بيروت

يحاول الفيلم السوريّ «نصف ملغ نيكوتين» للمخرج محمّد عبد العزيز، مقاربة بعض الموضوعات التي تُعدّ خطوطاً حمراء، تتقاطع في خطوط دراميّة لتعرض جوانب من سيَر الشخصيّات المقدَّمة. يستهلّ الفيلم بمشهد فتاة صغيرة تبيع البالونات، وصبيّ صغير يسألها عن سعر البالونة، يعمل بدوره في تلميع الأحذية بالقرب من جدار المتحف الوطنيّ في دمشق.

صاحب «الجوع والقمر» الذي شُيِّع أمس إلى مثواه الأخير، ينتمي، مثل أمل دنقل، إلى الجيل الثاني لـ«التفعيلة» في مصر. راهن على شعريّة التراكم لا القطيعة، واشتغل في العزلة على تطوير عالمه ليصبح أحد روّاد قصيدة السرد واليوميّات. هل جاء الرجل حقاً في التوقيت الخاطئ؟

ترددت كثيراً في كتابة هذا الرد، أولاً لاعتقادي أن صاحب صالة «أيام» أدى دوراً إيجابياُ فاعلاً في الحياة التشكيلية السورية في السنوات الثلاث الماضية ولا يُنقص من قيمة هذا الدور أنه كان مثار خلافات، وتقييمات متباينة، بل واتهامات.