الميليشيات الكردية خائفة وتواصل تحشيدها: أردوغان جاد في تهديداته
وسط تكثيف أميركا وتركيا لمباحثاتهما لإقامة ما تسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة شرق الفرات، أكدت الميليشيات الكردية، أمس، أنها تأخذ تهديدات النظام التركي بدفنها بالتراب على محمل الجد وواصلت تحشيدها في الشمال على الحدود مع تركيا.
وقال مصدر إعلامي من «قسد» وفق مواقع إلكترونية معارضة: إن رتلاً مؤلفاً من 60 عربة عسكرية وشاحنة تقل تعزيزات لوجستية خرج من منطقة تل بيدر بالحسكة إلى قاعدتي عين عيسى والجلبية العسكريتين شمال الرقة.
وذكر المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن هذه التعزيزات تأتي ضمن سلسلة المساعدات العسكرية التي تقدمها قوات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن لـ«قسد».وسبق أن أرسلت «قسد» تعزيزات تضم نحو مئة من مسلحيها وذخائر أسلحة خفيفة ومتوسطة إضافة إلى حواجز إسمنتية، وصلت إلى قرية «قرنفل تحتاني» شرق تل أبيض، قادمة من القاعدة العسكرية في بلدة عين عيسى.
يأتي ذلك عقب تصريحات من النظام التركي أكد فيها أنه سيبدأ عملية عسكرية ضد «الوحدات» الكردية، إذا لم تؤسس ما تسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة.على خط مواز، نقل موقع «باسنيوز» الإلكتروني الكردي، عن عضو ما يسمى «الهيئة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي»، آلدار خليل، أن «أردوغان جاد في تهديداته» وادعى بأنه «حين يقول (أردوغان) سأدفنكم تحت التراب، فليس مُستبعداً أن يتفق مع النظام وروسيا، بحيث يُسلم إدلب للنظام بشرط السماح له بشن هجمات على مناطق شمال وشرق سورية».
ودعا خليل إلى استنفار ما سماها «طاقات الشعب في مختلف الصُعُد الإعلامية والتنظيمية والحماية والدبلوماسية والاقتصادية في وجه التهديدات التي يُطلقها أردوغان».وتتناقض تصريحات خليل الجديدة مع تصريحات له أطلقها منذ أيام قليلة أعلن فيها أنه «ليس لديهم مشكلة في إقامة «منطقة آمنة» شمال شرق سورية بعمق 5 كم»، وتشدق بكلام عن حسن الجوار مع النظام التركي.
ترافقت تحذيرات خليل، في حين تتواصل المباحثات الأميركية التركية على قدم وساق لإقامة «الآمنة»، حيث طرح المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري رؤية جديدة لبلاده حول تشكيل «المنطقة الآمنة»، بحسب مواقع الكترونية معارضة أشارت إلى أن هذه الرؤية قد تساعد في تسريع حدوث «الآمنة» خلال الفترة القريبة المقبلة.
واللافت أن جيفري استبعد في الرؤية الجديدة «قسد» و«الوحدات الكردية» من المشاركة بإدارة «المنطقة الآمنة»، بقوله: إن «رؤية أميركا الجديدة بشأن المنطقة الآمنة هو أن تكون إدارة المنطقة مشتركة بين القوات التركية والأميركية».
واضاف: «غير أن عمق المنطقة الآمنة المناسب من وجهة نظرنا هو بين 5-15 كم على أن يتم سحب الأسلحة الثقيلة إلى أكثر من ذلك»، مشيراً إلى أنه «لا يزال هناك بعض الخلافات بين تركيا وأميركا، وأن المباحثات مستمرة من أجل تجاوزها».
ويوم الجمعة نشرت وزارة الدفاع التركية بياناً ذكرت فيه أنه من المقرر أن يتواصل غداً «العمل المشترك» بين المسؤولين العسكريين الأميركيين ونظرائهم الأتراك في مقر وزارة الدفاع التركية بأنقرة، بشأن «المنطقة الآمنة».
وأوضحت أن المسؤولين العسكريين الأميركيين سيزورون تركيا الإثنين لمناقشة «المنطقة الآمنة»، بعد أن كان الاجتماع الأول في هذا الإطار انعقد في 23 تموز الماضي.وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة خارجية النظام التركي، حامي أقصوي، الجمعة: إن بلاده ستضطر لإنشاء منطقة آمنة بمفردها في سورية في حال عدم التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة في هذا الشأن، بحسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء.
ووقع بعد منتصف ليل الجمعة– السبت، تبادل لإطلاق القذائف بين جيش الاحتلال التركي وميليشيات حزب «الاتحاد الديمقراطي– با يا دا» الكردي التي تعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية جناحه العسكري، وذلك في محيط مدينة القامشلي شمال الحسكة، بحسب مواقع إلكترونية معارضة.
إلى ذلك، أكد القائم بأعمال الممثلية الدائمة لتركيا لدى الأمم المتحدة، رؤوف ألب دنكطاش، رفض أنقرة أي مساع أممية من شأنها إضفاء شرعية على «الوحدات».
الوطن - وكالات
إضافة تعليق جديد