الصناعة: لا نستطيع نقل الأقطان من المناطق الساخنة
رفعت "وزارة الصناعة" مؤخراً أسعار الغزول القطنية المصنعة في المؤسسات التابعة لها بحدود 16%، إذ يأتي هذا الرفع بعد مدة قصيرة من رفع سعر صرف الدولار الذي تباع به الغزول القطنية من 123 إلى 149 ليرة.
وأوضح وزير الصناعة كمال الدين طعمة إن هناك صعوبات كبيرة في نقل الأقطان من المناطق الساخنة، وخصوصاً الحسكة والرقة ودير الزور، إلى المحالج المنتشرة في المنطقة الوسطى والساحلية، وعلّق على ذلك قائلاً: "بذلنا جهودا كبيرة لتأمين عملية النقل ووقعنا عدة عقود لنقل الأقطان ولكن لم يستطع أحد التنفيذ".
وبيّن طعمة أنه تم توقيع عقد لنقل 3 آلاف طن من الغزول من دير الزور بكلفة 43 ألف ليرة للطن الواحد خلال الأسبوع الماضي، مضيفاً أنه "عندما نقارن الكلف السابقة مع الحالية لجهة سعر الكيلو من القطن الذي كنا نشتريه بـ52 ليرة وهذا العام تم شراءة بسعر 100 ليرة للكيلو، وارتفاع أجر النقل من 3 ليرات إلى 43 ليرة للكيلو الواحد، كان من المفترض رفع الأسعار فور ارتفاع التكاليف، ولكننا نعرف معاناة الصناعيين والنسبة التي قمنا برفعها طفيفة ولانحقق أي ربح حالياً من ذلك".
وتابع طعمة قوله: "الصناعي بدوره سيحول هذه الارتفاعات في التكاليف إلى ارتفاع على المنتج وبنسبة محدودة".
ولفت طعمة إلى أن الحكومة سمحت باستيراد كافة أصناف الخيوط القطنية غير المتوفرة بالكميات المطلوبة لدى معامل الغزل العامة، وذلك لحل المشكلات المرتبطة بعدم توفر الخيوط.
كما أشار عضو مجلس إدارة "غرفة صناعة دمشق" بدر الناطور، إلى أهمية اعتبار كافة مدخلات الصناعات النسيجية مواد أولية والسماح باستيرادها برسم جمركي يبلغ 1%، موضحاً إنه نتيجة للظروف الحالية انخفض نسبة إنتاجها إلى 10% مما كانت عليه لعدم توفر الخيوط القطنية.
ونوه إلى أن هنالك صعوبات كبيرة تعانيها الصناعات النسيجية في سورية نتيجة للأزمة الحالية، مشيراً إلى أن صناعة الألبسة والنسيج تمر عبر عدة مراحل تصنيعية، بدءاً من الخيوط القطنية والصنعية والتي كانت تنتج بكميات كبيرة، أما اليوم فهنالك بعض نمر الخيوط الهامة لم تعد تنتج في معامل الغزل وخاصة الخيوط الممشطة، وهو ما أدى لارتفاع بأسعار الخيوط.
وأوضح إن هذا الأمر ينطبق على كافة مراحل الانتاج والتي كانت تعتمد على مصانع ضخمة تتواجد في المدن الصناعية ومناطق الأرياف، لافتاً إلى أنه ورغم سماح الحكومة بعملية الاستيراد فحتى الآن لم تتم هذه العملية "التي تحتاج لثبوتيات وأوراق هنالك صعوبة بتأمينها"، معرباً عن أمله في أن يتمّ ذلك في وقت قريب لتسريع عجلة الإنتاج.
ولفت إلى أنه نتيجة للظروف الأمنية أصبحت العديد من هذه المصانع خارج الخدمة كلياً أو جزئياً، وبالتالي أصبح جزء من العملية الانتاجية تتم داخل سورية ويعوض النقص بالاستيراد، والذي يمر بصعوبات كبيرة بعد أن كانت سورية من أهم الدول في إنتاج الأقمشة بكافه أنواعها، مضيفاً "اليوم أصبحنا مضطرين لإستيراد الاقمشة بعد توقف أغلب المعامل والمصانع الكبيرة عن الانتاج، وبالتالي فإن الصناعي السوري يقوم بعمل جبار في تأمين مستلزماته الانتاجية في سبيل الاستمرار والعمل ودوران عجلة الاقتصاد".
وكان المدير العام لـ"المؤسسة العامة للصناعات النسيجية" نضال عبد الفتاح، أوضح خلال الشهر الماضي إن تراجع إنتاج الأقطان انعكس على انتاج شركات الغزول المنتجة للخيوط القطنية وأدى إلى عدم قدرتها على تلبية احتياجات القطاع النسيجي المحلي.
يذكر أن رئيس "غرفة صناعة دمشق وريفها" باسل الحموي بيّن مؤخراً، أن صادرات الصناعة النسيجية السورية انخفضت بنحو 60%.
محمد وائل الدغلي
المصدر: الاقتصادي
إضافة تعليق جديد