لعبة المساعدات في تكوين مثلث تل أبيب – واشنطن - القاهرة

16-01-2008

لعبة المساعدات في تكوين مثلث تل أبيب – واشنطن - القاهرة

الجمل: تراهن الحكومات والأنظمة على شعوبها إلا نظام حسني مبارك فهو يراهن على الولايات المتحدة الأمريكية والاعتماد عليها في كل شيء، وما لا يدركه نظام حسني مبارك حتى الآن، أن الإدارة الأمريكية أصبحت تراهن على إسرائيل التي بدورها تراهن على ضرورة إسقاط نظام حسني مبارك واستبداله بنظام أصولي إسلامي على النحو الذي يوفر لها ذريعة ومبرر إعادة احتلال سيناء المصرية وضمها إلى إسرائيل.
* مثلث تل أبيب – واشنطن – القاهرة:
يتميز مثلث تل أبيب – واشنطن – القاهرة بوجود لعبة متعاكسة تتضمن الكثير من الخفايا والتطورات الدراماتيكية المثيرة للانتباه:
• القاهرة: تلعب على خط مساعدة تل أبيب مقابل الحصول على الدعم من واشنطن.
• واشنطن: تلعب على خط دعم القاهرة مقابل دفعها إلى مساعدة تل أبيب.
• تل أبيب: تلعب على خط الضغط على واشنطن لكي تكون أكثر شحّاً في مساعدة القاهرة، بحيث لا تقدم إلا القليل مقابل قيام القاهرة بالكثير لمقابلة مطالب تل أبيب التي لا تنتهي إلا بالمزيد من المطالب الجديدة.
* معادلة مثلث تل أبيب – واشنطن – القاهرة: العامل الإسرائيلي:
خلال مرحلة ما قبل عام 2001م، كانت معادلة المثلث أكثر استقراراً وكانت متغيراتها الثلاثة تتميز بخاصية الجمع بين خصائص المتغير المستقل والمتغير التابع. ولكن بعد عام 2001م استقرت معالم معادلة المثلث على صيغة جديدة، أصبح فيها العامل الإسرائيلي يمثل المتغير المستقل والعامل الأمريكي يمثل المتغير التابع. بكلمات أخرى:
• تل أبيب تحدد ما هو مطلوب من القاهرة القيام به.
• واشنطن تؤكد للقاهرة أن الحصول على المساعدات لن يتم إلا بعد إنجاز ما طالبت به تل أبيب.
• القاهرة: ليس أمامها من خيار سوى تنفيذ ما هو مطلوب وبالمواصفات الإسرائيلية المحددة أو الامتناع و"الشرب من البحر".
* المساعدات الأمريكية لمصر: تقرير ناتان غوتمان:
نشر الموقع الإلكتروني الأمريكي فوروارد كوم تحليلاً حمل عنوان «التهديد بقطع المعونة الأمريكية يفتح صدعاً مع مصر» وأشار التقرير إلى النقاط الآتية:
• امتناع أنصار إسرائيل في واشنطن عن القيام بعرقلة الكونغرس الأمريكي بحجب المعونة الأمريكية المقدمة إلى مصر.
• امتناع أنصار إسرائيل عن مساعدة مصر يمثل نقطة تحول جديدة فقد كانوا في الماضي يدعمون بشدة تقديم المعونات إلى مصر بسبب التزامها بالسلام مع إسرائيل ومساعدتها.
• امتناع أنصار إسرائيل عن مساعدة مصر هو مؤشر لحدوث تطور جديد في توازنات خط تل أبيب – القاهرة.
• على مدى الثلاثين عاماً الماضية ظل أنصار إسرائيل لا يتوانون عن المبادرة بمطالبة الكونغرس والإدارة الأمريكية بتقديم المساعدات إلى مصر. ولكن موقفهم الأخير يدل على أن بعض "التقاليد الجديدة" قد بدأت تظهر في الأداء السلوكي إزاء مصر.
* تل أبيب وحملة بناء الذرائع ضد القاهرة:
لا يوجد أي دليل لدى تل أبيب أو لدى واشنطن بأن القاهرة تقدم المساعدات لحركة حماس أو للفصائل الفلسطينية المسلحة الناشطة في قطاع غزة. أما الأدلة المتوفرة عن عمليات التهريب تشير إلى الأطراف الآتية:
