وفاة 5 ملايين مدخن سنوياً
في العالم نحو 3.1 مليار مدخن يحرقون حوالي/5/ تريليونات سيجارة سنوياً، ويقتل التدخين نحو/5/ ملايين شخص كل عام.
ويصيب ملايين اخرين باعتلالات تراوح من السرطان وامراض القلب الى الاضطرابات التنفسية، والعجز الجنسي، ومع ذلك مازال عدد المدخنين يزداد. لاسيما بين النساء والمراهقين تلبية لاغراءات صناعة السجائر التي تنفق على الاعلانات اكثر من اي صناعة اخرى.
وللاسف ظاهرة توسع انتشار التدخين ومخاطره اكثر ما تبدو في منطقة الشرق الاوسط.
في الحادي والثلاثين من شهر أيار كانت مناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، والذي صادف يوم الاربعاء الماضي، حيث ركزت منظمة الصحة العالمية في هذه المناسبة على منتجات تبغ اخرى غير السجائر.
وقالت المنظمة انه بالاضافة الى مواد مثل التنباك والتبغ والممضوغ، يكتسب تدخين الارجيلة شعبية متزايدة خاصة بين الشباب.
واشارت الى غياب الوعي بأن اي شكل من اشكال التبغ يضر بصحة الانسان بنفس قدر تدخين السجائر.
واضافت انه مع اتخاذ الحكومات في انحاء العالم لإجراءات اشد صرامة للحد من استخدام السجائر فإن هذه الصناعة اتجهت بقوة الى تسويق منتجات اخرى للتبغ خاصة بين الشباب من الجنسين.
وقالت المنظمة في تحذيرها ان الاشخاص الذين يدخنون التبغ المزود بالنكهات باستخدام الارجيلة، والتي كانت سائدة في الشرق الاوسط وبدأت تنتشر الان في مقاهي في انحاء اوروبا وامريكا الشمالية، يستنشقون كميات خطيرة من اول اكسيد الكربون والنيكوتين والقطران.
وقال دوجلاس بنشرة من منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي ان الاعتقاد بأن فلترة الدخان عبر مروره في مياه الارجيلة ربما يعزز الافتراض بأنها آمنة نسبياً.
وأضاف التقرير ان هناك ادلة متزايدة بأن تدخين الارجيلة يسبب امراض الرئة والامراض القلبية والسرطان.
جاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية ان التدخين سيكون اكبر مسبب للوفاة بحلول سنة 2030، متسبباً في قتل مايقرب من /10/ ملايين شخص كل عام وهذا الرقم يزيد من مجموع الوفيات المتوقعة الناجمة عن الالتهاب الرئوي، والامراض الاسهالية والسل ومضاعفات الولادة، وتبلغ نسبة من يتعرض من المدخنين الى خطر الوفاة بسبب التبغ واحداً من كل اثنين، ومع الانماط الحالية للتدخين، سوف يموت نحو 650 مليون شخص يعيشون الآن بسبب استخدامهم التبغ، ويقتل التدخين حالياً واحداً من كل عشرة اشخاص بالغين. وبحسب مجلة البيئة والتنمية التي استقينا من ملفها معظم هذه المعلومات ان احصاءات مركز مكافحة الامراض بينت ان التدخين مسؤول عن 440 الف وفاة سنوياً في الولايات المتحدة اي نحو وفاة من كل خمس وفيات، وثلثاها بين الرجال واكدت ان خطر الموت بسرطان الرئة اعلى22 مرة بين الرجال المدخنين و12 مرة بين النساء المدخنات، والنسبة اعلى بين الافارقة والاميركيين الاصليين ويزيد التدخين خطر الاصابة بكثير من امراض السرطان الاخرى، منها سرطان الانف والشفة والفم والبلعوم والحنجرة والمريء والمعدة والبنكرياس وعنق الرحم والمثانة والكلية والثدي والنخاع العظمي.
