انتخابات النواب على الأبواب و الشعب مطنش
الجمل- حسان عمر القالش: لا يبدو أن السوريين مطشوشين أو أنهم مدركين أن انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) صارت قاب قوسين أو أدنى من أن يفكر فيها ويحضر لها – ستجري في أواسط آذار القادم - ..ربما ما يدفعهم الى الامعان في سباتهم واهمالهم لها هو صدور القانون ايـّـاه الذي يسعّر ويضع سقوفا للمصاريف المليونية للحملات الانتخابية, فمع وجود تلك المصاريف التي تحولت عندنا عادة وإرثا ديمقراطيا, كان الناس ينظرون الى الموسم الانتخابي كموسم خير لبعضهم ربما ممن سيشارك في ايصال أحد ما الى البرلمان, أو كموسم "تغيير جو" كحد أدنى حيث تتبدل أجواء البلد بمدنه وقراه, وتنزاح الرتابة قليلا عن خمول الناس السياسي..(؟).
كيف سيهتموا وهم ظنوا أن صدور قانون (تعديل المادة /24/ من قانون الانتخابات الصادر بالمرسوم التشريعى رقم /26/ لعام /1973/ ) والذي يتضمن ( تحديد سقف الانفاق المالى على الدعاية الانتخابية للمرشح بمبلغ قدره ثلاثة ملايين ليرة سورية ) سيجعل من "أكلة" الانتخابات أكلة بلا ملح, أي بلا رشى و هدايا.. كمبيوترات موبايلات..خطوط خلوية..وحتى بيجامات رياضة, أو طرابيش – أوراق النقد من فئة الخمسمائة أو الألف ليرة – هذا ما يظنه مهند مثلا, الا أن باسل زميله في كلية الاقتصاد يخالفه الرأي: " وجدوا لها تخريجة" ويذكّره بالتعديل أو "الحل - المخرج " الذي أضافه مجلس الشعب عند اقرار القانون والذي " سيوفر على السادة النواب الحرج وسواد الوجه تجاه جماهيرهم " وفي التعديل:(..لا تدخل فيها نفقات واجور ممثلي المرشحين على صناديق الاقتراع..). ولم يخلوا كلام الشباب من غمزة بأن السوريين هم "أشطر" من يكوّع بين زوايا القوانين. مايؤكد نظرتنا هذه تجاه التعديل هو قول مصدر نيابي لـ(الجمل) بأن النواب المستقلين هم من كان وراءه بعد أن هاجوا وماجوا من القانون بصيغته الأولى.
زياد من ناحيته واثق بأن الموسم "لن يروح" عليه, هو الذي يعمل في تعقيب المعاملات التي تحتاج الواسطات والرشوة, حيث يستفيد من زحمة الشام ويرتزق من ظاهرة الأعمال غير الشرعية يضطر إليها صاحب دخل غير شرعي, فزياد عمل في الموسم الانتخابي السابق مع مرشحين اثنين في وقت واحد, بقي هكذا الى يوم الادلاء بالأصوات, فكلّف فتى من حارته بالوقوف على صندوق أحد المرشحين وبأجر 500 ليرة, وذهب بنفسه ليشرف على صندوق الثاني الذي بدا أنه أكثر ملاءة ودسامة من الأول..
نذكر هنا تصريحات صحافية كثيرة نشرت عبر الاعلام أشعلت حماسة الناس وزغاريد البشائر, فالسيدة وصال بكداش قالت لـ(الخليج 3 – 3 – 2006 ) : " إن قانون الانتخابات الجديد، الذي توقعت أن يصدر بنهاية شهر مارس/آذار الجاري، ينص في مواده على تخفيض سن المرشح لعضوية مجلس الشعب من 28 إلى 25 سنة، كما ســمــح بتشكيل قوائم انتخابية لبقية المرشحين الـمـسـتـقـلـيـن خارج قوائم الجبهة الوطنية التقدمية، أي يمكن لعدد من الشباب أو المرشحين أن يشكلوا قوائم خاصة بهم مما يفسح المجال للمشاركة في الانتخابات التشريعية لمختلف شرائح المجتمع من تجّار ومثقفين وكتّاب وغير ذلك". كما تذكر "السفير 5 – 5 – 2006 " بأنها (علمت أن مجلس الشعب السوري شكل لجنة من ثمانية أعضاء بهدف وضع قانون جديد للانتخابات التشريعية في سوريا. وقالت مصادر في مجلس الشعب، لـ"السفير" إن رئيس المجلس محمود الأبرش منح اللجنة حتى نهاية ايار الحالي لتعلن نتائج عملها. وأضافت أن قرار التشكيل تضمن وضع قانون انتخابات جديد عصري يناسب متطلبات المرحلة الجديدة في سوريا)...لكن نعود لقولنا بأن رفقا بالمواطن من الخبريات والتصاريح الصحافية, خاصة بعد أن غادرتنا الـ2006 ناكثة بوعودها.
وطالما أن الشأن اللبناني طاغ على يومياتنا وثرثراتنا, فأيام الانتخابات في طرطوس تشهد بزوغ وميلاد أكثر من "قرش" يشتري الأصوات سواء بالقدرات التوظيفية لمؤسساته التجارية أو بالتغلغل فجأة في المجتمع والظهور والتردد على المناسبات الاجتماعية كمجالس العزاء و الأعياد الدينية, وحيث تفرض عاداتنا القروية تقديم مساهمة مادية – رمزية كعرف – فتذبح العجول ويوزع اللحم وتبدأ أصفار أرقام ما صرف بالتزايد من أول أذن يصلها الخبر في "السهل" الى أقصى أذن في " دوير رسلان".
في طرطوس ستعود عصبية العائلة و الضيعة تدور وترقص الدبكة في بيوت وجهاء المحافظة في استنساخ كاريكاتوري لمشاهد اقطاعية "دايــت", فيجلس المرشح تماما كـ"البيك" متصدرا مجلسا حافلا بالأزلام وشباب الضيعة – الجامعيين بمعظمهم - يحومون حوله في لقطة تحاول أن تشعرك بأنك في خلية نحلهم المتميز. وستحدث قصص كالتي صارت في أثناء معمعة دورة انتخابية سابقة وبينما كان الشباب يلصقون صور مرشح ضيعتهم "المزمن " في حارات "الدريكيش" وقف رجل أمامهم وقال مشيرا الى صورة المرشح "اشتغـلتـلـّوا ببلاش ومن قلبي.. حتى نجح.. ذهبت عنده بحثاَ عن وظيفة لابني فما تحرك له لا جفن ولا سماعة تلفون..".
هذا ولم نتحدث بعد عن التعيين أو "التكليف الحزبي" لافرق..وقول أحد الرفاق النواب وهو من أعيان الريف لصديقه النافذ الموسر الراغب بترشيح ابنه "النصف جامعي" الى المجلس على قائمة الجبهة بأنها "بسيطة" فبعد الواسطة والمعارف, اذا تأمن "رضى" قائد الشرطة والمحافظ فالأمور سهلة.
ويبقى أن نقول ومن الآن للسادة الذين سيترشحوا وسواء نجحوا – الله يبارك – أو لا, أن يزيلوا صور طلعاتهم الباسمة من على الطرقات وأبواب البيوت ولافتات المحال بعد نهاية الانتخابات حرصا على مابقي من جمالية المرفق العام وسلامة شاخصات المرور الطرقية وحتى لا يخدش حياؤنا السياسي بالمعـيـّة...عندها نعود الى رتابة حياتنا وروتيننا ونقول للذي ياخـــد النيابــة : يا عمـي.
الجمل
التعليقات
الإنتخابات
نعم ..نعم..نعم
تحية طيبة و
هل الاعضاء الجد
إضافة تعليق جديد