مسيحيو الشرق يدفعون ثمن خطايا الغرب
الجمل: دفع مسيحيو منطقة الشرق الأوسط ثمنا عالياً بسبب حرب العراق، والاعتداءات الإسرائيلية، ونشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام، والتصريحات المعادية للإسلام التي وردت على لسان البابا الحالي، والرئيس جورج بوشن وبعض كبار المسؤولين الأوروبيين.
الأقباط المصريين، الكلدانيين- الآشوريين العراقيين، والروم الارثوذكس الفلسطينيين تزايدت معاناتهم أكثر فأكثر بسبب:
• الاحتلال العكسري الأمريكي للعراق: وتتم حالياً عملية تهجير واسعة للمسيحيين الآشوريين الكلدانيين من داخل العراق، بحيث يتم نقلهم إلى سوريا، ومنها لاحقاً إلى بلدان المهجر الغربية، وقد انخفض عدد المسيحيين العراقيين هذا العام إلى أقل من 2% من سكان العراق.
• الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية: خلال الفترة الماضية ظلت إسرائيل بدعم أمريكي- غربي، تستخدم قدراً متزايداً من وسائل الترغيب والترهيب الهادفة إلى استئصال السكان الفلسطينيين الروم الارثوذكس، وأيضاً الحد من نفوذ كنيسة الروم الأرثوذكس في داخل فلسطين، وتهدف إسرائيل من وراء ذالك إلى إنجاز عدة أهداف، منها:
- حصر الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، بحيث يظهر آخذاً طابع الصراع اليهودي- الإسلامي وذلك تخوفاً من قيام المسيحيين في أنحاء العالم الأخرى بالتعاطف مع المسيحيين الفلسطينيين إذا شاركوا في الصراع.. وقد لجأت أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى تنفيذ العديد من عمليات الاغتيال السرية ضد رجال الدين الروم الأرثوذكس الفلسطينيين، كذلك تقوم أمريكا والدول الغربية بتسهيل إجراء منح فيزا الهجرة لأفراد هذه الطائفة بما يؤدي لتفريغ الأراضي والمناطق الفلسطينية من الروم الأرثوذكس.
- تأثير السياسات الأمريكية: يعرف العالم بشكل عام، والمصريون بشكل خاص، الدور الهائل الذي تقوم به أمريكا في دعم وحماية إسرائيل، إضافة إلى قيامها بتوريط مصر في اتفاقيات كامب ديفيد مع إسرائيل، ومن المعروف أن بعضاً من رموز الطائفة القبطية (وبالذات بطرس غالي) قد لعب دوراً كبيراً في إنجاز هذه الاتفاقية.. كذلك هناك عدداً كبيراً من الأقباط المصريين ارتبط بالزواج من الإسرائيليات (حوالي 20 ألف شاب قبطي مصري).. وقد أدت كل هذه الجوانب مجتمعة إلى تصاعد التوتر داخل المجتمع المصري بين المسلمين والأقباط، (عدد سكان مصر 65 مليوناً منهم 6 ملايين قبطي والبقية مسلمين) وذلك بسبب نظرة المسلمين إلى الأقباط باعتبارهم المسؤولين عن كامب ديفيد وعمليات التطبيع الجارية مع إسرائيل.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد