افتتاح مؤتمر دولي بطهران اليوم للمساعدة في التوصل لحل سياسي للأزمة السورية
وسط إصرار روسي وعدم اعتراض الولايات المتحدة الأميركية على مشاركة إيران في «جنيف 2» وبعد سيل من التصريحات لمسؤولين فرنسيين باعتراض باريس على هذه المشاركة، قام مسؤول فرنسي بزيارة خاطفة إلى طهران التي اعتبرت أن «مشاركة جميع الدول التي يمكن أن تضطلع بدور بناء هي التي تضمن نجاح المؤتمر، داعية باريس إلى انتهاج السبل الدبلوماسية لحل الأزمة في سورية.
جاء ذلك قبل يوم من استضافة العاصمة الإيرانية مؤتمراً دولياً يهدف إلى المساعدة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية تحت عنوان «طريقة الحل السياسية والثبات في المنطقة».
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سيد عباس عراقجي في مؤتمر بحسب وكالة «سانا» للأنباء، أن هدف مؤتمر طهران الذي سيشارك فيه نحو 40 دولة يهدف إلى المساعدة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
وأوضح عراقجي، أن حل الأزمة في سورية لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الحوار الوطني بين جميع مكونات الشعب السوري بمن فيهم المعارضون الذي يؤمنون بالطريقة السلمية ويبحثون عن حل سياسي.
وعبّر عن أمله بأن تفضي الموضوعات التي ستطرح في مؤتمر طهران من المنظمات الدولية والشخصيات المشاركة في المساعدة في نجاح هذا المؤتمر للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية. وقال: «ندعو الدول التي يمكن أن تساهم في التوصل لحل سياسي للأزمة إلى المشاركة بهذا المؤتمر».
ورأى، أن مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده الشهر المقبل بشأن سورية يشهد تقارباً في وجهات النظر من المعنيين بهذه الأزمة يوماً بعد يوم بشأن الحل السياسي. وقال: «إن نجاح هذا المؤتمر يعتمد على مساعدة كل الأطراف والدول والداخل السوري أيضاً للوصول إلى طريقة سياسية وعاجلة للحل من أجل الشعب السوري».
وحول رغبة بعض الدول الأوروبية بتزويد المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بالأسلحة، أكد عراقجي، أن بعض الدول الأوروبية تتخذ موقفاً خاطئاً وخطيراً من خلال دعم «المجموعات المسلحة» في سورية بالسلاح. وقال: «لاشك أن هذا الدعم من شأنه تقويض جهود الحل السياسي في سورية وإنه سيزيد من عمر الأزمة فيها ما يوجب علينا اللجوء إلى الطرق السياسية قبل التوجه إلى جنيف».
وتقدم عراقجي بالتعازي الحارة لذوي الإعلامية السورية يارا عباس العاملة في قناة الإخبارية التي استشهدت بسبب استهداف الإرهابيين في القصير لفريق قناة «الإخبارية» أول أمس.
وأعلن عراقجي بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء، أن مدير إفريقية والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جان- فرنسوا جيرو، قام بزيارة خاطفة إلى طهران يوم الاثنين التقى خلالها نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
وأضاف: «أبدينا صراحة آراءنا حول سورية والحل الذي يمكن أن يساعد في إنهاء الأزمة». وأوضح «نأمل في أن تتبنى البلدان الأوروبية وفرنسا مقاربة تتسم بمزيد من الواقعية (للوضع) وألا تتورط في الطريق الخطأ».
وأعلن مصدر دبلوماسي في طهران أن هذه الزيارة التي استمرت يوماً واحداً والتي تندرج «في إطار التشاور الثنائي» بين البلدين، أتاحت «استعراض المواضيع ذات الاهتمام المشترك».
وكررت طهران رغبتها في المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» على رغم رفض فرنسا. واعتبر عراقجي أن «مشاركة الجميع هي التي تضمن نجاح هذا المؤتمر، وهذا يعني دعوة جميع البلدان أو المجموعات التي يمكن أن تضطلع بدور بناء».
وانتقد عراقجي تصريحات وزير الخارجية التركي حول الأحداث في سورية، وقال: «إن ما يحصل في سورية في الواقع الميداني يختلف كثيراً عن أقوال تركيا التي تجافي الحقيقة سواء فيما يتعلق بوجود القوى التكفيرية والإرهابية التي نعرفها جميعاً أو التدخل في دعم الإرهابيين وتهريب الأسلحة والأموال وتدخل الكيان الصهيوني بالأحداث في سورية».
في الأثناء أكد المرشح للانتخابات الرئاسية الحالية في إيران علي أكبر ولايتي أنه لا حل للأزمة في سورية سوى الحوار والسبل الدبلوماسية والسلمية.
وقال ولايتي رداً على سؤال عن دور إيران في حل الأزمة في سورية خلال مؤتمر صحفي: «إننا نعتقد بالحل السوري السوري وجلوس الأطراف المعنية بالتطورات السورية على طاولة الحوار للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلد».
واعتبر ولايتي أن الدول العربية وخاصة السعودية ومصر توصلت إلى قناعة بعدم جدوى الخيار العسكري لحل هذه الأزمة.
الوطن
إضافة تعليق جديد