علماء يحضِّرون للزراعة على المريخ

18-05-2016

علماء يحضِّرون للزراعة على المريخ

يعمل علماء في هولندا على زراعة نبات في دفيئات تحاكي ظروف كوكب المرّيخ، اعتقاداً منهم أنَّ أسهل وسيلة لإطعام روّاد فضاء قد يزورون سطح الكوكب الأحمر، هي زراعة طعامهم هناك.
وفي أرض حمراء تشبه السطح القاحل الصخري للمريخ، تمكّن الباحث في جامعة فاغينيغن، فيغر فاملينك، حتّى الآن، من زراعة الفجل والجرجير، ويطمح إلى جعل زراعة الطماطم ممكنة في المريخ، عبر الاستعانة بمصابيح «ليد».
ولأنَّ الحصول على عيّنات حقيقيّة من سطح المريخ أمرٌ مستحيل حالياً، طلب الباحث من وكالة الفضاء الأميركيّة «ناسا» تزويده بـ 100 كيلوغرام من التربة المشابهة لتربة الكوكب تُستخدم في التجارب العلميّة، حين بدأ أبحاثه العام 2013.
وزرع في التربة 14 نوعاً من النبات، من بينها الطماطم وعدد من الخضار وأنواع برية.
ويقول الباحث، الذي نشرت مجلة «بلوس وان» في العام 2014 تقارير مفصّلة عن أبحاثه، إنَّ «الزراعة في هذه التربة فريدة جداً، لم يكن أحد قادراً على توقّع النتيجة بما في ذلك وكالة ناسا».
ولمَّا بدأ الباحث ريّ التربة، تبيّن أنها امتصّت المياه بشكل جيّد، ونمَا فيها النبات سريعاً، ثمّ أزهر، «وهو ما لم يكن متوقّعاً».
لكن السؤال الذي ما زال يُشغل بال الباحث: هل هذه الخضار مناسبة كغذاء؟
 فتربة المريخ، مثل التربة في بعض مناطق الأرض، تحتوي على معادن ثقيلة لا تؤذي نمو النبات، ولكنّها قد تكون سامة للإنسان. إذ أظهرت التحليلات وجود الزرنيخ أو الزئبق أو الرصاص وغيرها في هذه الأنواع من الخضار، لكن ذلك لم يشعر الباحث بالإحباط، بل دفعه إلى البحث عن حلول منها زراعة أنواع من النبات مهمّتها امتصاص المعادن الثقيلة من التربة.
غير أنَّ هذه الأبحاث لا تعني أنَّ الإنسان بات قادراً على الزراعة الآن في الفضاء، فهذه التجارب تقتصر على نوعية التربة، ولا تتطرّق بعد إلى عوامل أخرى حاسمة في نموّ النبات، كالبرد القارس ونقص الأوكسجين.
وبحسب الباحث، يجب إنشاء بيئة ذات ظروف مشابهة للأرض حيث يمنع الغلاف الجوّي تسرّب الاشعاعات الكونيّة التي تتلف الحمض الريبي النووي للنبات. ويفكّر الباحث في أن تكون «المزارع الفضائيّة»، التي يحلم بها، عبارة عن حاويات تحت سطح الكوكب تضاء بمصابيح «ليد».
ومن متطلّبات الزراعة أيضاً وجود المياه، وهو موجود فعلاً في المريخ والقمر، ولكن على شكل جليد.
إلَّا أنَّ أسئلة أخرى لا يمكن الإجابة عنها، إلَّا حين تبدأ الزراعة فعلاً في الفضاء، منها أثر البكتيريات على نمو النبات، وتأثير ضعف الجاذبيّة عليها أيضاً.
وتعتزم وكالة الفضاء الأوروبيّة إرسال رواد فضاء إلى المريخ في العقد المقبل أو الذي يليه، في الوقت الذي تعمل مجموعة «مارس وان»، و»مارس كولونيال ترانسبورتر»، على مشروع إنشاء مستعمرة على سطح الكوكب.

(أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...