عباس يذعن لرايس والدم الفلسطيني لم يجف بعد

06-03-2008

عباس يذعن لرايس والدم الفلسطيني لم يجف بعد

فيما لم تجف بعد دماء أكثر من 130 من فلسطينيي غزة الذين أهلكتهم «محرقة» إسرائيل في القطاع، أذعن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لضغوط وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس، متعهدا أمس باستئناف المفاوضات مع الاشقيق الرضيعة أميرة أبو عصر يبكيها خلال تشييعها في غزة أمسحتلال، وذلك بعد ساعات فقط على اشتراطه «التهدئة» قبل معاودة المحادثات، وهو ما دفع حركة حماس الى اعتباره «رجلا ضعيفا»، فيما يدرس وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك إمكان طرد سكان أحياء بكاملها في غزة تطلق منها الصواريخ، وإطلاق يد الجيش فيها.
في غضون ذلك، سلم النائب عن حزب الليكود اليميني المعارض إسرائيل كاتز، رئيس الوزراء ايهود أولمرت، عريضة وقعها 73 نائبا من الائتلاف الحكومي والمعارضة، بينهم 25 من حزب «كديما» الحاكم، بالإضافة الى ثمانية وزراء، تعارض إجراء أي مفاوضات أو التعهد بالسماح بعودة لاجئين فلسطينيين الى أراضي الـ.48 وتطالب العريضة بألا تجري الحكومة أي مفاوضات، سرية أو علنية، حول حق العودة.
وفي القاهرة، اعتبر وزراء الخارجية العرب ما تقوم به إسرائيل في غزة «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، مجددين المطالبة برفع الحصار عن القطاع، كما شددوا على أنّ «مبادرة السلام العربية لا يمكن أن تظل قائمة من دون تجاوب حقيقي من إسرائيل».