وفي الاحصاءات ايضاًِ ان المدخنين يصابون بأمراض القلب اكثر بمرتين الى 4 مرات من غير المدخنين، ويضاعف التدخين خطر الاصابة بالسكتة الدماغية، ويبطئ الدورة الدموية من خلال تضييق الشرايين واحتمال الاصابة بأمراض الشرايين هو اكثر 10 مرات لدى المدخنين، ويرتبط التدخين بزيادة 10 أضعاف لخطر الموت بداء الانسداد الرئوي المزمن، ونحو 90 في المئة من جميع الوفيات بهذا الداء تنسب الى تدخين السجائر. وللتدخين تأثيرات على الصحة الجنسية ومشاكل الطفولة بما في ذلك العقم والاسقاط والولادة قبل الاوان وانخفاض وزن المواليد والموت الفجائي للاطفال. ويزيد التدخين ترقق العظام، وتكون كثافتها ادنى لدى النساء المدخنات في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، ويزداد خطر اصابتهن بكسر في الورك، وفي تموز 2005 اكد باحثون طبيون في جامعة ارهوس الدنماركية في كوبنهاغن ان النساء اللاتي يدخن خلال فترة الحمل يزدن الى ثلاثة اضعاف احتمال اصابة اطفالهن بخلل الحركة المفرطة، ومن اعراضه النشاط العضلي المفرط وعدم التركيز والسلوك المتهور، وهي اكثر الاضطرابات العقلية انتشاراً في الطب النفسي للاطفال.
ويرتفع خطر الاصابة بمرض اللثة ست مرات لدى المدخنين، والاقلاع عن التدخين يقيهم خطر سقوط اسنانهم قبل موعدها وفق ماخلصت اليه دراسة في جامعة نيوكاسل البريطانية نشرت في تموز 2005 والمدخنون هم اكثر عرضة للاصابة بمرض اللثة بسبب اثر التدخين التدميري على الجهاز المناعي فتصبح اجسادهم اقل قدرة على مكافحة تكون البكتيريا والبلاك الذي يتراكم على الاسنان وتسبب البكتيريا التهابات في اللثة فتنحسر و تدمى، وفي الحالات الخطيرة تنحسر اللثة وتتآكل العظام التي تمسك الاسنان.
وأعلن باحثون بريطانيون في نيسان 2005 ان المدخنين يزداد احتمال اصابتهم ضعفين باختلال تحللي في العين هو من اهم مسببات العمى لدى المسنين، ومن المشاكل الصحية الاخرى التي يسببها التدخين: تجعد البشرة، اعتام عدسة العين كتاراكت او المياه الزرقاء، ضعف السمع وفقدانه، تسوس الاسنان، القرحة المعدية والتهابات الامعاء، اضعاف جهاز المناعة، اختلالات في الغدد الصم ولاينجو المرء من شر السجائر حتى لو كان غير مدخن، اذ يتعرض لدخان الاخرين في المنزل وموقع العمل وفي اماكن عامة كالحانات والمطاعم وغيرها، ويرتبط التدخين اللاإرادي بتزايد خطر الاصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب لدى البالغين غير المدخنين، كما ان الاطفال معرضون بشكل خاص للتدخين اللاإرادي بسبب عدم اكتمال نمو رئاتهم وهو يرتبط بتزايد خطر الموت المفاجئ والربو والالتهاب الشعبي وذات الرئة.
في حين انخفضت مستويات التدخين في البلدان المرتفعة الدخل، ازدادت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وتفيد احصاءات منظمة الصحة العالمية ان معدلات استهلاك التبغ في الشرق الاوسط ارتفعت 24% بين عامي 1990 و1997 وان الشرق الاوسط وآسيا الاقليمان الوحيدان في العالم اللذان زدات فيهما مبيعات السجائر خلال هذه الفترة، ونصف الرجال البالغين في الشرق الاوسط من المدخنين في لبنان تشير الاحصاءات الى ان اكثر من 53 في المئة من اللبنانيين يدخنون، 54 في المئة نساء، وهي النسبة الاكبر في بلدان اقليم شرق المتوسط، كما يدخن 45في المئة من المراهقين، ويموت سنوياً مابين 3500 و4000 لبناني ( نحو واحد في الالف من السكان) نتيجة الامراض التي يسببها التدخين وينضم الى قافلة المدخنين سنوياً نحو 30 الف شخص تراوحت اعمارهم بين 13 و20 سنة. ويستهلك اللبنانيون مابين 600 و700 مليون علبة سجائر سنوياً. اما الفاتورة الصحية التي تدفعها وزارة الصحة اللبنانية لعلاج الامراض الناجمة عن استهلاك التبغ فتفوق الارباح التي تتقاضاها الدولة من« ادارة حصر التبغ والتنباك » والتي تقدر بين 200 و250 مليون دولار سنوياً. وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول اقتصاديات التبغ في اقليم شرق المتوسط، تحتفظ مصربأعلى نسبة استهلاك للتبغ في العالم العربي، وقد ارتفعت من 12بليون سيجارة سنوياً في السبعينيات الى 52 بليوناً في 1997 وعلى مدى الثلاثين عاماً الماضية، ازداد عدد المدخنين بسرعة الزيادة السكانية نفسها، وهو مستمر في الازدياد بمعدل 8 في المئة سنوياً، وتقدر الكلفة السنوية المباشرة لمعالجة الامراض الناجمة عن استخدام التبغ في مصر بنحو 545 مليون دولار ويتسبب التدخين في 90 في المئة من حالات سرطان الرئة، ومما يضاعف المشكلة ان 85 في المئة من المدخنين في مصر يدخنون ايضاً الشيشة( النارجيلة).
ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية ان بلدان مجلس التعاون الخليجي تنفق 800 مليون دولار سنوياً على التبغ ويدخن 50 في المئة من الطلاب الخليجيين الذين تراوح اعمارهم بين 14 و18 عاماً. ونحو 25 في المئة منهم بدأ التدخين بين سن العاشرة والخامسة عشرة وبمعدل استهلاك يصل الى 2280 سيجارة لكل شخص سنوياً تأتي الكويت في المركز التاسع عشر على المستوى العالمي وتحتل السعودية المركز الثالث والعشرين بمعدل 2130 سيجارة، وهنالك 30 الف حالة وفاة سنوية تحدث من جراء التدخين في بلدان المجلس. ويذهب 15 في المئة من إجمالي التكاليف الطبية في بلدان المجلس حيث الرعاية الصحية مجانية، الى معالجة الامراض المتعلقة بالتدخين.
ولاتفرض بلدان المجلس اية ضرائب على المبيعات، وعندما زادت رسوم الجمارك وافقت شركات التبغ العالمية على تقديم نسبة راوحت بين 50 و65 في المئة من هذه الزيادة، وكان هذا متوقعاً لما تحققه من مكاسب هائلة على اية حال. وترى منظمة الصحة العالمية حاجة الى زيادة الاسعار 40 او 50 في المئة بل حتى 100 في المئة كي يمكن تحقيق تأثير وقد اوصى وزراء الصحة في مجلس التعاون بزيادة 200 في المئة على رسوم الجمارك،وباستخدام 0،5 في المئة من ضرائب التبغ في البحوث وبرامج المكافحة، وبأخذ نسبة 1 في المئة من الموزعين قبل البيع لتستخدمها وزارة الصحة في جهود مكافحة التدخين.
وتلفت منظمة الصحة العالمية ان الشركات المصنعة للتبغ تستخدم الاعلانات اكثر 50 في المئة من الشركات الصناعية الاخرى. وتنفق شركة« فيليب موريس» على الاعلانات في بلدان مجلس التعاون الخليجي 10 ملايين دولار، مما يجعلها من اكبر المعلنين في الاقليم، ومن هذا المبلغ، ينفق 9.3 ملايين دولار في الكويت و4.3 ملايين دولار في السعودية.
وقد اعترف مسؤولون في وزارة الصحة في الامارات بأن الجهود التي بذلوها على مدار السنوات الطويلة الماضية في مكافحة التدخين ذهبت سدى، بسبب النشاط الاعلاني الواسع لشركات التبع واغوائها الاطفال والمراهقين من خلال تبني رعاية الاحداث الرياضية والفنية، حتى في بعض المؤسسات الحكومية، واكدت الوزارة في احدث دراسة لها حول انتشار التدخين في الدولة ان النسبة بلغت 3.14 في المئة بين الطلاب و9.2 في المئة بين الطالبات، كما ان 25 في المئة من الطلبة جربوا التدخين لاول مرة قبل بلوغهم سن العاشرة، واكثر من 25 في المئة من الطلبة غير المدخنين واكثر من 60 في المئة من الطلبة المدخنين يتعرضون للتدخين اللاارادي في منازلهم والاماكن العامة، و20 في المئة قدمت لهم السجائر مجاناً من قبل احدى متدربات شركات التبغ، و50 في المئة قاموا بشراء السجائر من محال تجارية، ولم يرفض بيعها الى 80 في المئة منهم رغم صغر سنهم.
وكمثال على التدابير اعلنت عيادة مركز مكافحة التدخين في محافظة الاحساء السعودية انها عالجت 775 حالة ادمان خلال النصف الاول من سنة 2005 اقلع منهم51 مدخناً، ومازال الباقون يتابعون الجلسات العلاجية، وهذه واحدة من العيادات المنتشرة في انحاء السعودية وتتبع مديرية الشؤون الصحية في كل محافظة. وهي بالاضافة الى معالجة المدخنين تنظم محاضرات وتوزع مطبوعات وملصقات توعوية حول اخطار التدخين.
وفي أيلول 2005 منعت في سورية التدخين بكل أشكاله في جميع الوزارات والمنشآت والدوائر العامة، وطلب من الجهات العامة تخصيص حيز في كل منها للمدخنين، على أن تتوافر فيها الشروط الفنية والصحية المناسبة.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد