«نيويورك تايمز»: داعش لم يختف والحديث عن هزيمته تجاهل لدروس التاريخ
أعلنت الشيشان أن مواطنيها، توقفوا تماماً عن السفر إلى خارج البلاد للمشاركة في نشاط الجماعات الإرهابية، خلال عام 2018، على حين اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن تنظيم داعش الإرهابي لم يختف بعد، وأن الحديث عن هزيمته «تجاهل لدروس التاريخ».
وكتب رئيس جمهورية الشيشان الروسية، رمضان قديروف، على صفحته في الإنترنت: «من الملفت للنظر أنه لم يجر في عام 2018 تسجيل ولو حالة مغادرة واحدة لمواطنين من جمهورية الشيشان للانخراط خارج البلاد في نشاطات الجماعات الإرهابية».
على خط مواز، نشرت «نيويورك تايمز» الأميركية، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، تقريراً تتحدث فيه عن قيام تنظيم داعش، بتنفيذ 1200 هجوم بعد إعلان هزيمته، مشيرة إلى أن التنظيم لم يختف بعد.
واعتبرت الصحيفة الحديث عن هزيمة تنظيم داعش، كما قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، «تجاهلاً لدروس التاريخ».ونقلت الصحيفة عن المستشار في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، ومؤلف تقرير صدر حديثاً عن التنظيم، سيث جونز، قوله: «يخطئ الناس عندما يعتقدون أنه عندما تخسر مناطق فإنك ستواصل الخسارة. عندما تخسر مناطق، يقرر الخاسر التحول نحو إستراتيجية حرب العصابات، وأساليب تضم اغتيالات وكمائن وتفجيرات… بهذه الطريقة تواجه فيها عدوك».
ودللت الصحيفة على ذلك بالهجوم الذي وقع، الأسبوع الماضي، على مطعم في مدينة منبج، والذي قتل فيه 15 شخصاً، بينهم أربعة أميركيين، معتبرة أنه «دليل على خطورة التنظيم».
ونقل التقرير عن المتحدث باسم ما يسمى «المجلس العسكري لمدينة منبج»، شروان درويش، قوله: «يعرف الجميع، وقلنا هذا من قبل، أن المعركة ضد تنظيم داعش لم تنته، ولم يختف خطره».
ولفت التقرير، إلى أن إعلان ترامب عن هزيمة التنظيم، تعتبر المرة الثانية التي يقال فيها إن التنظيم هُزم.
وذكرت الصحيفة أن الدواعش شنوا بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن هزيمة التنظيم في عام 2018، نحو 1200 هجوم.
وبحسب التقرير، فإن التنظيم يحاول إظهار أن خروج الولايات المتحدة دليل على أنه تفوق على العملية الأميركية، ففي شريط فيديو بصوت أحد مسؤولي الدعاية المشهورين، ترجمان أسورتي، تباهى فيه كيف أصبح التنظيم قوياً أكثر من القوات الأميركية المنسحبة، وقال: «عندما أعلن أوباما الخروج الأميركي من العراق كانت نار حربنا في العراق مشتعلة.. اليوم لا تزال الحرب مشتعلة في العراق وسورية واليمن وأفغانستان وصحراء سيناء وشرق إفريقية وليبيا».
ونقلت الصحيفة عن المدير السابق للأبحاث في مركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية «ويست بوينت» العسكرية المعروفة بـ«ريان فيشمان»، قوله: «من الواضح أن الجماعة أقوى مما كان عليه تنظيم داعش في العراق».
كما نقلت الصحيفة، عن المحلل حسن حسن، من مركز التحرير في واشنطن، قوله: إن التنظيم بدأ بالتحول نحو حرب العصابات في عام 2016، وقبل عام كامل من خسارته معظم المناطق، ووثق حسن في بداية 2016 كيف قام التنظيم بعمليات انتحارية استهدفت حكام المناطق الجدد، التي خرج منها بهدف التسبب بأكبر قدر من الأضرار وليس استعادتها.
ولفت التقرير إلى أن الزميل البارز في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، مايكل نايتس، وثق كيف استهدف التنظيم وبدقة مخاتير القرى وشيوخها والساسة المحليين، وتساءل قائلاً: «لو جاء تنظيم داعش في كل شهر من العام وقتل أهم شخص في البلد فهذا يعني أنك لم تتحرر».
وأشار نايتس، إلى أن أساليب التنظيم تكشف عن الأساليب التي أدت إلى ولادته من جديد ذاتها، و«اكتشفوا أنك لست بحاجة للقيام بـ6 آلاف عملية في الشهر، لكن عليك قتل أهم 50 شخصاً في كل شهر».
وبحسب الصحيفة، فإن التنظيم يتحدث في أدبياته عن المرحلة الجديدة وهي «الرصد»، وقال حسن: إن «الدواعش ينفقون وقتاً طويلاً لمراقبة روتين القوات الأمنية في البلد، ويبحثون عن الثغرات الأمنية وأوقات الحركة.. عندما ترى الثغرات تبدأ بالعمل من خلالها».
وأول من أمس، توعّد داعش، وفق وكالة «أ ف ب»، القوات الأميركية في صفوف «التحالف الدولي»، بشن المزيد من الهجمات ضدها، بعد ساعات من تبنيه تفجيراً انتحارياً استهدف رتلاً تابعاً لها في ريف الحسكة الجنوبي في شمال شرق البلاد، وبعد 3 أيام على تفجير منبج.
وفي بيان نقلته حسابات تابعة للتنظيم على تطبيق «تلغرام»، مساء الإثنين، توعد داعش القوات الأميركية وحلفائها برؤية «ما تشيب من هوله رؤوسهم»، مؤكداً أن «ما حلّ بهم في الحسكة ومنبج أول الغيث».
الوطن
إضافة تعليق جديد