السيدة السماوية " ستناي " في المدونات الشركسية القديمة
يتم الخلط دائماً بين الشركس في منطقة الهلال الخصيب أو سوريا العظمى كمجموعة بشرية و بين مجموعة من سكان جبال القوقاز
و ينظر اليهم على انهم من اصول قوقازية هاجرت الى اقاليم متعددة من ارجاء الهلال الخصيب و ان لا علاقة تربطهم في الماضي مع شعوب تلك المنطقة السورية التي يطلق عليها بعض المختصين اسم / القوس الحضاري/ الممتد من طرف نهر النيل الى فلسطين و سورية الحالية و لبنان و العراق و الاردن و ختى هضبة الاناضول و سواحل البحر الاسود. و جدير بالذكر هنا ان الاناضول اسم سوري /حثي قديم يعني المشرق أو الشرق الادنى. و ان السوريين في عهدهم الحثي اسسوا امبروطورية عظى شملت كل تلك المناطق و منذ اللالف الثالث قبل الميلاد. ضمت دون شك الشركس و الاكراد و الارمن/ ايضاً /جبال ارارات / هذا امر لا يشير إليه احد من البحاثة إلا فيما ندر.بينما نعلم أن الامبرطورية الحثية السورية الاولى و الثانية عرفت مجموعات بشرية ارية-اوروبية-متوسطية-و هندو اوروبية اختلطت ببعضها البعض كما حدث في العهد السومري الاسبق حيث اختلط العرق المتوسطي -الاموري-السوري مع العرق السومري و حيث ايضا نشأت امبروطورية سورية كبرى على عهد الملك /سرجون الكبير أو شرعو-كين/ ثم امبروطورية اخرى ضمت كل تلك المجموعات البشرية على عهد الملك الشهير / حمورابي/ الالف الثاني قبل الميلاد .و اثناء ذلك تم صهر اللغات و الديانات و الثقافات و المجتمعات في مزيج واحد نشأت عنه مع الزمن ما نسميه اليوم الآمة السورية. و لقد كان الارمن و الشركس من ضمن هذا المزيج و لا يزال الامر كذلك الى اليوم و لا يمكن ان يتبدل و من يتعمق في البحث في اللغة المحكية في كل انحاء( قوس الحضارة ) يلاحظ ان اكثر المفردات المستعملة يوميا هي متأتية من جذور سومرية-بابلية-اشورية- حثية -حورية-كنعانية-فينيفية-سريانية او ارامية و ايضا فيها جذور كردية و جذور ارمنية و جذور شركسية قديمة جداً بالاضافة الى المفردات الهندية السنسكريتية .و هو امر ينطبق ايضا على ما اعتدنا على تسميته باللغة العربية الفصحى و التي ليست في اصولها سوى انصهار كل ما ذكرنا من لفات سورية في لغة واحدة اتفق على تسميتها اللغة العربية و كان الاجدر ان تسمى اللغة السورية الفصحى. و يكفي أن نقرأ معاجم و شروح من اطلق عليهم اسم النحويين و فقهاء اللغة العربية لندرك مدى تخبط هؤلاء في شرح ما لا يخصى من الكلمات و ردها الى اصل بدوي عربي لا يتطابق مع الحقيقة اللغوية و لا مع دلالة المعنى الصحيح في شئ. و يكفي مثالا هنا على ذلك ان نذكر كلمة / الكوثر/ القرانية و التي لم يعرفوا دلالتها فقالوا انها اسم نهر في الجنة.بينما الكلمة موجودة في لغاتنا السورية القديمة و تعني / المعرفة العليا / كما تأتي في نصوص /اوغاريت-سورية/ منتصف الالف الثاني ق.م
الشركس الذين نتحدث عنها هنا ، و هم يسمون انفسهم و بلغتهم /اديغا/ كانوا كما اثبتت الدراسات التاريخية الحديثة البعيدة عن العقائد المتزمتة و التطرف الديني مزيجاً من الحثيين-الحوريين السوريين و ايضا و من السومريين السوريين القدماء كما تبين دراسة اصول تفرعات اللغة الشركسية و اصول النظرة الروحية -الدينية الشركسية في المعتقدات الشركسية القديمة. و نلاحظ شبه عجيب بين العمامة السومرية السوداء لتي نراها على رؤوس الملوك و الامراء السومريين في المنحوتات و التماثيل التي كشفت عنها الارض و بين العمامة السوداء التي يستعملها الشركس و الى اليوم كغطاء للرأس في لبا سهم التقليدي كدلالة على سمو المكانة و التي يسمونها بلغتهم / قلبق/ و نلا حظ ان القسم الاول من الكلمة الشركسية يتطابق لغويا و صوتياً مع كلمة / جال* تلفظ الجيم مصرية / السومرية و التي تعني كبير المقام او العالي المكانة او الملك. و هنا اشير إلى دلالة اسم شركس من خلال تحليلي له لغويا و صوتيا و كيف أنه يعود الى اصل لغوي سوري قديم حيث أننا إذا قسمنا الاسم الى مقطعين باللغة السومرية - البابلية
