط.
• إن إيران بلد مستهلك للنفط بسبب عدد السكان البالغ 75 مليون نسمة.
• إن طاقة منشآت التكرير الإيرانية لا تستطيع إنتاج أكثر من 50% من احتياجات إيران من الوقود وتحديداً الجازولين والبنزين.
• إن إيران برغم تصديرها للنفط الخام فإنها تحصل على 50% من احتياجاتها من الجازولين والبنزين من الخليج العربي.
• نجاح الحصار الأمريكي – الأوروبي في حرمان إيران من احتياجاتها النفطية سيؤدي إلى عجز مقداره 50% في مصادر الطاقة الإيرانية.
• لن يتحمل الاقتصاد الإيراني عجزاً كبيراً كهذا وسيترتب على ذلك الضغوط الاقتصادية الداخلية وتصاعد السخط والمعارضة.
• تزايد السخط والمعارضة سيساعد في تسهيل مهمة حركات المعارضة السياسية الإيرانية وعلى وجه الخصوص التي تعمل انطلاقاً من بلوشستان وأذربيجان والعراق إضافةً إلى تفعيل الصراعات الإثنو-ثقافية الداخلية في إيران.
* خيار الضربة العسكرية ضد إيران: إشكالية صنع واتخاذ القرار الاستراتيجي:
تقول المعلومات والتسريبات بأن الأمريكيين قد وضعوا خطة لضرب إيران وأصبح الأمر التنفيذي جاهزاً على طاولة الرئيس بوش، وتقول المعلومات بأن الإسرائيليين قد وضعوا خطة لضرب إيران، وأن خطة مشتركة أمريكية – إسرائيلية قد تم وضعها لضرب إيران. وعلى خلفية ذلك يمكن افتراض وجود أكثر من خطة لضرب إيران وما هو أهم يتمثل في اتخاذ القرار بضرب إيران. ومن الواضح أن الخلاف ما زال قائماً على خط تل أبيب – واشنطن حول تنفيذ الضربة العسكرية وهذا الخلاف على ما يبدو يعود إلى عدد من المتغيرات التي من أبرزها:
• عدم موافقة البنتاغون والقادة العسكريين الأمريكيين مثل الأدميرال مولين رئيس هيئة رؤساء الأركان الأمريكية.
• الخلاف حول السياسة الخارجية الأمريكية بين معسكر ديك تشيني الذي يفضل خيار الحرب ومعسكر كوندوليزا رايس الذي يفضل الخيار الدبلوماسي.
• تأثير عامل اللايقين الاستخباري:
- عدم ثقة المخابرات الأمريكية في المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية.
- أكدت كل التخمينات بأن الضربة العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية أو المشتركة لن تكون كافية لإعاقة لا البرنامج النووي الإيراني ولا القدرات العسكرية الإيرانية.
- أكدت كل التخمينات بأن الرد الانتقامي الإيراني لا يمكن الحيلولة دونه إضافةً إلى أنه سوف يلحق الأضرار البالغة والخسائر الفادحة بالمصالح الأمريكية في الخليج العربي وآسيا الوسطى والقوقاز والعراق وشبه القارة الهندية وتحديداً في أفغانستان وباكستان وسيلحق الأضرار الفادحة بإسرائيل التي قد تصل إلى مرحلة الخطر الوجودي الذي يتمثل في إزالة إسرائيل من خريطة العالم كما هدد الرئيس أحمدي نجاد.
أشارت بعض التسريبات الأخيرة إلى الخلاف الأمريكي – الإسرائيلي الذي نشأ على خط واشنطن – تل أبيب بسبب قيام الإسرائيليين بتقديم طلب للإدارة الأمريكية بتزويد إسرائيل ببعض أنواع الأسلحة الأمريكية المتطورة وتقول المعلومات بأن خبراء البنتاغون قد أدركوا على الفور الطبيعة الهجومية لهذه الأسلحة وخمنوا أن إسرائيل تنوي استخدام هذه الأسلحة في تنفيذ عمل عسكري ضد إيران، وعلى خلفية هذا التفسير قرر الأمريكيون "تعليق" الاستجابة للطلب الإسرائيلي في الوقت الراهن على الأقل.
وتشير المعلومات التي أوردتها صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بأن إسرائيل تسعى بشدة وقوة من أجل تنفيذ الضربة العسكرية ولكنها وبسبب عدم توافر القدرات العسكرية الضرورية لتنفيذ الضربة فإن التفاهم الإسرائيلي – الأمريكي على خط واشنطن – تل أبيب يقضي بأن تنتظر إسرائيل ما ستسفر عنه الضغوط الدولية ضد إيران، وأكدت الصحيفة بأن واشنطن قد رفضت تزويد إسرائيل بالأسلحة الهجومية المتطورة المطلوبة، وبدلاً من ذلك قرر الأمريكيون تزويد إسرائيل بالقدرات الدفاعية الصاروخية التي ستعزز قدرة إسرائيل في حماية نفسها من خطر الهجمات الصاروخية السورية والإيرانية والفلسطينية أو تلك التي قد يشنها حزب الله اللبناني.
وتقول الصحيفة بأن الإسرائيليين يتوقعون أن تعلن إيران تجميد أو تعليق برنامجها النووي الحالي، وذلك إلى حين مرور الفترة المتبقية من إدارة بوش ومع ذلك يتوقع الإسرائيليون أن يوقع الرئيس الأمريكي قرار ضرب إيران بحلول تشرين الثاني 2008 القادم.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...