جوزف سماحة

«الغطرسة» قد تكون الصفة الأقرب إلى سياسة السلطة اللبنانية. «الغطرسة» التي تتعمّد الاستفزاز أو تقود إليه حتماً. «الغطرسة» الناجمة عن تصديق أهل الموالاة لخطابهم. ليست المشكلة معهم أنهم يعتمدون إعلاماً يصرّ على التقليل من شأن

يدخل لبنان، اليوم، أسبوعاً استثنائياً. تصل السلطة، في باريس ـــ3، إلى ذروة الاحتضان الدولي والعربي لتوجّهاتها. وتصل المعارضة إلى ذروة تحركها في الإضراب السياسي العام. ليس في كل مرّة يتاح لبلد أن يعيش، على التوالي،

جورج بوش عن نوري المالكي «إنه غير ناضج». نوري المالكي إلى جورج بوش «أنت ضعيف جداً وفي مأزق كبير وشارفت على النهاية» (عاد فأوضح كلامه). الناطق باسم بوش طوني سنو يرى في شتيمة المالكي للرئيس الأميركي

اللقاء الذي عقده، في السرايا، عدد من «رجال الدولة» مع عدد من رجال الصحافة كان، بحقّ، ثريّاً. حضر من حضر وغُيّب من غُيّب. والواضح أن الانتقاء أدى دوراً في جعل التباسط سيداً. أتحفنا «رجال الدولة» بعدد من المفاهيم تستحق التوقّف عندها.

«القانون الدولي» إلى جانب إيران، لكن «المجموعة الدولية» ضدها. فمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية التي وقّعت عليها إيران تسمح لها بتطوير برنامجها النووي السلمي. إلا أن هناك من يرفض ذلك بالرغم من عدم وجود دليل

الرئيس فؤاد السنيورة في مأزق. وجّه إليه الرئيس الأميركي جورج بوش تحيّة حارّة جداً لكنه لا يستطيع أن يرد عليه بمثلها. لا نتصوّر رئيس حكومتنا واقفاً يقول «أنا فخور جداً بجورج بوش». أقصى ما يستطيعه هو الشكر،

كان كارل ماركس يقول إن بريطانيا هي البلد الذي يذهب فيه الصراع الطبقي إلى نهايته. فهل يمكن القول عن لبنان إنه البلد الذي يذهب فيه الصراع الطبقي حتى نهايته... الطائفية؟! يخطر هذا النوع من «التزوير»

الخارج يقرّر عنّا ولنا. مصائرنا مرهونة، بالكامل، لمصالحه. نعاني انكشافاً قلّ نظيره في التاريخ الحديث. علينا أن نرجع، ربما، إلى بدايات القرن الماضي لنلاحظ وجود حالة شبيهة. يريد هذا الخارج للحكومة اللبنانية أن تبقى

صورة وكأن كل شيء قد قيل. صورة تثير غضباً. يمكنها أن تحدث فرقاً وفرزاً. ترغم الناظر إليها على تحديد موقعه وعلى حسم أمره: في أي جانب هو، وما هي واجباته؟ صورة تضاف إلى ركام سابق (ولاحق) من الصور