الأرض تحتضن كميات هائلة من المياه.. غير قابلة للاستخراج

16-06-2014

الأرض تحتضن كميات هائلة من المياه.. غير قابلة للاستخراج

إذا كنت تريد أن ترصد خزانات المياه الهائلة على كوكب الأرض، فربما يتعين عليك أن تبحث عن أماكن بخلاف المواقع التقليدية الواضحة، مثل المحيطات والمسطحات المائية والقمم الجليدية في القطبين.
وأكدت مجموعة من العلماء يوم الجمعة الماضي، أنه "يبدو أن باطن الأرض يحتفظ بكميات هائلة من المياه تختزنها طبقة صخرية من وشاح القشرة الأرضية على أعماق تتراوح بين 410 و660 كيلومتراً في جوف الأرض".
وقال أستاذ مادة الفيزياء الجغرافية في جامعة "نورث وسترن" ستيف جاكوبسن في مقابلة إنه "ربما تكون هذه الكميات من المياه، إما تعادل وإما تفوق كمية المياه مجتمعة في المحيطات، وهذا يغير أفكارنا عن تركيب الأرض". ولكنه أضاف أن "ما نتحدث عنه لم يعد ماء سائلاً في هذه الأعماق الكبيرة.. لأن وزن مئات الكيلومترات من الصخور وارتفاع درجة الحرارة عن ألف درجة مئوية يعملان على تحليل الماء إلى مكوناته الأساسية، هكذا لا يعود هذا الماء قابلاً للاستخراج، وليس مصدراً للماء على أية حال".
ويرتبط الماء في الحالة التي يتحدث عنها العلماء بالتركيب الجزيئي لمعدني "رنغودايت" و"وادسلايت" في الطبقة الصخرية للوشاح، التي تتميز بقدرتها الفريدة على الاحتفاظ بالماء كالإسفنج.
وأوضح الباحث أن الماء "هبط إلى طبقة الوشاح في القشرة الأرضية مرتبطاً بالمعادن خلال تكوين الصفائح البنائية للأرض، وهي عملية بطيئة معقدة تضمنت تحرك ألواح صخرية ضخمة، ما أسهم في تكوين سطح الأرض"، مضيفاً "عندما وصلت المعادن المرتبطة بهذه المياه إلى أعماق معينة، تحللت في عملية تسمى الجفاف وانفصال الماء، ما أسهم في تكوين طبقة الصهير (المغما).. وتشيع مثل هذه العملية في طبقة الوشاح، ما يمثل مصدر الصهير في الكثير من البراكين".
وفي الدراسة التي نشرتها دورية "ساينس"، طرح الباحثون أدلة على أن "مثل ذلك يحدث أيضاً على أعماق في طبقة الوشاح وفي منطقة يطلق عليها اسم المنطقة الانتقالية، والتي تقع بين الطبقتين العليا والسفلى للوشاح".
وتضمنت الدراسة تجارب مخبرية لتعريض معدن "رنغودايت" لظروف تضاهي الحرارة والضغط في المنطقة الانتقالية، علاوة على مشاهدات لما يحدث في هذه الطبقة بناء على بيانات خاصة بالزلازل، من شبكة تضم أكثر من ألفي مركز لقياس النشاط الزلزالي في الولايات المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا البحث يستند إلى دراسة سابقة كانت قد أجريت في شهر آذار الماضي، وأظهرت أن ماسة غير نقية ذات لون بني ليست ذات قيمة من الناحية التجارية، عُثر عليها في البرازيل، "تزخر بمعلومات ثمينة للغاية عن التكوين الجيولوجي لطبقة عميقة من طبقات كوكب الأرض".
وقال فريق دولي من العلماء إن هذه الماسة تحتوي على معدن "رنغودايت"، الذي يقول العلماء إن اكتشافه يشير إلى وجود كميات هائلة من المياه مختزنة في منطقة تحت سطح القشرة الأرضية بين المنطقتين العليا والسفلى للوشاح، وهي طبقة تبلغ سماكتها نحو 50 كيلومتراً، وتقع تحت قشرة الأرض التي نعيش عليها.
ويعتقد أن معدن "الرنغودايت" موجود بكميات كبيرة تحت ضغط عال في الطبقات السفلى للأرض. ووجد العلماء أنه يحتوي على كميات من الماء تصل إلى 1,5 في المئة من وزنه.



 (عن "ميدل إيست أونلاين")

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...