نهر القيامة الجليدي يهدد بإغراق مساحات شاسعة من اليابسة

11-10-2022

نهر القيامة الجليدي يهدد بإغراق مساحات شاسعة من اليابسة

كشف فريق بحثي دولي متعدد الجنسيات أن أحد أكثر الأنهار الجليدية التي انصب عليها انتباه العلماء، في غربي القارة القطبية الجنوبية، ويدعى نهر ثوايتس، يتآكل بمعدل غير مسبوق مقارنة بالعقود السابقة، ما يهدد المدن الساحلية حول العالم.


يذكر أن الأنهار الجليدية هي التعبير الذي نصف به كتلًا هائلة من الثلوج تتحرك ببطء شديد على الأرض، وتتكون في المناطق الباردة مثل القارة القطبية الجنوبية والقطب الشمالي وفي أعالي الجبال.

انهيار تاريخي خطير:

أثناء رصد نتائج البحث العلمي، الذي نشرته دورية “نيتشر جيو ساينس” 
(Nature Geoscience)، فقد أطلق الفريق البحثي مركبة روبوتية حديثة محملة بأجهزة استشعار دقيقة خلال رحلة استكشافية في صيف عام 2019.

في الصيف، تخفف درجة الحرارة من كميات الثلوج في محيط القارة القطبية الجنوبية، وقد مكّن ذلك المركبة من الغوص لمدة 20 ساعة والتقاط صور لـ 160 نتوءا جبليا بارزا في مقدمة النهر الجليدي، كانت غارقة في المحيط.

ووفق الدراسة، فإن نهر ثوايتس الجليدي خلال 200 سنة مضت، وبشكل خاص في النصف الثاني من القرن الـ 20، كان ينهار بمعدل الضعف مقارنة بتاريخه السابق لتلك الفترة.

وبناء على ذلك، يتوقع الباحثون رصد تغيرات كبيرة في ذوبان النهر الجليدي خلال الفترة الزمنية المقبلة، ما يشير إلى ضرورة مراقبة النهر بصورة أكثر كثافة بداية من الآن.

ليس نهرًا بل كارثة متحركة!

يلفت نهر ثوايتس انتباه الباحثين بشكل خاص بسبب ضخامته وخطورته، حيث يساوي في مساحته تقريبا ضعف شبه جزيرة سيناء المصرية، بطول حوالي 700 كيلومتر، ومنذ السبعينيات من القرن الماضي كان العلماء يعرفون أن هذا النهر الجليدي بات نقطة اهتمام دقيق، حيث توقع فريق من الباحثين أن تيارات المحيط الدافئة تذيبه من الأسفل بسرعة.

ويمثل ذلك درجة واسعة من الخطورة، فوفق بيان صحفي أصدرته جامعة جنوب فلوريدا المشاركة في الدراسة، يمكن أن يرفع ذوبان هذا النهر الجليدي كاملا مستوى سطح البحر بين 1 و3 أمتار كاملة، ولهذا السبب تحديدا أطلق عليه لقب نهر “يوم القيامة الجليدي” (Doomsday Glacier).

ومع بذل جهد بحثي أكبر خلال العقدين الماضيين، تبين أن أثر الاحترار العالمي قد طال النهر الجليدي الهائل.

وفي دراسة أخرى صدرت في يونيو/حزيران الماضي بنفس الدورية، تبين أن ثوايتس يذوب بمعدلات سريعة لدرجة ستجعله يسهم بارتفاع مقداره 3.4 أمتار في ارتفاع مستوى سطح البحر بكل العالم، وذلك فقط خلال عدة قرون.

وقد وجدت تلك الدراسة أنه خلال 5 آلاف سنة مضت لم تشهد تلك المنطقة من القارة القطبية الجنوبية ذوبانا كالذي يحدث الآن، بسبب الاحترار العالمي.

بينما تذوب الأنهار الجليدية في مكان تتبخر غيرها في مكان آخر:

باتت الآن شرايين المياه في أوروبا تحت خطر كبير، خصوصًا بعد أن سجلت القارة العجوز درجات حرارة قياسية، تسببت في تبخر مياه أنهارها الكبيرة، كما تهدد بتبخير نحو 80 مليار دولار من اقتصاد الاتحاد الأوروبي.

نهر الراين والذي كان يعتبر أحد أهم أعمدة الاقتصاد في ألمانيا وهولندا وسويسرا لعدة قرون، أصابه الجفاف بقوة، مما يعيق حركة السفن.

كما أن درجات الحرارة المرتفعة بالأنهار، جعلت من مياه نهري “رون” و“غارون” بفرنسا دافئة لدرجة باتت لا تسمح بتبريد مفعلات فرنسا النووية بشكل فعال، أما نهر “بو” في إيطاليا فقد شهد انخفاضًا كبيرا بمنسوب المياه فيه، فبات غير كاف لري حقول الأرز.

وأما نهر الدانوب، والذي يشق طريقه عبر مساحة 1800 ميل بين وسط أوروبا والبحر الأسود، يجف هو الآخر، مما يعيق حركة تجارة الحبوب وغيرها.


وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...