الحياة في الرقّة بحسب «بي بي سي»: عودة «شاهد العيان»
عرضت «بي بي سي» حديثاً سلسلة رسوم متحرّكة قصيرة، تروي بأجزائها الأربعة شكل الحياة في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش». تحمل السلسلة عنوان «يوميّات الرقّة: الحياة في ظل تنظيم الدولة الإسلامية»، وعرضت كأجزاء لرواية «شاهد عيان» يعيش في المدينة، تبلغ مدّة كلّ جزء حوالي ثلاث دقائق.
لم تأتِ «بي بي سي» بأيّ جديد لناحية رسم الحياة في الرقّة، بعدما سبق لوسائل إعلام أخرى دخول المدينة، منها موقع «فايس» الذي نفّذ وثائقيًّا في العام 2014. لكنّ الهيئة اختارت الترويج لوجهة نظرها المعتمدة من الأزمة السوريّة حاليًّاً، أيّ تحميل روسيا والحكومة السوريّة و «داعش» المسؤوليّات ذاتها.
تعرّف الشبكة عن السلسلة الجديدة بالقول: «على مدى الأشهر الثلاثة الماضية قام نادر إبراهيم من فريق «بي بي سي العربية»، ومايك تومسون من برنامج «توداي» بالتواصل مع أحد النشطاء في مجموعة تسمى «الشرقية 24»، في المنطقة الشرقية من سوريا. احتفظ الناشط بيوميات حول طبيعة الحياة في ظلّ تنظيم «الدولة الإسلامية». قامت «بي بي سي» بتغيير بعض تفاصيل القصّة، وإعادة تسجيلها بصوت آخر لحماية هوية الناشط».
تبدأ اليوميّات من سيطرة التنظيم على الرقة في العام 2014. يسرد الشاهد العيان تفاصيل غارة شنّتها طائرات حربيّة سوريّة قال إنها تسببت بمقتل والده وإصابة والدته، قبل أن ينتقل للحديث عن اقتحام «داعش» للمدينة والسيطرة عليها. علماً أن ما فعله التنظيم فعلياً كان طرد الفصائل الأخرى التي شاركت بالسيطرة على الرقّة، وهي فصائل متنوعة ذات طابع «جهادي» أبرزها «أحرار الشام».
يصف شاهد «بي بي سي» عمليات جلد وقطع للرؤوس نفّذها «داعش»، ويحكي عن القوانين التي بدأ بفرضها على المواطنين، من نقاب، وفرض «زكاة»، ومنع التدخين، ودروس دين، وطرح أسئلة على المارّة في الشارع عن أداء فروض الصلاة، وغيرها... في إحدى اللقطات يروي الشاهد كيف تعرضت شقيقته لنزف خلال حملها وكيف حاول إسعافها إلى طبيب تبيّن أنّه أغلق عيادته.
يروي الشاهد بعض تفاصيل غارات «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة، ويصفها بأنّها «دقيقة طالت معظم المباني التي يقطنها مسلحو داعش»، في حين أشار إلى إنّ «غارات المقاتلات الروسية استهدفت المدنيين وتسببت بمجازر في سوق المدينة».
لم تقدم سلسلة «يوميّات الرقّة: الحياة في ظل تنظيم الدولة الإسلامية» أي جديد يذكر، رغم استخدامها تقنيات جديدة في التعامل مع الحدث السوري. فكلّ وسائل الإعلام تقوم على مدار الساعة بعرض أخبار تتحدث عن ممارسات تنظيم «داعش». كذلك يضجّ سجلّ التنظيم بمئات المقاطع المصورة التي يوثّق من خلالها شكل الحياة في كنفه، وبواقعيّة أكثر، لا تحتاج إلى شاهد عيان باسم مستعار، ورسوم متحرّكة، وصوت مموّه لسرد الحكاية.
تقدّم «بي بي سي» رؤية جديدة في الشكل لما تشهده الرقّة، من خلال الرسوم المتحرّكة، إلا أن العمود الفقري للسلسلة يعود بنا إلى نقطة انطلاق الأزمة السوريّة في سرديّتها الإعلاميّة، أيّ رواية القصّة على لسان «الشاهد العيان».
نينار الخطيب
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد