لم تشتعل «الملحمة الكبرى» التي يروج لها «جيش الفتح»، ولا تحركت الحشود العسكرية الكبيرة للجيش السوري والحلفاء لحسم المنازلة في شرق حلب. وكأنما اشتعال الجبهات الحلبية ينتظر طلقة ما، أو تسوية مفاجئة تبدو بعيدة المنال بين موسكو وواشنطن التي تقترب من موعدها للانتخابات الرئاسية في الثامن من تشرين الثاني المقبل.
أعلن «المرصد السّوري لحقوق الإنسان» مقتل 96 مدنيّاً خلال شهرين من عمليّة غزو تركيا للشّمال السوري تحت تسمية «درع الفرات».
بعد تأكيد بغداد «لاءها» على مشاركة الجيش التركي في معركة الموصل، تمضي أنقرة في محاولة اقتحام المشهد العراقي، عبر التلويح بورقة «المنطقة الآمنة» في الشمال العراقي لليوم الثاني على التوالي، في وقت تتابع القوات العراقية تقدمها أمام تنظيم «داعش»، التنظيم الإرهابي الذي بدأت تُطرح علامات استفهام حول مصيره في حال خسارته المعركة.
فعلها مسعود البرزاني. فتح الأبواب التي أوصدها العراقيون في وجه الغازي رجب طيب اردوغان.
أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، في مقابلة تلفزيونية مساء أول من أمس، أنّ بلاده «تُجري محادثات» مع حكومة إقليم كردستان «من أجل إعلان منطقة آمنة شمال العراق»، كجزء من التخطيط «لاحتواء تدفق المهاجرين» المحتمل، ولمواجهة «تهديد مشترك هو حزب العمال الكردستاني».
انتهاء الهدنة السورية ـ الروسية ينذر بتصعيد في الشمال السوري، وخصوصا في الميدان الحلبي. حشود من المسلحين تقرع أبواب المدينة من بوابتها الجنوبية الغربية من جديد، تقابلها عملية عسكرية واسعة ينفذها الجيش السوري على المحور ذاته لتوسيع دائرة حماية المدينة، والاقتراب نحو ريف إدلب.
فيما ترتفعُ سخونةُ الاشتباكات على محاور القتال في محيط الموصل وسَطَ تقدمٍ للقوات العراقية المشتركة، يبدو أن تنظيم «داعش» يسعى إلى تكريس استراتيجية تعويقيّة لإطالة أمد المعركة، وتحويلها إلى حربِ استنزافٍ ضدّ خصومه.
شنت فصائل المعارضة السورية المسلحة في إطار في عملية "درع الفرات" المدعومة من أنقرة هجوما على بلدات حربل وأم حوش والحصية الواقعة تحت سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" شمال حلب.
وأفادت مصادر أمس السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول، أن مسلحي "درع الفرات" يستعملون في هجومهم هذا الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وتساندهم في ذلك الدبابات التركية.
كل شيء تقريباً بات جاهزاً لمنازلة جديدة في حلب. دويّ القذائف الثقيلة الصافرة وهي تعبر أجواء المدينة، لتهزّ أركانها لحظة ارتطامها بجبهات الملاح والليرمون شمال غرب المدينة، تعلن قرب انتهاء الهدنة، والعودة تدريجياً الى حرب مفتوحة.