الأسد: نحن في مرحلة الصراع مع القاعدة ومتفرعاتها

22-10-2013

الأسد: نحن في مرحلة الصراع مع القاعدة ومتفرعاتها

أكد الرئيس بشار الأسد أن بلاده أصبحت الآن في "مرحلة الصراع مع القاعدة وتفرعاتها المختلفة، وما يسمى داعش وجبهة النصرة وغيرها".الرئيس الأسد متحدثاً للزميل غسان بن جدو

وفي حديث  مع قناة الميادين أضاف الأسد أن "سورية في حالة حرب دائمة في مواجهة الإرهاب، وهي لم تكن يوماً مع الإرهاب"، واعتبر أن بلاده مستهدفة بسبب سياستها الخارجية، مذكراً انه بطرح سورية موضوع التحالف لمكافحة الإرهاب في ثمانينيات القرن الماضي، وأن أحداً لم يهتم بهذا المصطلح في ذلك الوقت.

 وقال الرئيس السوري إنه "عندما بدأ العالم يتحدّث عن الإرهاب لم نتردّد في التحالف مع كل الدول الساعية من أجل مكافحة الإرهاب بما فيها الولايات المتحدة". واعتبر أن لا دليلاً على قيام الولايات المتحدة بدعم تنظيم القاعدة، ولكنه اتهمها بتأمين الغطاء السياسي للفوضى والإرهاب في سورية.

الأسد وجه اتهامه أيضاً إلى "بعض الدول الأوروبية وبعض الدول العربية والإقليمية" بالمساهمة في مجيء القاعدة إلى سورية، في بعض الحالات عن قصد، وفي بعض الحالات عن غير قصد".

ووصف الرئيس السوري من يبحث عن الوفاء لدى الإدارات الأميركية بالواهم"، مذكراً بتخليهم عن "شاه إيران وبرويز مشرف وبعض الدول العربية"...

وأضاف الأسد أنه "لا شك بأن الولايات المتحدة دولة عظمى وتؤثّر في مسار الأحداث في العالم، فإذا كنت قادراً على خلق علاقة تخدم مصالحك فهذا الشيء جيد، ولا يجوز أن نتردّد به بغض النظر عن الاختلافات، ولكن من الخطير أن تبني معهم علاقة تعمل من أجل مصالحهم فقط، لأنهم سيطلبون منك أن تعمل من أجلها ضد مصالحك، وهذا شيء مرفوض بالنسبة لنا".

 ورأى الرئيس السوري أنه "في المرحلة التي سبقت الأزمة في سورية وتحديداً قبل الأزمة بحوالى شهرين أي في كانون الثاني/ يناير وشباط/فبراير 2011 كان هناك تحريض شبه يومي في كل وسائل الإعلام من أجل القيام بمظاهرات"، معتبراً أن الأزمة ابتدأت من الخارج، وأن التحريض ابتدأ من الخارج ولم يبدأ من الداخل"، مستدلاً على ذلك "بعدم الاستجابة الداخلية في البداية".

 وحول المعارضة السورية بشقيها الداخلي والخارجي، قال الأسد إنه "من الطبيعي أن يكون هناك تيارات مختلفة ومتناقضة أحياناً، ولكن المعارضة هي مفهوم سياسي، المعارضة هي بنية سياسية لها قاعدة شعبية ولها برنامج سياسي واضح، هي بنية داخلية، ليست مرتزقة من الخارج ولا تأخذ أوامرها من الخارج، برامجها ليست من الخارج، لا تقبل بالتدخل الخارجي ولا تحمل السلاح، لا يمكن أن تكون معارضة سياسية وتحمل السلاح، بمجرد أن حُمل السلاح تحوّلت التسمية إلى تمرّد أو إرهاب وليست معارضة".