وحذرت ثماني منظمات بريطانية غير حكومية، بينها «منظمة العفو الدولية» في بريطانيا و»اوكسفام»، في تقرير أصدرته امس، من أن «وضع 1.5 مليون فلسطيني في غزة هو الأسوأ منذ بداية الاحتلال العسكري الإسرائيلي في 1967» معتبرة «أن السياسة الدولية لعزل حماس لم تؤد الى أي شيء إيجابي».
ورسم التقرير صورة للقطاع وهو رهينة بيد الحصار، مشيرا الى أن ذلك زاد من الفقر وعطل خدمات التعليم وأدى الى تداعي خدمات الصحة والاستشفاء والمياه ونظام الصرف الصحي، كما جعل 1.1 مليون شخص، أي نحو 80 في المئة من سكان غزة، معتمدين على المساعدات الغذائية، فيما تبلغ نسبة البطالة 40 في المئة. وتسبب انهيار بنى تحتية أساسية، في إلقاء 50 مليون طن من المياه المبتذلة يوميا في مياه البحر المتوسط.
وقالت رايس، في مؤتمر صحافي مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني، «أبلغني الطرفان اعتزامهما استئناف المفاوضات وأنهما على تواصل بشأن كيفية تحقيق ذلك»، مضيفة «تحدثت الى أبو مازن ومن الواضح انه يريد أن يرى الهدوء يسود، وقد تحدث علنا عن رغبته في وقف لإطلاق النار، ولكن هذا الأمر ليس شرطا لاستئناف المحادثات».
وأوضحت رايس، التي التقت المفاوضين الفلسطينيين أحمد قريع وصائب عريقات، وباراك، قبل أن تتوجه الى بروكسل، أن الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني قد يجلسان الأسبوع المقبل «على الأرجح الخميس» بحضور الجنرال الأميركي وليام فرايزر الذي كلفه الرئيس جورج بوش في كانون الثاني الماضي متابعة تطبيق «خريطة الطريق». وأعلنت رايس أن مساعدها لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش يزور القاهرة للتباحث «حول الوضع في غزة»، مشددة على أن واشنطن «لا تقوم بأي نوع من الوساطة» لإرساء وقف لإطلاق النار.
وأجرى ولش، الذي وصل الى مصر آتياً من الأردن، محادثات في مطار القاهرة مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل.
وفي السياق، نقلت «رويترز» عن مسؤولين فلسطينيين أن مدير المخابرات المصرية عمر سليمان، الذي سيزور اسرائيل الاسبوع المقبل، سيقدم الى كل من حماس وتل أبيب اقتراحا من خمس نقاط لهدنة في غزة، يتضمن: حماس توقف إطلاق الصواريخ، اسرائيل توقف عملياتها العسكرية، اسرائيل تخفف حصارها على القطاع، اسرائيل تعيد فتح المعابر الرئيسية بين غزة والضفة الغربية، إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر، ولكن من دون أي دور للحركة في إدارته.
وفي الوقت ذاته، قالت مصادر إن ممثل حماس في بيروت أسامة حمدان بدأ زيارة الى السعودية.
وقالت ليفني، من جهتها، إن الطرفين وافقا خلال مؤتمر انابوليس على أن إسرائيل ستجري مفاوضات مع السلطة في الضفة الغربية، بينما «تواجه التحديات» في غزة.
وبعد تصريحات رايس، أصدر مكتب عباس بيانا لم يكرر شرطه بوقف العدوان من أجل استئناف المفاوضات. وأفاد البيان بأن رايس تبذل جهدا «من أجل تعزيز الهدوء المتبادل» موضحا «أن عملية السلام خيار استراتيجي، ولدينا العزم على استئناف عملية السلام والمفاوضات».
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن «الرئيس يؤكد أن لدينا النية لاستئناف عملية السلام والمفاوضات»
ونقلت «اسوشييتد برس» عن مسؤولين أميركيين أن ضغوطا مارستها رايس دفعت عباس للتراجع عن موقفه، ما سمح لها بالاعلان عن استئناف المفاوضات.
وأشارت «رويترز» الى أن رايس، التي اعتقدت صباحا أنها أقنعت عباس باستئناف المحادثات، قطعت غداء مع ليفني واتصلت بالرئيس الفلسطيني مستوضحة «شرطه». وقالت رايس للصحافيين المرافقين لها في الرحلة الى بروكسل «تحدثت مباشرة مع الرئيس عباس. لقد قال ان لا شرط» لمعاودة المفاوضات.
ونقلت «وكالة فرانس برس» عن مسؤول فلسطيني ان عباس رفض اقتراحا تقدمت به رايس، بعقد لقاء ثلاثي يجمعها مع أولمرت. وقال ان «عباس وافق على عقد لقاء بعد ثلاثة أسابيع مع أولمرت، لكن بعد أن تتضح نتائج الجهود الأميركية والمصرية لإنجاز تهدئة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وبعد أن يكون العدوان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية في الضفة وغزة قد توقف».
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الامنية المصغرة بعد اجتماعها امس انها قررت «وضع حد لإطلاق الصواريخ وأي تحركات إرهابية اخرى مصدرها غزة» موضحة أنها ترغب في «تشجيع مفاوضات السلام مع الفلسطينيين مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بحق مكافحة الإرهاب ومهاجمة نظام حماس وتجنب أزمة إنسانية في غزة».
وقال أولمرت «فوضت الحكومة (المصغرة) الأجهزة الأمنية اتخاذ سلسلة من الخطوات المختلفة لوقف إطلاق صواريخ قسام من غزة على اسرائيل. ثمة أمر ينبغي أن يكون واضحا: اذا لم تطلق أي صواريخ قسام على اسرائيل، فلن تشن اسرائيل هجوما على غزة.
ميدانيا، عثر في جباليا امس على جثة الفلسطيني نعيم حمدية (45 عاما)، الذي أصيب قبل أربعة أيام على الاقل خلال «المحرقة» الاسرائيلية في شمال القطاع، فيما توغلت امس قوة للاحتلال جنوبي القطاع، تصدت لها المقاومة.
الى ذلك، استشهد الفلسطيني محمد صولانية (40 عاما)، وهو بائع سيارات، وأصيب إسرائيلي، في حادث غامض في تركومية قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...