جنود أيرلنديون يتحدثون عن تجربتهم ضمن بعثة الإندوف في الجولان

03-03-2024

جنود أيرلنديون يتحدثون عن تجربتهم ضمن بعثة الإندوف في الجولان

اليوم يوم مميز في حياة قوات الدفاع الأيرلندية بعدما حصلوا على ميداليات نهاية الخدمة التي قدمتها لهم الأمم المتحدة في احتفال أقيم في ساعة مبكرة من الصباح في مخيم الفوار.

في سوريا، يمثل الشباب والشابات من كتيبة المشاة 68 التابعة لقوات الدفاع الأيرلندية والذين بينهم شاب سيبلغ قريباً الحادية والعشرين من عمره، وأم لثلاثة أولاد، شريحة متنوعة من الشعب الأيرلندي ويشمل هؤلاء الجنود مجندين جددا في الجيش ويتدرجون في الرتب والخبرات وصولاً إلى جنود يتمتعون بخبرة كبيرة في المجال العسكري.

آخر مفرزة لقوات حفظ السلام

فُرز 133 جنديا إلى تلك القاعدة التي تبعد 60 كيلومتراً عن العاصمة السورية، كما أن هذه هي الرحلة الأولى خارج البلد بالنسبة لـ 34 من هؤلاء الجنود.

وبالسفر إلى مرتفعات الجولان حيث جرى نشر هؤلاء الجنود الأيرلنديين قبل مغادرتهم لسوريا في نيسان المقبل، تبين بأن قاعدتهم العسكرية تقع على مقربة من الحدود السورية مع كل من لبنان والجولان المحتل.

وهذه الدفعة من الجنود الأيرلنديين تمثل آخر مفرزة لقوات حفظ السلام ضمن بعثة الأمم المتحدة لقوات مراقبة فض الاشتباك (الإندوف).

انضم قائد أركان قوات الإندوف الكولونيل ويليام نورتي ونائب رئيس الأركان في الجيش الأيرلندي اللواء أدريان أومورتشو للضابط قائد المهمة اللواء أوليفر كلير في تقديم الميداليات لجنود البعثة.

وهكذا سار الجنود ضمن تشكيلاتهم العسكرية إلى الساحة التي أقيم فيها احتفال قصير بهذه المناسبة.

بعد ذلك أجرى الصحفيون لقاءات مع بعض الجنود تحدثوا فيه عن تجربتهم في سوريا ومشاعرهم تجاه حياتهم في بلدهم، فتحدثت الرقيب صابرينا روتش وهي رئيسة قسم التموين عن دورها في إدارة عمليات الصيانة والجاهزية بالنسبة لحاملات الجنود المصفحة.

“أسرة عسكرية”

تضم هذه البعثة امرأتين: إحداهما صابرينا وهي أم لثلاثة أولاد ظلوا في أيرلندا حيث يعتني بهم زوجها، وهو أيضاً جندي لدى قوات الدفاع، وقد عاد إلى بلده بعد بعثة أمضاها في كوسوفو في شهر أيار الماضي، وبعده أرسلت صابرينا إلى سوريا في شهر تشرين الأول.

تخبرنا صابرينا بأن الوضع قد يكون خطراً، لكن عائلتها عسكرية، إذ يتدرب أحد أولادها في الكلية العسكرية حالياً ليصبح ضابطاً، وتعلق على تجربتها بالقول: “من الصعب الابتعاد عن الأسرة، إذ هيأت أولادي نفسياً استعداداً لرحيلي، كما علي أن أتأكد من وجود عناية بالكل وبأن الجميع أمورهم بخير، بيد أن سفري ووجودي هنا شيء عظيم نظراً لوجود الإنترنت وهكذا أستطيع أن أتواصل مع أهلي على الدوام، أي بوسعي أن أتصل بهم ويتصلوا بي كما أنني متاحة طوال الوقت ولا توجد أي مشكلة بتاتاً”.

في مقابلة أجريت مع النقيب كاثال أوينز ذكر بأن هذه أول مرة يسافر فيها بمهمة خارج بلده، ووصف تجربته بالعظيمة، ولهذا رد عندما سئل إن كان يرغب بتكرارها بالقول: “بكل تأكيد، فأنا أعشق السفر وأحب التعرف إلى البيئات والثقافات”.