وقال الرئيس السوري إن "الولايات المتحدة الأميركية حاولت كثيراً أن تقنع سورية بأن تكون جزءاً من الحملة على العراق، قبل قمة شرم الشيخ التي انعقدت في بداية شهر آذار/مارس في عام 2003، ومن خلال مجيء المسؤوليين الأمريكيين إلى سورية، كانت هناك محاولات ترهيب وترغيب - على الأقل بالحد الأدنى -  من أجل أن نصمت. طبعاً في قمة شرم الشيخ كان موقفنا واضحاً ومعلناً وكان ربما الصوت الأعلى في رفض الحرب، لأننا رأينا بأن قمة شرم الشيخ كانت قمة التسويق لحرب العراق، أو للغزو الأمريكي للعراق، فكان لا بدّ من أن تدفع سورية الثمن، وكانت زيارة كولن باول المشهورة في ذلك الوقت بعد 3 أسابيع من غزو العراق وكان العالم في ذلك الوقت من دون استثناء قد انبطح أمام ما اعتقدوا بأنه النصر الأمريكي."

  وأضاف "بدأوا بتقديم فروض الطاعة والولاء، فأتى كولن باول في ذلك الوقت وكان مزهوّاً بنفسه ويتحدّث عن كيف دخلت القوات الأمريكية خلال أسابيع إلى بغداد.

وأوضح الأسد ردا على سؤال الميادين أنه بهذا الأسلوب كان باول يحدثه حرفياً، ويلمّح إلى أن الكونغرس الأمريكي يحضّر لقانون آخر لمحاسبة سورية، أكثر شدّة وقسوة من القانون السابق، مؤكداً أن اللهجة كانت تنطوي على تحذير وتهديد، وأشار إلى أن باول خاطبه بالقول حينذاك "لم يبق لكم صديق أو أمل سوى أنا وزيارتي.. وهي الزيارة الأخيرة، ومبنيّة على عدة مطالب.. وهي بشكل أساسي إخراج الفصائل الفلسطينية أو قياداتها حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، خارج سورية إلى أي مكان تختاره القيادة السورية".

 وفصّل الأسد المطالب الأميركية وهي أولاً ألا يتم استقبال القيادات السياسية والعسكرية العراقية السابقة، والنقطة الثانية هي أن تخرج القوات المقاومة الفلسطينية وتحديداً حماس والجهاد الإسلامي والقيادة العامة، وثالثاً عدم التعاون مع حزب الله وعدم تمرير السلاح له وقطع العلاقات معه، قطع العلاقات تماماً معه.

أما النقطة الرابعة التي كشفها لأول مرة فهي تتلخص بعدم السماح بدخول الكفاءات العلمية العراقية إلى سورية، واعتبر أن ما جرى لاحقا من عمليات تصفية ومقتل مئات العلماء العراقيين، كان عملية تجهيل حقيقية، وهو ما كان مطلوباً لتدمير العراق حقيقة.

 وفي ما يتعلق بموضوع اتهام النظام السوري بمسؤوليته عن تنامي الجماعات الإرهابية والتكفيرية ومساعدتها من أجل الدخول إلى العراق علق الأسد: "هذا الكلام يعني أو يحمل في طياته بأن سورية كانت تستخدم الإرهابيين كورقة تضعها في الجيب لكي تستخدمه في مكان ما لهدف ما، نحن قلنا بشكل واضح في أكثر من مناسبة بأن الإرهاب لا يُستخدم كورقة، وأنا أشبّه الإرهاب دائماً بالعقرب، إذا وضعته في جيبك، فعندما يصل إلى الجلد سوف يقوم بلدغك مباشرة.. نحن دائماً ضد الإرهاب وكان هذا أحد نقاط الخلاف بيننا وبين العراقيين، ولكن لا يمكن ضبط الحدود، اليوم مثلاً هناك إرهاب يأتي عبر الحدود العراقية بشكل مكثّف، ولكن سورية لا تتّهم الحكومة العراقية".

كما أكد الأسد أن دمشق مستعدة لمحاورة أي جهة من المعارضة شرط ابتعادها عن الإرتباط بالخارج وحمل السلاح.

 وحول الفترة الزمنية التي بدأ فيها إدخال السلاح إلى سورية، رأى الأسد أن "السلاح موجود من قبل على خلفية غزو العراق، وربما موجود قبل ذلك، أما استخدامه في الأزمة فتم من الأيام الأولى لأنه سقط شهداء من الشرطة ومن الأمن منذ الأيام الأولى"، وتساءل "كيف يسقط شهداء من خلال المظاهرات؟"

وذكّر الرئيس السوري  بإعلان "الإخوان المسلمين في أكثر من تصريح لمسؤولين تحدثوا بشكل واضح كيف جلبوا السلاح قبل الأزمة إلى سورية وكيف ساهموا في هذا الموضوع.. هذا كلامهم هم."

 وأضاف الرئيس الأسد ان "قطر كانت تدعم علناً هذه المجموعات (المعارضة المسلحة).. قطر تكفّلت بهذا الموضوع في بداياته حتى مرور سنتين أو أقل بقليل حتى دخلت السعودية على الخط، ولكن كانت قطر بالدرجة الأولى وتركيا بالدرجة الثانية.. قطر بالتمويل وتركيا بالدعم اللوجستي".

وحول دور الأردن، أكد الأسد أن "الأردن ممر.. في المراحل الأولى الأردن كان بعيداً، لكنه دخل على الخط مؤخراً منذ أقل من عام".

واعتبر الرئيس السوري أن "القسم الأكبر من المعارضة الخارجية هم الإخوان المسلمون،" وأضاف "الإخوان المسلمون بالعرف السوري والقانون السوري وبمفاهيمنا هي مجموعة إرهابية"، متهماً جماعة الإخوان بأنها "أكثر إرهاباً من قبل". وأضاف إن الإخوان المسلمين "يسيرون من إرهاب إلى إرهاب أشدّ".

ورأى الأسد أن الإخوان أثبتوا "في أكثر من مفصل بأنهم مجموعة انتهازية تعتمد على النفاق وليس على الدين.. وتستخدم الدين من أجل مكاسب سياسية.. وثبت هذا الشيء في مصر مؤخراً ويثبت في سورية كل يوم".

 وأكد الأسد أن دمشق مستعدة لأن تحاور "أي جهة بشرط أن تبتعد عن السلاح، وتبتعد عن الإرهاب، وأن تبتعد عن دعوة الأجانب للتدخل في سورية عسكرياً أو سياسياً أو بأي شكل من الأشكال".

وحول "الجيش الحر" ومدى استعداد دمشق لمحاورته والقبول بعودة عناصرة إلى الجيش، أكد الرئيس السوري استعداده للقبول بذلك، مضيفاً "هؤلاء فارّون، الانشقاق هي قضية أكبر، الانشقاق هو جزء مرتبط بالمؤسسات وليس هروب شخص. هروب شخص لوحده لا يُسمّى انشقاقاً، ولكن لو أردنا أن نستخدم هذا المصطلح تجاوزاً لا يوجد مشكلة. نقول كل هؤلاء الذين هربوا لأسباب مختلفة.. فمنهم من فرّ بسبب الخوف، ومنهم من فرّ تحت التهديد المباشر له أو لعائلته، ومنهم من فرّ عن قناعة. جزء كبير من هؤلاء - لا أريد أن أبالغ - لكن جزءاً لابأس به قرر العودة أيضاً لأسباب مختلفة لسنا في صدد شرحها الآن، فكنا مرحبين بهذا الشيء، البعض منهم عاد إلى عمله في كنف الدولة، البعض من هؤلاء الذين تتحدث عنهم يقاتل مع الجيش وسقط منهم شهداء خلال الأشهر الأخيرة".

المصدر: الميادين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...