عيدية الطفل السوري
لم يفلح أحمد الطفل ذو التسع سنوات بجمع أكثر من ألف ليرة عيدية في عيد الفطر الماضي، ويبدو أن الحال لن يختلف أيضاً في عيد الأضحى.
والده ما زال عاطلاً عن العمل، جده استشهد في الحرب، أما أقاربه فقد فرقتهم الحرب وأبعدتهم واحداً تلو الآخر، كما أن نزوحه إلى محافظة أخرى جعله يعيش وحيداً دون معارف أو جيران.
حال أحمد يشاركه بها معظم الأطفال السوريين، ويبدو أن عيدية الطفل السوري لن تختلف هذا العام عما كانت عليه في الأعوام السابقة، ولن يجد الصغار ما يفرحهم حتى في أقسى الظروف المعيشية التي لم يسلموا رغم صغر سنهم من
مكابدتها.
يقول أحمد لـ "بزنس 2 بزنس": “أنا سعيدٌ بالعيدية التي تلقيتها هذا العيد من أمي وأبي، هي فقط ألف ليرة اشتريت بنصفها والباقي خبأته”. وقارن أحمد العيد بين عام 2013 والعام الحالي، واصفًا أعياده في عام 2013 بأنها أكثر بركةً، مضيفاً: "كنت أجمع عيدية (محرزة) وأحصل على الكثير من النقود، كنت أصرفها كلها في شراء الألعاب أو إمضاء الوقت في مدينة الملاهي".
من جهته قال سامر (12 عامًا)، "كنا نجمع قبل الأزمة من 100 إلى 200 ليرة كانت العيدية يومها لها قيمة، بـ 50 ليرة سورية كنا نملأ كيسًا كبيرًا من البطاطا (شيبس) ومأكولات العيد، حاليًا 50 ليرة لا تشتري شيئًا".
ويضيف متحسراً: " تلقيت هذا العام مبلغ 2000 ليرة عيدية صرفتها على ألعاب الكمبيوتر وبعض الحلويات فقط".
يحيى (17 عاماً)، فتى حلبي حصل على العيدية أيضاً، لكنه لم يصرفها بنفس الطريقة التقليدية التي يصرفها جميع الأطفال بل وفرها للمواصلات، “غلاء الأسعار، إيجار البيت ودفع الفواتير، الحياة أصبحت تقتصر على تأمين الأكل والشرب، كنا قبل الأزمة نعيش في بيتنا بحلب ونصرف كما نشاء، أما الآن بعد أن نزحنا إلى دمشق فيجب أن نقتصد”.
أما أبو علي فيقول لموقع "بزنس 2 بزنس": "لم أعطي عيدية لأطفالي هذا العام لأن مرتبي البالغ 35 ألف ليرة لا يسمح بأن أعطي كلاً من أطفالي الثلاثة عيدية، لكنني استبدلت العيدية بهدية بسيطة، فالعيدية لا تقتصر على المادة، بل هي فرحة للطفل حسب الاستطاعة".
وبالرغم من أن أطفال سوريا قد ألِفوا شكل الصواريخ ولون الدماء ورائحة الموت والدمار، فلا عيد مر أمامهم ولا هم يذكرون بقايا أعيادهم، إلا أن عيديتهم تبقى ببساطتها راسخةً في ثقافة السوريين وتقليد لا بد منه حتى في ظل أسوأ الظروف.
فاطمة عمراني - B2B
إضافة تعليق جديد