• قيام حركة حماس بإنشاء الممرات والأنفاق تحت الأرض والتي تربط بين مناطق قطاع غزة، وبعض المناطق على الجانب المصري، وتحديداً مدينة رفح المصرية التي يرتبط سكانها بأواصر القربى من سكان قطاع غزة، وهو أمر يعرفه ويدركه الإسرائيليون جيداً، خاصة أن هذه المنطقة سبق أن خضعت للاحتلال المباشر.
• تورط بعض العناصر الإسرائيلية في التعامل مع شبكات التهريب التابعة لحركة حماس وهو أمر ليس جديداً على الإسرائيليين فهناك إسرائيليون استطاع حزب الله اللبناني شراءهم و"تعاونوا" معه كثيراً في حرب صيف عام 2006م الماضي.
وبرغم ذلك، فإن إسرائيل على ما يبدو تخطط لتطبيق سيناريو القضاء على حركة فتح وزعيمها ياسر عرفات على النظام المصري وزعيمه حسني مبارك، وذلك على النحو الآتي:
• ارتباط ياسر عرفات مع إسرائيل باتفاقية أوسلو، ويرتبط حسني مبارك مع إسرائيل باتفاقية كامب ديفيد.
• مارست إسرائيل لعبة الـ"فرص" والـ"مخاطر" مع الزعيم ياسر عرفات، بحيث ظلت تقوم بحرمانه من فرص الحصول على ما يرغب عن طريق تحميله المسؤولية عن المخاطر التي تتعرض لها إسرائيل من جراء أنشطة حركة حماس المعادية لإسرائيل. والآن فإن بإمكان إسرائيل أن تلعب نفس اللعبة مع الزعيم حسني مبارك وذلك عن طريق حرمانه من فرص الحصول على ما يرغب عن طريق تحميله المسؤولية عن المخاطر المترتبة على الدعم الذي يصل إلى حركة حماس والأنفاق السرية التي أقامتها الحركة.
• عندما كانت حركة حماس توقف أنشطتها لمساعدة الزعيم ياسر عرفات كانت إسرائيل تقوم باستخدام "الأيادي الخفية" وتنفيذ العمليات السريّة التي توفر لها ذرائع تجديد الاتهامات وممارسة الضغوط ضد الزعيم ياسر عرفات. والآن بإمكان إسرائيل القيام بنفس اللعبة مع الزعيم المصري حسني مبارك وعلى ما يبدو فقد انخرطت إسرائيل تماماً وأصبحت غارقة حتى أذنيها في هذه اللعبة وذلك بدليل:
* اكتشاف أجهزة الأمن المصرية لعناصر إسرائيلية عسكرية ناشطة في عمليات التهريب من وإلى قطاع غزة.
* قيام تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية باتهام نظام مبارك بدعم حركة التهريب مع قطاع غزة.
وتقول المعلومات بان الرئيس مبارك قد استشاط غضباً إزاء تصريحات الوزيرة الإسرائيلية ناسياً بأن هذه الوزيرة هي من ابرز المرشحين لمنصب رئيس الوزراء الإسرائيلي وبأن هذه الوزيرة عندما أطلقت تصريحاتها التي أغضبت الزعيم المصري كانت في الواقع تلعب نفس اللعبة التي كان يلعبها رئيس الوزراء الإسرائيلي الجنرال إيهود باراك (حامل الماجستير في الفيزياء النظرية) ومخترع لعبة التلاعب بالزعيم ياسر عرفات، والأخطر من ذلك أن الوزيرة ليفني إذا لم  تنجح في الوصول على منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي فإن الذي سوف يصل إلى هذا المنصب هو باراك مخترع اللعبة والذي بلا شك سوف يكون خلال هذه الفترة قد اخترع موديل اللعبة الجديد: لعبة التلاعب الإسرائيلي بالزعيم حسني مبارك!!

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...