غزة

مع استنفاد الخيار الجوي في العدوان على قطاع غزة، بدأت الخلافات بين القيادات السياسية الإسرائيلية على أصل استمرار العملية العسكرية. وبدا أن منبع الخلاف يعود إلى الخوف من الخسائر البشرية في حال حصول تقدم بري واسع

عمّق وزراء الخارجية العرب، امس، الانقسام في ما بين دولهم وقادتهم، بعدما فشلوا في التوافق على الدعوة الى عقد قمة طارئة تدرس الرد على المذابح الاسرائيلية في غزة، وذلك بعد اعتراض مصري وتحفظ سعودي في مواجهة مطالبة قطرية وسورية، واستعاضوا عن ذلك، مرة جديدة، بمجلس الأمن الدولي، للتغطية على »تشرذمهم وضياعهم«. وقرر الوزراء العرب، في ختام اجتماعهم في القاهرة،

صادق البنك المركزي الإسرائيلي، أمس، على طلب اثنين من المصارف الإسرائيلية الكبرى، وقف تحويل أموال إلى المصارف في قطاع غزة. وذكرت إذاعة الجيش أن «البنك المركزي صادق على طلب مصرفَي هبوعليم وديسكونت، وقف تحويل أموال إلى القطاع».

في سياق الحرب الإسرائيلية الشاملة على قطاع غزة، تتابع سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على الصحافيين، ويبدو ان هناك محاولة اسرائيلية ممنهجة لترهيب الصحافيين وإخراجهم من غزّة بغية التعتيم على ما يجري، خصوصاً بعد منع العديد من مراسلي الوكالات الأجنبية من دخول القطاع.

احتجزت السلطات السعودية الاثنين الماضي الداعية السعودي عوض القرني، على خلفية إطلاقه فتوى دعا فيها إلى »ضرب المصالح الإسرائيلية، أينما كان«، انتقاما لمئات الشهداء في غزة.

أدان ٦٥ نائبا من مختلف الأحزاب السياسية البريطانية، أمس، العدوان الإسرائيلي على غزة، وطالبوا المجتمع الدولي والحكومة البريطانية التدخل لمنع وقوع كارثة إنسانية والضغط على إسرائيل »لوقف الهجمات على سكان غزة الذين يتعرضون لعقوبة جماعية بسبب ممارسات أقلية«.

يبدو أن إسرائيل وسّعت رقعة حربها على الغزاويين إلى الشبكة العنكبوتية، حيث استحدث الجيش الإسرائيلي صفحة له على موقع »يوتيوب« منذ اليوم الثالث للعدوان، لبثّ لقطات مصورة حصرية لعملياته في القطاع بهدف »المساهمة في نقل رسالتنا إلى العالم«، بحسب ما أعلن الجيش أمس.

أين ستحتفل الليلة؟ هو السؤال الذي شغل الملايين حول الأرض ليلة أمس، لإحياء »مراسم الترحيب« بالعام ٢٠٠٩ الجديد..
الجواب بالنسبة لكثيرين من العرب كان بديهياً: »لا شيء«.. بسبب المشاهد الدامية القادمة من غزة. ففي تونس، لم تعبأ المحلات التجارية

تم منتصف ليل أمس التسلم والتسليم بين العام ٢٠٠٨ الذي انتهى مضرّجاً بالدم الفلسطيني في غزة والعام ٢٠٠٩ الذي يطل حاملاً »أمانة« صون ثوابت القضية الفلسطينية في مواجهة محاولة تصفيتها، عدا أنه سيكون مثقلاً منذ اليوم الأول بالملفات والهموم المحلية »الموروثة«.