بعد 4 أيام من المحادثات، واختتام اجتماعات أطراف الاتفاق النووي الإيراني في فيينا أمس الجمعة، أكدت واشنطن على «وجود مؤشرات على جدية إيران»، بينما قالت طهران إنها «لن تجمد خطوات خفض الالتزام بناء على مؤشرات إيجابية غير مضمونة».
قال مسؤول أمريكي كبير إن واشنطن تعتزم رفع العقوبات التي تتعارض مع الاتفاق النووي مع إيران، مؤكداً في نفس الوقت أن هذا لا يعني رفع جميع العقوبات المفروضة منذ عام 2017.
في ظل التقارب الأمريكي الإيراني، للوصول إلى اتفاق نووي جديد، تسعى "إسرائيل" لضرب هذا الاتفاق، عبر توجيه ضربات لإيران، وآخرها انفجار لغم في سفينة "ساويز" الإيرانية، عقب محادثات فيينا.
لم تتوقف "إسرائيل" عند هذا الحد، بل كُشف النقاب عن توجه وفد "إسرائيل" يضم قادة أجهزة الأمن إلى واشنطن في غضون أسابيع، لالتقاء نظرائهم الأميركيين، بغرض إطلاعهم على أخطار الاتفاق مع إيران على مصالح إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا.
قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات تلفزيونية نقلتها وكالة "بلومبرغ" إن المفاوضات في فيينا، تحوّلت من مناقشة رفع العقوبات عن إيران خطوة خطوة إلى رفع العقوبات في خطوة واحدة، مؤكداً على وجود مؤشرات تدل على أنّ "الأمريكيين يتجهون لرفع العقوبات بشكل كامل"
وأضاف عراقجي الذي يقود الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي أن "طهران ستواصل تخصيب اليورانيوم بنفس السرعة حتى التوصل إلى اتفاق مع جوانب الاتفاق النووي وإلغاء كافة العقوبات، وستواصل تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة حتى التوصل إلى اتفاق مبني على رفع كافة العقوبات دفعة واحدة".
أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أن إسرائيل لن تكون ملزمة باتفاق نووي بين القوى الكبرى وإيران في حال كان هذا الاتفاق يمكّن طهران من تطوير أسلحة نووية.
وقال نتنياهو: "إن اتفاقاً مع إيران يمهد الطريق لها لصناعة أسلحة نووية تهددنا بالاندثار لن نُرغم عليه بأي شكل من الأشكال".
وعقد الأطراف الذين لا يزالون منضوين في الاتفاق، أي إيران والدول التي بات يصطلح على تسميتها مجموعة 4+1 "فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا" اجتماعاً الثلاثاء حضرته الولايات المتحدة لكن بدون المشاركة مباشرة في المباحثات، ومن المقرر ان تُستأنف المحادثات في فيينا يوم الجمعة.
كشف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس عن العقوبات التي يمكن لبلاده رفعها عن إيران.
وقال برايس إن «بلاده مستعدة لرفع أي عقوبات مفروضة على إيران لا تتسق مع الاتفاق النووي»، مشدداً على استعداد واشنطن لاتخاذ الخطوات اللازمة للعودة إلى الالتزام ببنود الاتفاق.
لكن الخارجية الأمريكية لم تخفي بأن المحادثات النووية الإيرانية ستكون صعبة، وحول أسباب صعوبتها، قالت:«من هذه الأسباب الافتقار إلى الثقة بين طهران وواشنطن».
أكد رئيس الوفد الإيراني إلى محادثات فيينا مع مجموعة دول (4 + 1)، عباس عراقجي، أن إيران لن تفاوض لا بشأن الاتفاق النووي ولا بشأن ما هو خارج نطاق الاتفاق، مشيرا إلى أن الهدف عودة الأطراف إلى الالتزام بالاتفاق ذاته والرفع الفوري للعقوبات المفروضة.
وقال عراقجي في تصريحات له أمس “لن نتفاوض مع أميركا أو أية دولة أخرى”، مضيفا :وإذا ما أرادت مجموعة 4 زائد 1 أن تقنع أميركا للالتزام بشروطنا فهذا موضوع لا يهمنا”.
وصعد عراقجي من لهجة إيران قائلا: “لن نأتي إلى فيينا لإضاعة الوقت، وإذا ما لمسنا عدم وجود جدية لدى الأطراف الأخرى سننهي المهمة”.
طالب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، نظيره الفرنسي، جان إيف لودريان، بالتمرد على قرار العقوبات الأمريكية القاسية المفروضة على إيران، وتنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي.
وقال ظريف في تغريدة على تويتر: “طالبت وزير الخارجية الفرنسي خلال اتصال هاتفي بموقف بناء بشأن الاتفاق النووي خلال اجتماع فيينا القادم”.
وأضاف: “طالبت باريس بوقف التزامها بالعقوبات الأمريكية غير القانونية وتنفيذ تعهداتها الواضحة في الاتفاق النووي.”
رفضت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، أي رفع للعقوبات المفروضة على طهران “خطوة بخطوة”، حسبما ذكرت قناة “برس تي.في”.
ونقل الموقع الإلكتروني للقناة الرسمية عن سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم الوزارة قوله: “السياسة القاطعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي رفع كل العقوبات الأميركية”.
وكانت غالينا بورتر، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية قالت، الجمعة، إن محادثات مقررة هذا الأسبوع في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015 ستركز على “الخطوات النووية التي سيتعين على إيران اتخاذها من أجل العودة للالتزام” بذلك الاتفاق.
“لا مشاكل مع الجيران”.