قتلة الشيخ أبو القعقاع تكفيريون كانوا في العراق
شُيع أمس جثمان الدكتور محمود غول اغاسي (أبو القعقاع) قرب مدينة حلب في شمال البلاد، بمشاركة آلاف من تلاميذه ومدير الأوقاف في المدينة رياض ملحم والشيخ عبدالله حسون شقيق مفتي سورية. ولم يصدر حتى بعد الظهر أي تعليق من الجهات الرسمية السورية يتعلق باغتياله أول من أمس او بمنفذيه وخلفياتهم.
وقال الشيخ سمير محمد غزال ابو خشبة نائب «أبو القعقاع» إن المسلح الذي اطلق أربع رصاصات على المغدور بعد صلاة الجمعة في حلب، تبين انه من ريف المدينة، وكان اعتقل لشهور لدى الاميركيين في العراق قبل ثلاث سنوات.
واضاف أبو خشبة ان المعلومات تفيد ان هذا المسلح وزميله الذي كان ينتظره في سيارة «بيك اب» للفرار بعد تنفيذ الاغتيال، هما من «مجموعة تكفيرية»، مشيراً الى انهما «على الأغلب جُنّدا في العراق لتنفيذ الاغتيال، وإلا ما الذي دفعه الى التورط في الاغتيال سوى العمالة للخارج».
وكان أحمد صالح حيدر، المسؤول الاعلامي لدى مؤسسة «غرباء الشام» الاعلامية التي يرأسها «أبو القعقاع»، طارد المسلح لدى محاولته الهروب بسيارة «بيك اب» الى الاراضي الزراعية في شمال البلاد. وقال انه من خلال «الحوار الذي دار بيننا خلال العراك على الأرض، يبدو انه رجل تكفيري»، مشيراً الى ان أحد المصابين خلال اطلاق النار هو عراقي كان يريد تسجيل ابنه بالثانوية الشرعية في حلب، من دون ان يعني ذلك انه شارك في عملية القتل. وأوضح أبو خشبة ان «ابو القعقاع» تعرض لتهديدات في بيانات من تكفيريين وتنظيم «القاعدة»، باعتبار انه «يمثل تياراً معتدلاً ولا يميز بين السني والشيعي، بل يركز على الجانب الانساني». وتداولت وسائل اعلام غربية معلومات عنه تفيد بأنه كان يجند «جهاديين» لقتال الأميركيين بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين. لكن ابو خشبة نفى ذلك، قائلاً: «انه لم يكن يرسل الشباب، بل كان يوجه الذين يريدون الجهاد في العراق وفي فلسطين... في بداية دعوتنا كانت لحانا طويلة، لكن عندما صار هناك تركيز على سورية من الغرب، وباعتبار اننا لا نريد ان نسبب أي حرج للحكومة اصدر الشيخ محمود فتوى بجواز تقصير اللحية ولبس البنطال والقميص».
واختلف مظهر «أبو القعقاع» كلياً العام الماضي، إذ قصّر لحيته وتخلى عن اللباس التقليدي، ليرتدي بدلة وساعة ذهبية. واجرى عددا من المقابلات التلفزيونية والصحافية في فندق فخم في دمشق. وتسلم قبل ثمانية شهور ادارة الثانوية الشرعية في حلب.
وأسس «أبو القعقاع» مؤسسة «غرباء الشام» قبل 14 عاماً، واطلق موقعاً الكترونياً يحمل الاسم نفسه لنشر خطاباته وصور للمقاتلين في افغانستان والشيشان. وأوضح ابو خشبة ان المؤسسة التي يشغلها حالياً «عبارة عن مؤسسة اعلامية لنشر البيانات والخطب»، مشيراً الى «اننا لا نزال نتعاطف مع الجهاد في أي مكان فيه محتل، لكننا لا نحرض الناس على الذهاب اليه، بل نشجع اهل المكان المحتل لمقاومة الاعداء».
وقال أبو خشبة ان غول اغاسي حصل على اجازة الدكتوراه في فن الدعوة من جامعة كراتشي في ايلول (سبتمبر) 2001. ولقب بـ «أبو القعقاع» نسبة الى ابنه البالغ ثماني سنوات، ولديه ايضاً جلنار والخنساء وسيف الله، علماً انه متزوج من امرأتين واحدة من حلب والثانية من دير الزور، شرق سورية.
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد