موشيه دايان أمر بمحو آثار قرى فلسطينية
أظهرت وثائق إسرائيلية، تنشرها صحيفة «هآرتس» في ملحقها الأسبوعي اليوم، أن الجيش الإسرائيلي عمل منذ قيام الدولة العبرية في العام 1948 على إزالة آثار قرى وبلدات عربية تم تهجير سكانها ومحوها من الوجود، وتنفيذ حملات غايتها تفجير مساجد وأضرحة أولياء بأوامر صادرة عن قائد الجبهة الجنوبية في حينه موشيه دايان.
وأشارت إحدى الوثائق إلى أنّه في شهر تموز1950 أصدر دايان، الذي تولى في سنوات لاحقة مناصب رفيعة بينها رئيس الأركان وحقائب وزارية عديدة بينها حقيبتا الدفاع والخارجية، أمراً بهدم مقام «مشهد النبي حسين» في مدينة مجدل عسقلان، الذي يعود إلى القرن الحادي عشر، ويعتقد أنّ رأس حفيد النبي محمد الإمام الحسين مدفون فيه.
وبحسب الوثائق، التي كشفها مؤخراً رئيس دائرة الآثار الإسرائيلية شموئيل ييفين، فإنّ حملة التفجير طالت أكثر من 120 مسجدا من أصل 160 كانت قائمة في القرى والمدن الفلسطينية قبل العام .1948 لكن هدم «مشهد النبي حسين» يتميز بوجود وثائق حول أوامر أصدرها دايان بتفجيره ضمن حملة شملت تدمير مسجدين آخرين على الأقل في يبنة، التي أصبحت مدينة يهودية باسم «يافنيه»، وأسدود التي أصبح اسمها «أشدود».
وكان ييفين طالب، في رسالة بعثها إلى رئيس أركان الجيش يغئال يادين، بأنه «في حال تقرر هدم مبان مقدسة، فإن الأصول والآداب تفرض بحث الأمر مع المؤسسات المشرفة على هذه المناطق والمباني والتشاور معها لإيجاد طرق لمنع عمليات التدمير»، داعياً إلى «محاكمة ومعاقبة الضابط المسؤول عن التفجير لأنه في هذه الحالة لم يكن هناك أي مبرر لتنفيذ عملية سريعة مشروطة بأعمال قتالية».
ورغم أن يادين كان عالم آثار فإنه لم يتأثر من أعمال تدمير مواقع مقدسة وذات أهمية أثرية وتاريخية بالغة، معتبراً أن شكوى ييفين لا تتضمن شيئا جديدا، لكنّه أكد أن «ما حدث خطأ ولن يتكرر مرة أخرى»، فيما ردّ دايان على رسالة ييفين قائلاً إن «التفجير تم على أيدي (قوات) منطقة السهل الداخلي وبموجب أمري أنا».
وفي رسالة بعث بها إلى يادين في تشرين الأول ,1950 اشتكى ييفين من تكرار عمليات تفجير المساجد خصوصاً مسجد يبنة، الذي ما زالت مئذنته قائمة حتى اليوم، مشيراً إلى أن «تفجير المساجد كان ظاهرة واسعة إلى درجة استدعت إصدار أوامر لوقفها».
المصدر: يو بي آي
إضافة تعليق جديد