تجربة مبتكرة في سوريا: تحويل "المبرات" إلى صالات ثقافية
تجربة مبتكرة انطلقت من بلدة "الشيخ سعد" في طرطوس السورية، بتحويل أماكن التعزية "المبرات"، إلى صالات للأمسيات الثقافية.
الموت الذي يخيم فوق سوريا منذ سنوات، فرض وجود ما يعرف بالمبرات، وهي التي لا تخلو منها قرية أو تجمع سكاني مهما كان صغيراً، وهي تشاد بمجهود وتمويل أهلي.
"لماذا لا نستثمر هذه المبرات بنشاط ثقافي مثلاً، خاصة أنه لا يوجد مركز ثقافي في البلدة التي يقارب سكانها 50 ألفاً" يقول الأديب علي مرعي الذي أحيا أمسية ثقافية في باحة مبرة الشيخ مسلم في بلدة الشيخ سعد، تمحورت حول القرية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
يضيف مرعي إنه طرح الفكرة منذ أيام، ولاقت استحساناً، "المبرة منشأة كلف بناؤها نحو 10 ملايين ليرة، فلماذا تقتصر على التعازي؟ يجب أن نبادر لنفعل شيئاً فالمبرة يمكن أن تحوي مكتبة، وأنشطة ثقافية، تضم لقاءات دائمة".
ويؤكد مرعي أن ثمة قرى أخرى مجاورة ستبدأ فيها تجارب مماثلة في تحويل المبرات إلى صالات للاستخدامات الثقافية.
المحامي والأديب لؤي إسماعيل يصف التجربة بأنها "نوعية، كون المبرات تستخدم للتعازي، أما اليوم فقد خرجت من هذا الطوق التقليدي لها لتصبح بمثابة مركز ثقافي"
ويضيف أن الأمسية غيرت الفكرة النمطية عن المبرات التي "صارت بتلك التجربة ترتبط بالحياة أيضاً، وليس فقط بالموت" ويؤكد أن الفكرة لاقت قبولاً وأنها ستؤسس لحركة ثقافية جديدة.
ويرى إسماعيل أن التجربة ستنتشر، و"ما حصل اليوم سيبنى عليه، لأنه بمثابة انطلاقة أولى سيعقبها تجارب مماثلة، خاصة أن الناس ورغم ظروف الحرب ما زالت متعطشة للعلم والثقافة"
ظروف الحرب ساهمت في انتشار المبرات، لتصبح من المنشآت الضرورية في كل قرية، وربما يكون تراجع أعداد ضحايا تلك الحرب واحداً مما يدفع باتجاه تحويل تلك المنشآت لتقوم بوظائف أخرى أقرب إلى الحياة منها إلى الموت.
أسامة يونس: RT
إضافة تعليق جديد