الأمم المتحدة على «تويتر» مشغولة بالأوزي
فاجأت الأمم المتحدة متابعيها على «تويتر» بمنشور تعليمي حول كيفية طبخ طبق الأوزي، ما أثار ردود فعل غاضبة، بسبب تزامن التغريدة مع ارتفاع وتيرة الحرب في سوريا ومقتل أكثر من 70 مدنياً وإصابة أكثر من 500 آخرين في مدينة حلب، خلال الأيام الستة الماضية.
وجاءت تغريدة حساب الأمم المتحدة الناطق بالعربيّة، كترويج لمشروع يقدمه «برنامج الأغذية العالمي» بعنوان «وصفة من بلدي»، يعتمد على تقديم الوصفات من قبل مستفيدين من «هبات» الأمم المتحدة التي تمنحهم فرصة التسوق وطبخ وجبات تقليدية لعائلاتهم، بدلاً من المساعدات الغذائية الجاهزة والمعلبة. وكان المشروع يحمل اسم «شيف القسائم» قبل أن يتحوَّل اسمه إلى «وصفة من بلدي».
تزامنت تغريدة الأمم المتحدة عن الأوزي مع تدهور اتفاقية «وقف الأعمال العدائية» وارتفاع وتيرة المعارك، وما يوازيها من قصف عنيف كان المدنيون ضحيته الوحيدة، ما جعلها مستفزّة لكثيرين.
في التقرير المصوّر المضمّن في التغريدة، تتحدث الأمم المتحدة عن زيارة إلى عائلة سورية مهجرة من مدينة حلب تقطن في مخيم كاركاميس في تركيا، حيث تستقبل منتهى ووالدتها وحيدة مندوبي «برنامج الأغذية العالمي»، وتعدّان طبق الأوزي الشعبيّ السوريّ، مع شرح مكوناته بشكل دقيق.
رواد «تويتر» أعادوا تغريد الرابط، مرفقاً بتعليقات ساخرة وغاضبة، إلى جانب صور لضحايا الحرب السورية مقرونة بتعليقات من قبيل «الطبخة السوريّة».
وعلى الرغم من تحوّل التعليقات في بعض الأحيان إلى جدل سياسي بين «مؤيد» للحكومة السورية و «معارض» لها، إلا أن جميع المعلقين على التغريدة اتفقوا على أن «المنشور وقح»، في حين اعتبره البعض «يمثل الدور الحقيقي للأمم المتحدة التي لا تعرف إلا جمع الأموال والقلق».
ليست المشكلة بالتوقيت الذي اختارته الأمم المتحدة لنشر موضوعها عن الأوزي فحسب، بل تتعدى ذلك بكثير. فتقصير الأمم المتحدة في سوريا، واقتصار نشاطها على الناحية الإعلامية، وبعض الأعمال الجزئيّة، وعجزها المطلق أمام هول الحرب السورية تعتبر المشكلة الأبرز بالنسبة للمنظمة الأممية، ما يفسر حجم الغضب الذي انهال عليها بعد نشرها هذا الموضوع الروتيني، وغير الجديد.
تجدر الإشارة إلى أنّ معظم العائلات السوريّة لم تعد قادرة على طبخ الأوزي، نظراً لمكوّناتها الباهظة الثمن، فما بالك باللاجئين الذين لا يصلهم إلا الفتات، ما يزيد من الحرج الذي وضعت الأمم المتحدة، وبرنامجها الغذائي، نفسها فيه. وما زاد الطين بلّة أنّ التغريدة استخدمت للترويج لفكرة صرف رواتب للمحتاجين بدلاً من المساعدات الغذائية بهدف تمكينهم من تحضير وجباتهم بأنفسهم... فهل تكفي تلك الرواتب لطبخ الأوزي أصلاً؟
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد