صهرها مكسر ظهرها..عن النجم الشامل وتجار الأوطان
سامر محمد اسماعيل: خلاصة المهزلة أن السلطة في سورية وعلى مدار العقود الأربعة السابقة أنتجت نخباً من ممثلي الدراما التلفزيونية..كانوا يتحفوننا بظهورهم وعلى كل القنوات وفي كل البرامج، حيث كان معظم ما يسمى ب"نجوم الدراما السورية" يتحدثون في كل شيء من برامج السياسة إلى برامج الطبخ..طبعاً كان ذلك على حساب الكتّاب والنقاد والمفكرين والصحفيين والفنانين التشكيليين والمسرحيين والنحاتين والباحثين والمؤرخين وعلماء الاجتماع والروائيين والشعراء..إلخ
حتى خلنا أن "سوريا صارت دراما".. الجميع صدق داخل الوطن وخارجه أن في سوريا لا يوجد إلا ممثلي التلفزيون..حتى لقب فنان يعني ممثل تلفزيوني..و"خود على تكريم"..وحفلات تكريم ودروع" ..حتى أن بعض ما يسمى "نجوم الدراما السورية" كان يكرم في اليوم الواحد ثلاث مرات..من وزارة الإعلام إلى جوائز أدونيا..
والآن معظم هؤلاء خرجوا من سوريا منذ الأساببع الأولى للأزمة..والنتيجة أن سوريا صارت بلا نخب..سوريا الدرامية التلفزيونية بلا نخبها الكرتونية التي صنعتها ودعمتها السلطة، لكن المهزلة المهزلة هو ما تكرره المعارضة اليوم بتقديم الممثل التلفزيون ليخوض عباب اللعبة السياسية المدارة من أعتى أجهزة المخابرات الدولية..
أمثال هؤلاء ممن لهثوا ويلهثون وراء شركات الإنتاج وفضائيات النفط العربي وعشاءات الmbc وبرامجها التي خربت الذائقة العربية في الغناء والفن عموماً وحولت جمهور السميعة إلى مصوتين وعرب آيدل وتوابعه السخيفة الممزوجة بإعلانات العم كنتاكي والستربتيز السياسي ولاستجمام الوطني..
ثم يعود هؤلاء لاسترداد نجوميتهم في السياسة..فمعظمهم حين كان الواحد منهم يصل أجره لسبعة ملايين ليرة سورية عن دور في مسلسل تافه وسخيف ورجعي ولا يقدم أي طرح فني راق..في حين كان المواطن السوري الغلبان المتلفز رغماً عنه؛ يلوب طيلة النهار والليل لتأمين قوته وقوت عياله..ليتفرج مساءً على مسلسلات الغزلان والعار والخواصر؛ وهي مسلسلات تنتمي بقوة إلى عالم "الدراما الصفراء" من حيث تركيزها على سفاح القربى والغرق في الزذيلة وتعاطي المخدرات والفساد وترويج الدعارة ومعظم كوادرها تصور في السجون العامة والمرابع الليلية، وحاررات النشترية..
أقول معظمهم كان من طبقة محدثي النعمة الذين مارسوا سلطتهم بناء على دعم السلطة لهم وتلميعهم.معظمهم اليوم يبحث عن الأرباح..والبروظة ولا يعنيه كما كان لا يعنيه سابقاً الشعب السوري الذي يموت يومياً ويرزح تحت بطش مزدوج..
ذلك الفنان "الممثل التلفزيوني يعني" أبرز مثال عن ذلك في تصدره للقائمة المضافة على الإئتلاف..وهو المقرب من السلطة السورية..بل وبعد أن كان صهرها صار مكسر ظهرها...
التعليقات
اسكتوا هذه المهزلة
ياأخي, السوريين ما بيرضيهم
إضافة تعليق جديد