فإننا نحصل على مقطع / شار/ و على مقطع/ كي/ و الاول يعني الملك أو العالي الدوحة و الثاني يعني /الارض/بالسومرية. أما حرف السين النهائي فليس سوى لاحقة يونانية قديمة تلحق اكثر اسماء العلم المذكرة . يعني /شار-كي/ او / شركسي
و كذلك نحصل على هذه المقاطع باللغة الحثية-الحورية و التي كانت تستعمل المقطعية السومرية في الكتابة. و يجب أن لا ننسى ان الحثية و السومرية و البابلية و الامورية هي لغات او لهجات عرفت اختلاطاً لا مثيل له في تاريخ اللغات. و معنى اسم شركي/ يكون عندئذ /ملوك أو سادة الارض. و هو نفس معنى اسم / كنجي/ الجيم مصرية/ الذي هو الاسم الاصلي للسومريين و نفس معنى اسم الاموريين اسلاف السوريين و الذي يعني /الامراء/ و نفس معنى اسم بابل الذي يعني باب الله او باب السماء .يعني و بدوره يدل على السمو و علو المكانة.و هذا هو ايضاً معنى اسم السوريين الميتانيين الذين عاشوا مع الحثيين في سوريا و ايضاً معنى اسم الكنعانيين الذي يرجع بجذوره الى جذر/ ك-ن-ن/ كما يأتي في مرسلات تل العمارنة و الذي يعني الصانع الكبير الذي يقول للاشياء كن فتكون و عن طريق الصناعة و العمران طبعاً.و لا ننسى ان الكنعانيين اجداد السوريين كانو ا يطبقون على انفسهم اسم /ابناء الله/ بالكنعانية : بن-عل. و لا ننسى ان الميتانيين ادخلوا الحصان الى المشرق و عاصمة اللملكة الحثية كان اسمها بالحثية السورية/حاتوشا/ و الكلمة لا تزال موجودة باللغة الشركسية القديمة و تعني المكان الذي نضع فيه الخيول او الاحصنة. و ان استعمال الحصان كان يدل على التمدن و الحضارة بالنسبة لمن كان يستعمل الجمل او الحمار كاكثر القبائل البدوية. و ان /الهكسوس/ السوريين الذين استعملوا الحصان بالحروب و تمكنوا من غزو مصر و الجلوس على عرشها لمدة ثلاثة قرون في منتصف الالف الثاني ق.م .و الذين كانو مزيجاً من كل السوريين القدماء انما جاء اسمهم من كلمة حصان /اسو/ و التي استعملها المصريون للدلالة عليهم باسم هو /السايس/ يعني الفارس و هي كلمة لا نزال نستعملها الي اليوم لنسمي الشخص الذي يعتني بالحصان و يقوده كما انها صارت فيما بعد تدل على فعل ذي اصول سورية هو /ساس/يسوس/ و منه اتى اسم سياسية.اي الذي يحكم و يقود الناس .و لقد دخل الاسم بصيغته اليونانية /هيكسوس / بمعنى الفرسان و ليس/الملوك الرعاة /كما ذكر كاهن مصري و مؤرخ قديم ، و من باب الهجاء ،كتب تاريخ مصر في عصر خلفاء الاسكندر الذين حكموا مصر القرن الثالث قبل الميلاد .و لا شك ان الشركس كانوا من ذلك المجموع السوري /الهكسوس/ . و يجب ان اشيير ايضا ان اسم الفارس الشركسي المشهور في الاساطير الشركسية و الذي له دلالة الوهية مثله في ذلك مثل البعل و تموز و ادونيس يحمل اسم / نارت /.و لو نقبنا في جذر الاسم لوجدناه اسما سومريا مركبا من مقطع / نار/ يعني الموسيقى او النشيد السماوي و من مقطع / ت/ الذي يعني الحياة.فيصير معنى الاسم
موسيقى الحياة كما كان اسم الملك الاموري السوري / زمري-ليم/ الذي جلس على عرش مملكة /ماري/ في سوريا .و اسمه له نفس دلالة /نارت/ لان/ زمر/ تعني يالبابلية /موسيقى و انشاد .و/ ليم/ تعني الإلوهة فيصير معنى الاسم / زمري ليم/ الموسيقى السماوية/ و نحصل على الدلالة نفسها.
كما في تاريخنا الروحي القديم كانت السيدة السماوية تقوم بالدور الاكبر و التي نعرفها باسماء متعددة لها ذات الدلالة ( اينانا بالسومرية-عشتار بالامورية-البابلية-الاشورية- ايننارا بالحثية-الحورية-عنات و عشتروت بالكنعانية-الفينيقية -مريم العذراء في العهد المسيحي) فأن نرى ان الحكايات الميتولوجية الشركسية تتحدث عن سيدة سماوية اسمها بالشركسية او لغة الاديغا/ ستناي / تشبه تماما السيدات السوريات اللواتي ذكرنا اسماءهن و هي ايضاً تضع ابنا له شأن كبير في حفظ رغد العيش و الموت مضحياً بنفسه من اجل البشر اسمه بالشركسية /اديغا/ يأتي في صيغة ( شو-شروكا) و دلالة الاسم الملكية واضحة. و فيه ايضاً فعل الوجود القديم/ اش/ أو /اس/ مثله في ذلك مثل /دموزي/ ابن و عشيق إينانا و /تموز/ ابن و عشيق عشتار و / البعل حدد/ ابن و عشيق عنات و /ادونيس/ ابن و عشيق عشتروت او افروديت. تقول النصوص الشركسية ان
السيدة ( ستناي) كانت ذات جمال خارق للعادة و إن راعي الحقول رأها و هي تغتسل في النهر عارية و وقع في حبها فانجبت منه ابنها. و لكن هناك روايات متعددة حول ولادة ( شو-شروكا ) من السيدة (ستناي) و لكن كلها تؤكد على ولادة الابن من الام ستناي التي ينظر اليها على انها ام
النارتيين) احد اسماء الشركس القديمة و على أن ستناي تقبل موت ابنها في سبيل البشر و لكنها تستعيده من الموت.و هي في بعض النصوص ترمز لنور الشمس مثلها في ذلك مثل /ارينينا/ الام الحثية السماوية.و يمكننا ان نرجع اسمها الى اصول سومرية نراها في مقطعين الاول /ست/ يعني سيدة و الثاني /ن/ يعني السماء .فيصير المعنى سيدة السماء
مقتطفات من اناشيد الى ستناي
زهور ستناي:
تلك هي السيدة ستناي
كل افكار العالم صنعتها بيديها
كل جمال في الكون هو صورة جمالها
هي التي تقود النارتيين/الشركس في الحروب
هي التي تفسح لهم الدروب
هي التي تصد ضربات الاعداء
في البراري هي تدل الناس على مناطق الخصب
و هي تعلمهم الصيد
هي شمس النهار
و هي قمر الليل
الزهور التي تبصرونها هي هدية ستناي الينا
الزهور تفتحت من اجل ستناي
الزهور تزهر مرتين كل يوم
لان السيدة ستناي تتبرج مرتين في اليوم الواحد
اغنية الى ستناي:
واي.....واي
ستناي
يا زهرة متألقة
يا زهرة تتوق الى الاعالي
واي....واي
عيناك من فيروز و نورهما كنور النجوم
الحرير المطرز بخيوط الذهب ينطوي على جسدك
يا ضياء ثلوج قمم الجبال العالية
انت بهجة العيون
و انت حاملة الفرح
و انت زينة الحياة
تسلبين قلب كل من ينظر اليك
و الكل تحمله الرغبة اليك
يا امل الشباب الدائم
يا هدية الحب الغالية
واي...واي
تقديم و اختيار: فايز مقدسي
إضافة تعليق جديد