تجربة جديدة في بلد جديد

أما أصغر جندي ضمن المهمة فعمره عشرون عاماً وهو المجند ماثيو كويرك ومن المقرر أن يحتفل بعيد ميلاده الحادي والعشرين في سوريا خلال الأسابيع المقبلة. يعمل كويرك قناصاً ضمن قوة الرد السريع المكلفة بتأمين المناطق التي عليهم أن يردوا فيها ويؤمنوها، وعن تجربته يقول: “لقد استمتعت بها كثيراً، فقد كانت تجربة جديدة في بلد جديد علمني كثيرا عن عملي كما اطلعت على ثقافات مختلفة ولهذا كانت تجربة ممتعة للغاية. والحقيقة أني لم أكن متشجعاً للقدوم إلى هنا ولكن نظراً للتدريب الذي تلقيناه صرت على استعداد للسفر، وكنا متيقنين من أن الشباب من حولنا يعرفون ما يفعلون تماماً”.

يخبرنا المجند لدى القوات الجوية شون رينسفورد وهو شخص متخصص بالاتصالات الحربية وموجات الراديو، بأنه مع بعثة الإندوف كانت المرة الأولى التي يغادر من أجلها بلده، ويقول بأنه يعتز بحصوله على ميداليته، ويضيف: “إنني سعيد بأداء هذه المهمة وفخور بها لأنها المرة الأولى في حياتي التي آتي بها إلى هنا”.

يخبرنا هذا الشاب بأنه قبل انضمامه إلى الجيش كان يعمل في مجال النجارة والحدادة وبأنه كان يكره كل ثانية أمضاها في هذا العمل، ولهذا انتسب إلى الجيش ليغير مجاله.

كان دارن برينان يدرس التقانة الطبية في الجامعة، ولكن عندما وصل إلى منتصف طريقه الأكاديمي أدرك أنه يرغب بالانتساب إلى الجيش، وعن ذلك يقول: “كنت أهتم بالجيش على الدوام، ولهذا بينما كنت أحضر محاضراتي في الجامعة أدركت أخيراً بأني لا أستطيع أن أكمل هذا المشوار وأن أبقى خلف المقاعد الدراسية، ولذلك انتسبت إلى الجيش حتى أسافر وأجرب أموراً مختلفة، فاستمتعت بكوني جندياً لديه مهمات في الخارج بما أن هذه التجارب تحفز الأدرينالين على الارتفاع ولهذا فإن الجندي يبتسم وهو يهرول استعداداً للبعثة التي سيسافر من أجلها”.

خبرة كبيرة مع الإندوف

خدم الرقيب نييل نيلكران في بعثات حفظ السلام مرة في لبنان ومرتين في التشاد وأربع مرات في سوريا، وعن ذلك يقول: “من المحزن أننا سنغادر، وأنا متأكد من أن السوريين حزينون على فراقنا أيضاً”.

سافر نيلكران مرات عديدة لينفذ مهاماً خارج بلده، ويصف تلك التجارب بأنها مليئة بالتحديات لكنها مفيدة للغاية، ويخبرنا بأنه يستمتع بالتعاون مع جنود في بلاد أخرى، إذ يقول: “إن هذه المهمة تقوم إما على أن تكون شيئاً أو تنهي كل شيء في المجال العسكري، وذلك بالنسبة للشباب الذين أتوا إلى هنا، لأن هذه المنطقة منطقة خطيرة، ثم إن كل من يأتون إلى هنا سيغادرون بحال أفضل مهنياً مما كانوا عليه في أول بعثة لهم”.

يذكر أن قوات الإندوف تأسست في أيار من عام 1974 عقب الاتفاق على فض الاشتباك بين القوات السورية والإسرائيلية في الجولان، حيث تشرف تلك القوات على تنفيذ اتفاقية فض الاشتباك، وقد أخذت أيرلندا تشارك في تلك البعثة منذ حزيران 2013.

المصدر: The Journal

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...