فشل الاتفاق على هدنة الغوطة الشرقية
انحسرت العمليات العسكرية على أطراف الغوطة الشرقية لدمشق، صباح الخميس، على الرغم من عدم توصّل الحكومة السورية والفصائل المقاتلة الى اتفاق لوقف إطلاق النار في المنطقة.
وأوضح مصدر أمني سوري رفيع لوكالة "فرانس برس" أن الاتصالات "لا تزال في بدايتها وقد تحتاج لأيام أو أسابيع كي تُثمر عن نتائج"، مؤكداً في الوقت ذاته "نحن منفتحون على أي تسوية توقف سيل الدماء".
وأُعلن الاربعاء عن مفاوضات تجري بين الحكومة وممثلين عن الفصائل للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار لمدة أسبوعين في الغوطة الشرقية التي تُعد أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق ويُحاصرها الجيش السوري منذ عامين.
ويُعدّ "جيش الاسلام"، أكبر التشكيلات المقاتلة في ريف دمشق، المفاوض الرئيسي من جهة الفصائل بحسب "المرصد"، في حين أوضح المصدر الأمني السوري أن "للحلفاء الروس دوراً مباشراً في التواصل مع الجهات التي تدعم الفصائل المُسلّحة".
وأقرّ بوجود "محادثات تجري بين الحكومة ومجموعات مُسلّحة في الغوطة الشرقية لوضع حد للعمليات العسكرية".
وبحسب عبد الرحمن، فإن الفشل في الاتفاق على وقف لإطلاق النار كان يفترض أن يدخل حيز التنفيذ عند السادسة من صباح اليوم بتوقيت دمشق (04:00 بتوقيت غرينتش)، مرتبط بوجود "تباين في وجهات النظر بشأن بعض البنود التي يتضمّنها الاتفاق لا سيما المتعلّقة بإدخال المساعدات الغذائية والإفراج عن المخطوفين العلويين تحديداً" الذين يحتجزهم "جيش الاسلام".
وأشار وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية علي حيدر في حديث لإذاعة "شام أف أم" المُقرّبة من السلطات ليل الاربعاء إلى "صعوبات لوجستية لوقف العمليات العسكرية".
وشهدت أبرز الجبهات العسكرية في الغوطة الشرقية هدوءاً حذراً في ساعات الصباح الاولى.
وقال أحد الشبان من دوما، رافضاً الكشف عن اسمه، وهو مقاتل (26 عاماً) مع أحد تشكيلات "جيش الاسلام": "اعتدنا الاستيقاظ على صوت الطائرات لكن هدوءاً لافتاً صباح اليوم شهدته مدينة دوما"، مضيفاً: "تعبنا من الحرب الطويلة".
وأضاف: "طرحت مبادرة الهدنة أكثر من مرة خلال العام الماضي، لكننا بحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى"، موضحاً "جاء الشتاء وليس لدينا إلا الحطب لنتدفأ عليه".
على الضفة الأخرى، تُحافظ قوات النظام على جهوزيتها في الخطوط الأمامية على جبهات جوبر وحرستا.
وقال سائر (28 عاماً) الذي التحق بمناوبته الصباحية المعتادة مع أحد تشكيلات قوات الدفاع الوطني المساندة للجيش في ضاحية الأسد المجاورة لحرستا: "هذا الصباح يبدو هادئاً حتى اللحظة (...) نحن لا نثق بالمُسلّحين وجهوزيتنا على حالها".
وأضاف: "حتى يوم أمس، كانت قذائف الهاون تسقط علينا"، مؤكداً أننا "لم نتلقّ أي أمر عسكري جديد، والمعتاد أن نردّ بالمدفعية على المناطق التي يرصد منها إطلاق قذائف هاون".
وتأتي المباحثات بشأن هدنة في الغوطة الشرقية بعد توصّل الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في أيلول الماضي، بإشراف الأمم المتحدة، إلى هدنة تشمل مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من القوات النظامية في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من فصائل اسلامية ومقاتلة في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد.
في ريف حمص الشمالي، اندلعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في الأطراف الغربية لمدينة تلبيسة وسط قصف من طائرات الجيش السوري على مناطق الاشتباكات.
ودارت اشتباكات بين مسلّحي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش" والجيش السوري في الطريق الواصل بين منطقتي الحدث وحوارين، وسط تقدّم للقوات النظامية التي سيطرت على تلة في المنطقة.
وفي ريف حمص الجنوبي الشرقي، قُتل ثمانية مسلحين على الأقل من "داعش" خلال القصف والاشتباكات مع الجيش السوري، والتي انتهت بسيطرة القوات النظامية على قرية الحدث.
وفي ريف اللاذقية الشمالي، جدّد الجيش السوري قصفها على مناطق في جبل التركمان، بالتزامن مع اشتباكات مع اندلعت في منطقتي الدغمشلية ودير حنا.
ونفّذت طائرات حربية، يُعتقد أنها روسية، ضربات عدة على أماكن في بلدة مسكنة الخاضعة لسيطرة "داعش" في ريف حلب الشرقي، وفق ما ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وسقطت قذائف صاروخية عدة أطلقتها فصائل مُسلّحة على حي جمعية الزهراء غرب حلب، من دون أنباء عن إصابات.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد