طالبان في سورية: بين النفي والإثبات

19-07-2013

طالبان في سورية: بين النفي والإثبات

الجمل-عبدالله علي:
تضاربت الأنباء، الأسبوع الماضي، حول طالبان باكستان وحقيقة إرسالها لمجاهدين للقتال في سوريا. ففي حين أكدت وكالة رويترز الخبر ونقلت عن قادة طالبان باكستان أنهم أعلنوا اليوم (14 الجاري) قرارهم بالانضمام إلى الصراع في سوريا قائلين إن مئات المقاتلين توجهوا إلى سوريا للقتال إلى جانب "إخوانهم المجاهدين"، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلاً عن قادة طالبان باكستان أيضاً (ودون تسميتهم) نفيهم لما يتردد عن إرسالهم مقاتلين إلى سورية، وقالوا إن بعض المقاتلين توجهوا إلى سورية بشكل منفرد، مؤكدين على أن تركيز الحركة ما يزال منصبا على باكستان، كما أشارت الوكالة الفرنسية إلى أن أحد كبار قادة طالبان نفى الأنباء عن إقامة الحركة معسكرات في سورية.
وبينما سارعت وسائل الإعلام الموالية إلى تلقّف خبر رويترز كهدية نزلت عليها من السماء لتثبت وجهة نظرها أنها تحارب تنظيمات إرهابية، تمسكت وسائل الإعلام المعارضة بخبر الوكالة الفرنسية وعملت على استخدامه لنسخ المفاعيل الإعلامية التي ترتبت على خبر رويترز. ومع هذا التضارب والتجاذب، ضاعت الحقيقة بين التقريرين اللذين لم تفصل بينهما سوى أربع وعشرين ساعة، وبقي السؤال الشاغل دون جواب: هل طالبان موجودة في سورية ولمصلحة من تقاتل؟.
في البداية علينا أن نشير إلى أن الملا عبدالرشيد عباس مساعد أمير حركة طالبان باكستان الملا حكيم الله محسود، أعلن، منذ أيام، خلال لقاء مع محطة دان نيوز الباكستانية الناطقة بلغة الأردو، أن حركة طالبان قررت إرسال عدد من مجاهديها إلى سوريا للقتال إلى جانب إخوانهم هناك.
أما على الأرض السورية المعنية بالموضوع، فقد نفت مصادر جبهة النصرة صحة هذه الأنباء ووضعت تسريبها إعلامياً في خانة الضغط على المجاهدين تمهيداً لاتخاذ المزيد من القرارات الدولية المجحفة بحقهم، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن باعتبار النصرة تنظيماً إرهابياً، وكذلك لتبرير أي خطوة قد تتخد على صعيد محاربة المجاهدين من قبل بعض الدول الغربية التي هددت بذلك وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي أشارت في وقت سابق إلى أنها قد تستعمل طائرات بدون طيار لاستهداف قادة الإرهابيين في سورية، بحسب المصادر نفسها.
لكن قيادياً بارزاً في الدولة الإسلامية في العراق والشام اسمه الحركي "النذير العريان"، نفى خلال اتصالنا معه بالسكايب، سماعه بالتصريحات التي أعلن عنها الملا عبدالرشيد عباس لقناة دان نيوز، لكنه في الوقت نفسه، وبعيداً عن تضارب الأنباء الذي حصل حول الموضوع كما قال، أكد وجود مجاهدين من طالبان يقاتلون ضمن مفارز الدولة الإسلامية مشيراً إلى أنهم قدموا من خراسان، دون توضيح أكثر.
وإذ رفض "العريان" التطرق إلى المزيد من التفاصيل والإجابة عما إذا كان دخول المجاهدين قد تمَّ بقرار من قيادتهم أم باجتهاد منهم كأفراد، فإن مصادر مقربة من الدولة الإسلامية قالت لموقع الجمل، أن قرار حركة طالبان باكستان إرسال مجاهديها إلى الشام، جاء بناء على رسالة أرسلها أمير الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي إلى أمير طالبان باكستان الملا حكيم الله محسود، يقترح عليه فيها الانضمام إلى ما سماه "الجهاد العالمي" في الشام لأن الهدف مشترك بينهما، وهو محاربة طواغيت الكفر وإقامة الخلافة الإسلامية. وقالت المصادر الجهادية أن حكيم الله محسود لبّى طلب البغدادي وأصدر أوامره إلى جميع الكتائب في المقاطعات القبلية السبع لتجنيد المقاتلين إلى الشام.
وبحسب المصادر نفسها، فإن الدفعة الأولى من المجاهدين والبالغ عددها 150 مجاهداً سوف تصل إلى سوريا في نهاية الأسبوع الجاري، وانه ستكون هناك قوافل أخرى من المجاهدين على الطريق.
هذا ويذكر أن الدولة الإسلامية قد افتتحت معسكراً جديداً للتدريب أطلقت عليه اسم "معسكر أبو مصعب الزرقاوي" في ريف دمشق، ومن المتوقع أن يكون هذا المعسكر قد أعدّ لاستقبال مجاهدي طالبان بحسب مراقبين.
وقد يكون مما له مغزاه أن أحد الجهاديين السعوديين "باسم الجزراوي" وهو ممن قاتلوا سابقاً في أفغانستان وتربطه علاقات قوية مع قادة الجهاد فيها، كتب على حسابه في تويتر العبارة التالية: "" لقد نزلت طالبان إلى أرض الشام .. والبيعة الخراسانية التي استبشرنا بها باتت قريبة بحمد الله".

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...